قد يخطئ الطبيب خطأ يؤدي لموت مريضه لأن الخطأ من صفات البشر ولكنه بأي حال ليس من الصفات المتعمدة وقد يسامحه أهل المريض رغم حزنهم على فقدهم ، ولكن ماذا عندما «يكذب» الطبيب؟ بالتأكيد سيفقد المريض ثقته فيه لأنه فاقد للمصداقية وبالتالي تتضاءل فرص الشفاء وقد تنعدم لأن العلاج النفسي أقوى فاعلية من علاج العقاقير.. إليكم نموذجًا للنوع الأخير من الأطباء: جاءني شاب يحمل ظرفًا فيه تقريرين متناقضين من احدى مراكز الخصوبة حررهما استشاري الخصوبة د. « ي م ع » الذي ذهب إليه ينشد العلاج من العقم بعد أن تأخر الإنجاب عنده بعد عدة سنوات من الزواج وبعد إجراء الفحوصات وتعاطي العقاقير التي وصفها له الدكتور أعلن «عجزه» عن قدرته على علاجه، وقال له بالحرف الواحد «ما عندي ليك علاج». مرت الأيام وبعد محاولات عديدة قرر الشاب السفر للخارج للعلاج على نفقته الخاصة واحتاج لتوصية بالعلاج بالخارج للقمسيون الطبي لإتمام بعض إجراءات السفر فذهب للدكتور «المحترم» وسأله أن يعطيه التوصية المطلوبة فطلب منه الدكتور أن يعاوده بعد يومين ليعطيه التقرير وفي الموعد المحدد ذهب الشاب ليستلم التقرير وبالفعل استلم الظرف المعنون للقمسيون الطبي فحدثته الملهوفة على «الضنا» بأن يفتحه ليطمئن قلبه ولكن كانت المفاجأة أن الكلمات التي يضمها الخطاب داخل الظرف رفض كاتبها الاعتراف ب «عجزه» فأبى أن يكابر حتى لو على الأمل في نفوس مرضاه فكانت تقول: «السيد مدير القمسيون الطبي.. أرجو أن أفيدكم بأن مركز (....) للخصوبة يوفر كل ما يتطلبه مرضى تأخر الإنجاب من وسائل تشخيصية وعلاجية بما في ذلك العلاج بواسطة الإخصاب الخارجي «أطفال الأنابيب» بشقيه العدي والمجهري.. لذا لا نرى ضرورة لسفر مرضى تأخر الإنجاب للعلاج خارج البلاد . د. « ي م ع » استشاري الخصوبة»! أترك للقارئ الكريم الحكم على هذا الطبيب دون تعليق مني وأرفع طلب الشاب برفع شكواه للمجلس الطبي مشفوعة بسؤال: «هل يستحق الدكتور «فاقد المصداقية» وغير الملتزم بأخلاقيات المهنة أن يكون معتمدًا لديه؟