الثبات الشكلي والتجمل الظاهري داخل جسد المعارضة يبدو أنه يخفي تحولات عميقة تتفاعل الآن داخل هذا الهيكل الهرم وأن «لسان» هذا التحول يتقدم كل صباح بثبات حتى يأخذ موقعه في مقدمة المشهد السياسي عندئذ سوف يحتفل الجميع بمصرع المعارضة تحت نيران اللعبة السياسية الكثيفة، جسد المعارضة يعاني حالة هدم وهزال مريع وأن الربكة في خطابها السياسي الممجوج بشكل ملامح المستقبل وما خلافات ونزاعات قياداتها إلا واحدة من تمظهرات فشلها وكذبها على الشعب السوداني. حزب الأمة أظهر خطاباً سياسياً موضوعياً ومتوازناً خيَّب آمال «كمبالا» ومن يتخذونها ستاراً ومخبئاً بل ميزان قوة آخر يوازي القوى الوطنية، فقد حرك حزب الأمة القومي الساحة فقد دار صراع سياسي صاخب بين زعيمي حزبي «الأمة والشعبي» تحول إلى ساحة معركة كلامية انتهت بتلك المصالحة المبتذلة التي صنعها الحزب الشيوعي المدمِّر فقد تركت تلك «اللمة» بدار «الباطل» أثراً سلبياً في سجل الزعيمين الدكتور «حسن الترابي» والإمام «الصادق المهدي».. زعماء ما يسمى بالمعارضة تدهورت سيرهم وتناقصت أسهمهم خلال الفترة الأخيرة بسبب مواقف عديدة كانت خصماً عليهم جاءت في توازنٍ مع الانفتاح والتقدم لحزب المؤتمر الوطني الذي كسب أكثر مما يخسر وأن خطاب المعارضة المتلجلج قد أضاف إلى رصيده وأكسبه ثقة أكبر ويبدو واضحاً أنه ادخر قدرًا من الجهد ليشغل به نفسه بالإصلاح الداخلي للدولة والحزب بدلاً من مطاردة ومجاراة عددٍ عاجز عن الركض والمنطق.. بيني وبين الملازم الحسين!! في موضوع آخر ضمن هذه القصاصات أقول لا يسع المرء حين يقف أمام رجل الشرطة السودانية إلا أن يحترمه ويبجله بعبارات التقدير والاحترام المعروفة لأنه يمثل شرف الدولة وعز كرامتها وهو الحارس مالنا ودمنا بجوار الأجهزة الأمنية الأخرى. مواقف كثيرة على الشارع العام لافتة لكن موقفًا قابلته وأتاح لي فرصة للحوار مع ضابط شرطة برتبة الملازم اسمه «الحسين».. الحكاية بدأت مع ملازم المرور أثناء قيادتي سيارة وقد كنت متوقفًا حينها عند تقاطع شارع المك نمر مع الجامعة قبالة مدخل كبري المك نمر، وأنا متوقف لاحظت عسكري مرور يسير نحوي وهو يمارس سرقة النظرات إلى داخل سيارتي بدرجة من الشطارة حتى لا أشعر بأنني المقصود رغم إدراكي أنني المستهدَف وهي حالة ربما كان يقتضيها الظرف وهو الظفر بالشخص متلبسًا بالمخالفة، وفعلاً سألني عن رخصة القيادة وأخرجتها له فقال: عندك مخالفة ما رابط الحزام ثم ذهب إلى حيث الملازم «الحسين» عندها نزلت وذهبت للملازم وبمثالية وصدق قلت له قد نسيت وأنني قد تحركت من مكان قريب ويبدو أنه أدى للنسيان ولا غضاضة في أن أعاقب لكنني ألتمس قبول العذر وقتها هو قد عبأ الإيصال وفصله عن الدفتر قبل أن أصله، فرد الملازم نحن قطعنا الإيصال وبعدين إنت ما شخص أو مواطن عادي يفترض أن تكون مدركًا وواعيًا للأمر ولن أسامحك.. ليس هناك أناس بلا أخطاء لكن هناك أفرادًا في المجتمع باستطاعتهم أن يمارسوا الازدواجية والعمل مع الناس بأكثر من قناع لأن ذات الخطأ الذي عوقبت بسببه قد ارتكبه محامي في تلك اللحظة غير أنه قد برر لنفسه بما يحفظه من مواد وثغرات في القانون فقد قال للملازم: لن أدفع الغرامة وأرجو إحالتي للمحكمة لأنني كنت متوقفاً والقانون يأمر بربط الحزام أثناء السير عندها تدخل العسكري الذي أتى به قائلاً يا جنابو وسألته هل أنت متوقف بغرض التوقف أم لا (Stop) فقال للإستوب إذن هو ارتكب مخالفة!! بدأ الضابط العظيم كتابة بيانات المحامي خلف الدفتر حتى يحوله إلى المحكمة لكنه تراجع وسامحه وتركه إلى حال سبيله.. انظر المحامي متوقف وسط الطريق وقال إنه متوقف وليس سائراً على الطريق، مخالفة أخرى في ذات الموقف ومع ذات الضابط بطلها شكا عذره وهمس في أذن سعادتو عندها قال له لديك ما يثبت ذلك فقال نعم فلم تسجل له المخالفة، أما الأدهى والمستفز تلك المخالفة التي قد ارتكبتها شابتان توقفتا وسط الشارع العام ولم تكلف إحداهن نفسها وتترجل من العربة وتأتي لإزالة المخالفة، فقد بعثت برخصتها ونقودها مع العسكري، جاء وقال لسعادتو اقطع إيصال باسم فلانة فتم الأمر واستلم العسكري برتبة رقيب الإيصال وذهب به للفتاة المفترية وهي وسط الشارع في مشهد استفز الحضور وغابت فيه هيبة الشرطة والرجل السوداني.. هنا لا بد من التنبيه أن الأصل في التسوية للمخالفات المرورية هو ليس الجباية أو قطع الإيصالات بغرض الحوافز لكن الإرشاد أولى بما يحفظ كرامة وهيبة رجل الشرطة والمواطن السوداني، كما أن الحالات التي رصدها ظهر فيها تباين في تقدير الموقف رغم أن المخالفة واحدة وعقوبتها واحدة، ثم سؤال لسعادتو الحسين: من قال إن الصحفيين أناس غير عاديين يجب أن يُرجموا بأقسى العقوبة لكل البشر أخطاء وهفوات لكن بما رأيت نحن وباسم الصحفيين نهمس في أذن المكلفين بالأمر والذين نكنّ لهم كل تقدير لأننا طيلة عملنا في هذه المهنة لم نجد إلا الاحترام والتقدير ونحن نبادلهم بذات القدر وبمثل ما بعض المواقف النبيلة لرجل الشرطة وتفانيه تعكس مواقف نبيلة وتصنع مودة بينه وبين المواطن هناك بعض التصرفات والمواقف التي قد تبدو فردية لكنها تدرج في خانة سوء السلوك في التعامل والتقدير وربما تفتح مجالاً للجفوة.. على كلٍ هذه سياحة شفيفة مع فرسان الليل وتذكرة ويمتد التواصل والتناصح بيننا وبينكم، كدي راجعوا مسألة قطع الإيصال في الشارع دي شوية!!