وتمضى الأيام والسنون لتمر أربعة عشر عقداً .. ونحن نشهد يومياً ميلاداً لفجر يمضي علينا أملاً في لقيا الشهداء الذين مضوا في سبيل أن تحيا القيم والمبادئ والمثل العليا، وفي سبيل إقامة شرع الله في هذه البلاد. وقد اختارهم الله في معيته واختارنا في الدنيا درعاً للحق وسنداً للقضية وبعثاً للمشروع الإسلامي.وفي خضم معترك فاصل عبر مرحلة جديدة في تأريخنا العربي والإسلامي، والتي نؤكد من خلالها ألا تنازل، إنما وقفة لمراجعة الحسابات وترتيب الصفوف، فليس فى عقيدتنا يساري أو علماني أو ملحد يدير شؤون دولتنا. إخوتى المجاهدون إن أسيافنا لم تعد لغمادها ولم تفتر عزائمنا، فمازالت راية الجهاد مرفوعة عالية ترفرف حتى نسلمها للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كيف لا وقد قطعنا للشهداء عهداً وميثاقاً أن نرفع تمامنا للرسول الكريم: أن جنداً من عباد الله سمر الوجوه بيض السرائر مازال شعارهم «جهاد .. نصر .. شهادة» وتزينوا بالبزات العسكرية تضحيةً وفداءً حتى يحكم هذه البلاد قرآنا يتلى آناء الليل وأطراف النهار، ويضيء ما بين السماوات والأرض إيماناً بقوله تعالى: «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون». قسماً بمن رفع السماء بلا عمد.. قد تدور علينا رحى الأيام وتأكل من نضارتنا وحشة السنين، لكن يظل إيماننا بأن نصر الله قريب، وهذا يتطلب رباطة الجأش لمواجهة تحديات المرحلة القادمة، لذا يجب أن نعتذر لبعضنا البعض في ما اختلفنا فيه، ونعمل معاً على ما اتفقنا عليه، وأن نكون معاً فى خندق واحد نرتدي الموت ونرتاد المخاطر ونكتحل بالسهر من أجل رفعة هذه البلاد. لبيك رسول الله فقد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشف الله بك الغمة وجاهدت في الله حق الجهاد، ونحن جئناك مصدقين وكلنا فخر وإعزاز بقولك: «إن إخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يرونى». فإننا يا رسول الله ثابتون على المبادئ حاملون لعقيدة التوحيد بيعةً لله الواحد الديَّان. ظلت رسالتنا على مرِّ التأريخ الذي لو تكلم عن أمجاد أمتنا لجثا على ركبتيه، فقد ظلت هذه الرسالة عصية على الانكسار، وقد تهافت دعاة الزيف والضلال لوأدها، تارة بوصفنا بتجار الدين وتارة بدعاة الإرهاب والإرهابيين، وكل عملهم هذا طمعاً في دنيا فانية وزخرف زائل. وقد آلينا على أنفسنا حمل هذه الراية عهداً على أعناقنا حتى نلقى الله تعالى وننعم برؤية وجهه الكريم، وأن ميعادنا بلقيا الشهداء والصديقين قائم بإذن الله تعالى، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل. استشهد الشهيد محمد نجيب بمدينة كادوقلي 2011م.