أوقفت دولة الجنوب رسمياً أمس إنتاج النفط امتثالاً لقرار من تشريعي الجنوب، فيما وصف سفير الصين بالسودان لوه شباوه فوانغ ل «الإنتباهة» القرار بغير الحكيم، مشيراً إلى أن دولة الجنوب ستكون المتضرر الأول منه، فيما أعربت الحكومة عن بالغ أسفها لتصريحات سلفا كير أمام برلمان الجنوب أمس. وقالت وزيرة الدولة بالإعلام سناء حمد ل «سونا» إن الحكومة قد تعاملت بجدية مع التلويح السابق والمتكرر بمثل هذا الإجراء، فاتخذت الاحتياطات الإدارية والفنية والاقتصادية اللازمة منذ وقت مبكر حتى لا تتضرر صناعة البلاد النفطية والبنيات التحتية من هذا القرار. وكان تلفزيون الجنوب قد عرض أمس وقوف مسؤولين بدولة الجنوب ميدانياً على عمليات إيقاف الإنتاج بعدد من الحقول بولايتي أعالي النيل والوحدة. في وقت أحدث فيه قرار مجلس وزراء دولة جنوب السودان القاضي بإيقاف إنتاج وتصدير النفط عبر الأراضي السودانية، انقساماً وسط نواب تشريعي الجنوب، حيث تباينت الآراء ما بين الرفض الشديد والرضاء التام. وبينما شنَّ رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت انتقادات عنيفة للخرطوم في خطابه أمام برلمان جوبا أمس، خرجت جموع غفيرة من موظفي الخدمة المدنية والطلاب والمواطنين في تظاهرة معلنةً عن تأييدها الكامل لقرار مجلس الوزراء، واتهم سلفا كير في خطابه الخرطوم بما سماه «سرقة النفط» والمغالاة في وضع رسوم التصدير ب «32» دولاراً للبرميل، لافتاً في حديثه إلى أن مجلس الوزراء اعتمد قرار إيقاف الإنتاج والتصدير لحين الاتفاق على «شيء معقول» مع السودان. وجزم سلفا كير بأن جوبا «لن تتراجع» عن قرارها طالما استمرت الخرطوم في التعدي على نفط الدولة دون وجه حق أو اتفاق، في وقت شنَّ فيه زعيم المعارضة في البرلمان أونيوتي أديغو هجوماً شديداً على مجلس وزراء جوبا ودمغ قراره ب «الخاطئ»، وقال ل «الإنتباهة» أمس: «إن سلفا كير قدم توضيحاً للمجلس عن إيقاف النفط دون الإشارة لبدائل واضحة»، واصفاً القرار بالخاطئ لافتقاره الاستناد إلى بديل واضح لموازنة تعتمد بنسبة 98% على البترول. وأضاف قائلاً: «إن البترول يمثل معاش الشعب وقوته وأمنه وتنميته» وأردف: «إن سلفا كير أبلغنا بقرار مجلس الوزراء دون الحديث عن بدائل، والمجلس اتخذ قراره دون استشارة المعارضة، وهذا شأن قومي يجب إشراك الجميع فيه». وتساءل زعيم المعارضة عن الطريقة التي يمكن الاعتماد عليها في سد فجوة إيقاف النفط، وقال: «سنحسم الأمر اليوم بعد نقاش خطاب سلفا كير، وإن لم نجد بديلاً واضحاً سنثور ضد القرار». وأوضح أونيوتي أن الحديث عن دعم خارجي وغربي يغطي الفجوة غير منطقي، وقال: «الدعم إن وُجد من الخارج سيكون ديناً، وكم تبلغ نسبة الفائدة في المائة؟ وما هي المدة المقترحة للسداد»، مشدداً على أنهم يرغبون في الحصول على إجابات واضحة في هذا الشأن. وفي ذات السياق ألقى سلفا كير خطاباً حماسياً على المواطنين الذين تجمهروا أمام مقبرة جون قرنق تأييداً للقرار، وتعهد بإنشاء خط جديد لتصدير نفط الدولة، وحسم قضيتي الحدود وأبيي مع الخرطوم بصفة نهائية، وقال إن على الخرطوم أن تتحمل ديونها الخارجية لوحدها و«لسنا طرفاً فيها إلا قليلاً». واتهم رئيس كتلة المعارضة أنرو أكونج ببرلمان دولة الجنوب بحسب المركز السوداني للخدمات الصحفية حكومة الجنوب بانتهاج سياسة الحزب الواحد، مطالباً إياها بالتراجع عن قرار إيقاف ضخ النفط باعتبار أن النفط يشكل 98% من ميزانية الدولة، مؤكداً عدم موافقتهم على القرار عقب الجلسة التنويرية للرئيس سلفا كير أمس، وأشار إلى أن إغلاق الآبار ليس حلاً للقضية، ويؤكد استمرار تعنت حكومة الجنوب وعدم جديتها عبر التفاوض، مشيراً إلى أن رئيس وفد الجنوب باقان أموم ليس لديه ثقل سياسي ولا يمثل شعب الجنوب في شيء.