فيما تبدأ اجتماعات وفدي حكومة السودان وحكومة جنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أباب لحسم القضايا العالقة بين البلدين بعد انفصال جنوب السودان وأبرزها قضيتي النفط وابيي، سادت الخلافات والاتهامات اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية في جوبا وشهد الاجتماع الذي عقد أمس الأول – بحسب المصادر – انتقادات عنيفة تبادلها قطاعي الاستوائية وأعالي النيل الكبرى مع أعضاء قطاع بحر الغزال الكبرى حول تعديل مسار تصدير النفط وتوجيهه للمواني عبر ميناء ممبسا. في الأثناء أفادت تسريبات صحفية ان نائب رئيس حكومة جمهورية جنوب السودان د. رياك مشار قد يصل الخرطوم خلال أيام لتقريب وجهات النظر وتلطيف الأجواء المتوترة بين البلدين بغرض دفع ملف التفاوض حول القضايا العالقة، فيما أكدت مصادر حكومية عدم تلقيها ما يفيد بوصول نائب رئيس حكومة الجنوب. ورحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالاستئناف المزمع للمحادثات بين حكومتي شمال وجنوب السودان في أديس ابابا يوم الثلاثاء المقبل، حول النفط والمسائل الأخرى المتعلقة بترتيبات ما بعد اتفاقية السلام الشامل وذلك بوساطة (لجنة الاتحاد الأفريقي العليا حول السودان). وحثت الحكومة الأمريكية في بيان وزعته أمس السفارة الأمريكيةبأديس ابابا كلا من البلدين على الدخول في محادثات جادة ومثمرة، بما يؤدي إلي تحقيق مصالحهما المشتركة. وقالت إن المطالب حول المتأخرات المختلف عليها يتعين إما إرسالها إلى هيئة مستقلة من أجل مراجعتها أو التغاضي عنها بشكل مشترك، ولكن لا يتعين بأي حال أن تمثل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق حول المسائل الأخرى المتعلقة بقطاع النفط، وأضافت الحكومة أن الاقتراحات الأخرى تمثل أحد الطرق المحتملة للمضي قدما لكنها قالت إنها ستدعم أي حل يقبله الطرفان بشكل مشترك ويجرى الاتفاق عليه وتطبيقه في فترة زمنية معقولة. وقالت "نحن ندرك أن حل هذه المسائل المتعلقة بالنفط يرتبط أيضا بحل المسائل الأخرى المهمة بين شمال وجنوب السودان، ولذا يتعين على الطرفين تحديد عملية زمنية يجرى خلالهاحل المسائل الأخرى التي تتعلق بترتيبات ما بعد اتفاقية السلام الشامل بما يشمل وضع المناطق الحدودية المختلف عليها والوضع النهائي لمنطقة أبيى. وطالبت الحكومة الأمريكية حكومة جنوب السودان بدفع سعر عادل لاستخدام البنية التحتية في السودان، مشيرة إلي أن (مثل هذه الترتيبات المالية يتعين أن تتخذ بناء على أسس الممارسات الدولية المعروفة لمثل هذه التكاليف، وليس الخلط مع متطلبات أخرى للتوصل إلي اتفاق بين الطرفين حول الترتيبات المالية الانتقالية والتي من شأنها أن تخفف من التراجع في عائدات الحكومة السودانية من النفط عقب استقلال الجنوب). وقال مصدر مطلع في جوبا ان قطاعي الاستوائية وأعالي النيل يؤيدان مرور النفط عبر السودان مع فتح باب التعاون والاعتراف بحق الخرطوم في رسوم العبور والتصدير والاتجاه للتوافق معها على طاولة أديس ابابا في جلسة الاثنين في مقابل تمسك أعضاء قطاع بحر الغزال الكبرى بتعديل مسار تصدير النفط وتحويله إلى ميناء ممبسا وإغلاق باب التعامل مع الخرطوم، وكشف المصدر عن حسم الرئيس ونائبه لأمر التصدير عبر السودان. وأوضح ان سلفاكير قطع بمرور النفط عبر الأراضي السودانية وأبان أن قطاعي الاستوائية وأعالي النيل اتهما شخصيات بعينها تقف وراء تعكير الأجواء مع الخرطوم وتعطيل فرص الاتفاق بشأن الترتيبات الاقتصادية وطالب بإقصاء الأصوات التي (تلهب) الخلافات بشأن ملف النفط، ودعو سلفاكير لحسم أمر أبيي مع القيادة في الخرطوم مباشرة ولفتوا إلي أهمية التمسك باتفاق (فلج) وتفعيله، بينما رأي قطاع بحر الغزال الكبرى إثناء مداخلة أعضاءه حسبما نقل المصدر إلي ضرورة دراسة عبور النفط عبر السودان والتوجه لتحويل مسار الأنابيب إلي ميناء ممبسا عقب تأمين مبالغ الإنشاء من الدول الصديقة للحركة الشعبية. وقالت حكومة جنوب السودان بحسب (رويترز) إن السودان أمر بتحميل ناقلة تابعة له بشحنة تبلغ 650 ألف برميل من النفط الخام الجنوبي مما يعد تصعيداً في التوترات بين الشمال والجنوب بشأن سبل تقاسم إيرادات النفط. وقالت وزارة النفط بجنوب السودان أمس السبت ان السودان أجبر شركة بترودار المشغلة لخط الأنابيب علي تحميل ناقلة تعود ملكيتها إلى الخرطوم بالشحنة التي تساوي 65 مليون دولار. وقالت (قامت بترودار بأخطار حكومة جمهورية جنوب السودان بأن هذا التحميل كان ضرورياً وغير قابل للتفاوض وأشرفت عليه حكومة السودان وأمنها الوطني. وقالت إن اسم السفينة (أم. تي سي سكاي). وفي الخرطوم أكد وزير الدولة بالتعاون الدولي، أحمد كرمنو، علي السعي نحو إزالة جميع العقبات التي تعترض العلاقات المتميزة بين السودان ودولة جنوب السودان والتفاهم بين البلدين. وقال في تصريحات عقب اجتماعه أمس بوزارة التعاون الدولي مع وفد دولة الجنوب الزائر إن اللقاء ناقش أهمية الترتيب للتوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين للتعاون في المجالات الاقتصادية والتنسيق المستمر في المحافل الدولية التي تجمع الدولتين الجارتين بجانب الحفاظ على ثروات البلدين وتبادل المنافع المشتركة. من جانبه قال بروفيسور الياس ينام ليل أكسون وزير الدولة بالخارجية والتعاون الدولي بدولة جنوب السودان ان الاجتماع ناقش جوانب التعاون بين البلدين خاصة الجوانب الفنية مشيراً إلى ان اللقاء سعي إلى تعزيز العلاقات من جهته قال اسيد كاونك القائم بالأعمال بسفارة جنوب السودان بالخرطوم ان زيارة وفد جنوب السودان للخرطوم تعكس حسن النوايا لإقامة علاقات حميمة بين الدولتين. وأشار إلى أن التنمية في البلدين لا يمكن ان تقوم الا في ظل وجود الاستقرار والتعايش السلمي. نقلاً عن صحيفة الخرطوم 15/1/2012م