أكد رئيس الملف الاقتصادي بوفد الحكومة المفاوض بأديس أبابا د. صابر محمد الحسن تعنت حكومة الجنوب في التوصل لاتفاق حول القضايا العالقة خاصة ملف النفط، بتقديم حلول غير واقعية من قبل المفاوض باسمها، وتأسف صابر لعدم التوصل لحلول لتلك القضايا المتبقية طوال جولات التفاوض بأديس أبابا، منوها بأن الخرطوم تفاجأت بطباعة عملة جديدة فور إعلان الانفصال بهدف إحداث ربكة مصرفية واقتصادية في السودان، وتجاوز الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في أديس أبابا، منوِّها في حوار مع «الشرق الأوسط» أمس بأن البنك المركزي السوداني أحبط عملية طباعة العملة.وذكر أن متأخرات الخرطوم على جوبا حول رسوم النفط تبلغ أكثر من «900» مليون دولار، مشيراً إلى أن عدم سداد حكومة الجنوب تلك المستحقات أثر على الاقتصاد السوداني وعلى سعر صرف الجنيه، وتخوَّف صابر مما سماه «المواقف المتصلبة» لجوبا وانعكاسها على عدم التفاهم بين البلدين، ولم يستبعد أن يكون وراء تلك المواقف متطرفون وأجندة أجنبية ترغب في خلق مشكلات بالسودان. وحذَّر صابر من مغبة عدم التوصل لحل لتلك القضايا، وقال «ربما يؤدي ذلك لضرر الخرطوموجوبا» وأردف: «وربما يؤدى كذلك لتصعيد يتعدى القضايا الاقتصادية». ومن ناحيتها قالت السفارة الأمريكيةبأديس أبابا في بيان أمس، إن المطالب حول المتأخرات المختلف عليها يتعين إما إرسالها إلى هيئة مستقلة من أجل مراجعتها أو التغاضى عنها بشكل مشترك، بيد أنها قالت إنه لا يتعين بأي حال أن تمثل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق حول المسائل الأخرى المتعلقة بقطاع النفط، وأضافت واشنطن أن الاقتراحات الأخرى تمثل إحدى الطرق المحتملة للمضي قُدماً، لكنها قالت إنها ستدعم أي حل يقبله الطرفان بشكل مشترك، ويتم الاتفاق عليه وتطبيقه في فترة زمنية معقولة. ودعت الطرفين إلى تحديد فترة زمنية يتم خلالها حل المسائل الأخرى التي تتعلق بترتيبات ما بعد اتفاقية السلام الشامل، بما يشمل وضع المناطق الحدودية المختلف عليها والوضع النهائي لمنطقة أبيي.