لك التحية والشكر والتقدير على ما تفضلتِ به من كلمات طيبات في حق بحر أبيض، وهذا ليس غريباً فأنت ابنة بحر أبيض، ومن الحادبين على صلاح حالها في كثير من المقالات التي خطَّها يراعك. قرأتُ مقالك بعنوان «حكومة الشنبلي المتوقعة بين الحرس القديم والجديد» بصحيفة «الإنتباهة» بتاريخ 13 يناير 2012م. وأتفق معك في أنَّ ولايتنا تحتاج في وضعها الجديد، لاعتبار أنها ولاية حدودية مع دولة الجنوب الحديثة النشأة، إلى إمكانات مالية وقدرات بشرية إستراتيجية ورجال يعرفون ويدركون أحوال بحر أبيض .. وأيضاً اتفق معك في أنَّ الطاقم الوزاري الحالي به قيادات أبلت بلاءً حسناً في الانتخابات الماضية، وبذلت جهداً مقدراً لنصرة مرشحي المؤتمر الوطني على مستوى منصب رئيس الجمهورية والوالي وكل مرشحي الوطني في الدوائر الجغرافية والقوائم الحزبية، هذا بالإضافة لبقية الوزراء والمعتمدين الذين ظهرت أسماؤهم بعد انتهاء الحملة الانتخابية في أول تشكيل لحكومة بحر أبيض، فهؤلاء أثبتوا جدارتهم من خلال إنجازاتهم والأعمال الجليلة التي قدَّموها لأهلهم في محليات السلام وكوستي والجبلين والدويم وأم رمتة والقطينة وتندلتي وربك. عموماً ما قُدِّم من إنجازات في مجال التنمية والخدمات في محليات الولاية وما حدث من استقرار في مؤسسات التنظيم في هذه المحليات، يوضح أنَّ الطاقم الوزاري والحكومي الحالي قام بدور كبير ومقدَّر يستحق الإشادة والتقدير. ولكن يا أختي هدية لا بد لنا في إطار هذا الخضم الزاخر بالقيادات والإنجازات «بحر أبيض» أن نأخذ في الاعتبار حجم التباين القبلي ونظرية شمال وجنوب الولاية، وتوفير القناعات للموروث القيادي الموجود في مؤسسات التنظيم بالولاية ... فهذا واقع أفرزته حكومات عديدة تعاقبت على حكم هذه الولاية، وله أثر في قضايا التنظيم بالولاية، وصاحب دور كبير في تحديد رؤية الحاكم حول اختيار جهازه التنفيذي في إطار القبيلة وجغرافيا شمال وجنوب الولاية، بعيداً عن الإمكانات والقدرات التي يتمتع بها الشخص الذي يُعيَّن في أي منصب.. والسيد الوالي الأستاذ/ يوسف الشنبلي لا بد له أن يتعامل مع هذه المعطيات وتحديداً الموروث القيادي الذي وجده أمامه بعد ذهاب نور الله الذي هندس مؤسسات هذه الولاية على طريقة أسلافه في إطار قبلي وفي إطار جغرافيا شمال الولاية وجنوبها. والشنبلي صاحب رؤية وتجربة طويلة وعميقة، ويعلم تماماً بهذه الظروف، ولذلك نحن نقول إنه ينبغي على جماهير هذه الولاية وقيادات المؤتمر بالمركز الصبر على الرجل، لأنه لم يهدأ له بال منذ قدومه مرشحاً لمنصب الوالي، وظل يعالج ويضمد الجراح بمنأى عن دعوة القبيلة ونظرية شمال وجنوب الولاية، بل على أساس ما يحتاجه الناس وينفعهم في حياتهم ومعاشهم وعملهم، وكنا نتمنى أن تتضافر الجهود حول هذه القيادة النموذج في الفكرة والمقدرات العقلية والالتزام بمبادئ ومنهج الحركة الإسلامية وأهداف المؤتمر الوطني الكيان الجامع لأهل السودان، وكنا نتمنى أن تلتف القيادات في هذه الولاية المعطاءة حول الكلمات الطيِّبات التي يتحدث بها الشنبلي لقيادات المركز الذين قدموا إلينا في المؤتمر العام للمؤتمر الوطني بالولاية، حول مطالب هذه الولاية واحتياجاتها، مفاخراً ومباهياً بها عندما قال في حضرة السيد نائب رئيس الجمهورية والأمين السياسي للمؤتمر الوطني الدكتور/ الحاج آدم: «نحن التيجاني الماحي ونحن المحجوب ونحن بخت الرضا»، فهذه الكلمات تأسر العقل وتشد عزيمة الرجال حول مطالبهم ومكاسبهم. وأخيراً زيارة رمزنا الخالد المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية للولاية بمناسبة احتفالات البلاد بأعياد الشهيد القومي، أيضاً تجلَّى فيها الوالي في حديثه حول مطالب واحتياجات ولايته. ولكي يتسق الأمر وتستقيم الأمور وتستقر الأحوال، لا بد لنا يا أختي هدية أن نوحد الكلمة والرأي، وألا نبخس أدوار الرجال الذين قدَّموا وأعطوا ولم يستبقوا شيئاً، ونحن نعتبر هذه الكلمات الطيبة لأهلك في بحر أبيض بمثابة نداء لهم جماهير وقيادات وحكاماً ومثقفين، أن نُعين قائد ركب هذه الولاية بالفكرة والرؤية السليمة والدعوة الصالحة، لتكون حكومتنا القادمة حكومة راشدة وقوية وإن قالت فعلت. أحمد خليفة بلال عضو مجلس تشريعي النيل الأبيض