عادة ما يضيع الطالب وقتاً كبيراً في مذاكرة هذه المادة، بسبب كثرة التفاصيل فيها. ولكن إذا ما حذفنا هذه التفاصيل فإن المادة الأساسية تبقى قليلة وسهلة الاستذكار والحفظ. وأنه لا جدوى مطلقاً من أن يضيع الطالب وقته كله محاولاً حفظ اسماء مئات أو آلاف الجزر، أو المدن، والقرى الصغيرة التي تمر في الدرس أو ترى في الخرط الجغرافية. فيكفي أن نعرف هذه الأسماء فقط ولا داعي إلا لحفظ أقل القليل المهم منها. ونفس الشيء يمكن أن يقال عن أسماء الأنهار الكثيرة والجبال والبحيرات والحدود والإحصائيات والبيانات الخ الخ . ولقد يسأل الطالب الحقيقي هنا : إذن ماذا أدرس؟.. وبالطبع فليس هنالك من اجابة محددة عن هذا السؤال. ولكن يمكن اعطاء قاعدتين تعاونان الطالب في هذا الأمر: أدرس ما تجد نفسك متعلقاً به أو ما يكون ذا علاقة خاصة بميولك واهتمامك ورغبتك من دروس الجغرافيا. ذاكر فقط ما تحتاج أن تستخدمه فعلاً من حشود وتفاصيل ما تعطى من مواد... وهاتان القاعدتان يمكن أن يقوداك إلى اختيار ما تريد أو رفض ما لا تريد من دروس الجغرافيا . فإذا ما كنت تحب المادة أو لك هوى في ناحية فيها فذاكر هذا الجانب فوراً فذلك مما يدعو إلى ترسيخه في ذاكرتك ... وأما استخدام المواد الجغرافية فلا يعني بالطبع الاستخدام الخاص مثل الرحلات إلى المناطق التي تذاكرها فقط . فذلك ما لا يتاح كله ولا يتاح لكل الناس. ولذلك فحاول أن تذاكر ما تحتاج إلى أن تستخدمه في استذكار أجزاء أخرى من دروس الجغرافيا تربطها به باعتباره مركزاً ، لها ودالاً عليها. التدرج في استذكار الجغرافيا: أربط الجغرافيا دائماً بالواقع. وابدأ من ملاحظات جغرافية يسيرة حول مزرعة، أو قرية، أو مدينة، أو مقاطعة، أو ولاية، أو قطر، إلى أن تتسع بمذاكرتك لتشمل عوالم أخرى متعددة. إن الخريطة المكبرة تساعد الطالب على حفظ المعلومات متناسبة ومترابطة مع بعضها البعض. كما أنها تختصر المعلومات التفصيلية المتناثرة . فنظرات لفترة قليلة إلى محتويات خريطة شاملة تعطى من الحصيلة ما لا تعطى مذاكرة ساعات في فصول أي كتاب للجغرافيا . كما ان دراسة الخرط تنعش القدرة على التأطير والتصوير عند الطالب. فيحمل في ذهنه صورة وتصوراً واضحاً عن شؤون الأقطار، والمدن، والشعوب، والمحاصيل، والصناعات، مربوطة ببعضها البعض. إنه لأمر قليل الجدوى حقاً أن تجهد ذاكرتك في حفظ كلمات فارغة وأسماء، موهماً نفسك أنك تحفظ معلومات جغرافية. إن الكلمات والتعريفات والأسماء لا تشكل معرفة حقيقية وإنما هي مجرد مواد خام لا فائدة تُرجى من ورائها طالما ظلت مشتته بهذا الشكل! أما إذا عرفت أي معلومة في الاطار العام - الخريطة الجغرافية -، فإنك عندما تعرف تفاصيل هذه المعلومات من خلال الدرس الروتيني في الفصل، فإنك ستقوم فوراً بوضع هذه التفاصيل مربوطة بالإطار العام وبالمعلومات الأساسية التي تضمها الخريطة الجغرافية .