{.. ومخطط هدم السودان مشروع يتجاوز الآن الميلاد إلى السماية.. وتُبتكر له الأسماء من فوضى خلاقة إلى شد الأطراف إلى اتفاقية كذا واتفاقية كذا. { والمشروع وعلى سيقانه يجري ويدخل كل عروق المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. بدقة محسوبة. { وكل أحد حتى من المدافعين يصبح أداة رائعة للهدم ذاته فالخطة تصمم بحيث تؤدي إلى ذلك. { .. والأسلوب الجديد.. رائع {.. والضفدع إن أنت ألقيت به في الماء الساخن قفز في الحال خارج المياه هذه { لكن الضفدع إن أنت جعلته في ماء بارد ثم جعلت تزيد سخونة الماء فإن الضفدع يبقى حتى يموت. { المجتمع الآن يُدمَّر باسلوب الضفدع هذا.. دون أن يصرخ { وأسلوب هدم المجتمع دون أن يشعر المجتمع يصمَّم بالفهم المعملي هذا. { .. والهدم يصمَّم بحيث تصبح وسائل حماية المجتمع أدوات لهدم المجتمع {.. ومن يصرخ محذِّراً التصميم هذا يجعله متهماً يُقاد إلى المحكمة.. { وهناك القانون يطلب الشواهد والشهود. {.. وكأن من يسعى لهدم المجتمع يفعل ما يفعل بحيث يُضبط والخنجر الأحمر في يده. { .. والصارخ يعجز { والقانون يدينه { والقانون يصبح (حماية رائعة) لمشروع الهدم. (2) {.. وحتى الآن السودان هو {.. قيادات مخلصة تظن أنها تعرف وإلى درجة أنها لا تستشير.. ولا هي تحتاج إلى مركز دراسات. { وأحد الولاة في منطقة ملتهبة تأتيه قوات الأمن بأعظم قادة الخراب هناك.. {. والرجل (يطلق سراح القائد هذا) {.. يظن أنه يحسن صنعًا { وأحد الولاة في منطقة ملتهبة يقوم بتعيين مدير لمكتبه دون أن يستشير { بعد ثمانية أشهر ظلت القوات فيها تتخبط يحدث شيء { ومدير المكتب يختفي { المدير كان أحد ضباط استخبارات التمرد { .. ووفد من الجزيرة يهبط العام الماضي بكين. { وهناك يتلقى عرضًا مذهلاً (كان يكفي وحده ليجعل السودان سلة غذاء ونوم ملعب ومصرف العالم العربي على الأقل) { لكن الوفد الذي يأتي راقصًا من الفرح يجد من يقول له - نرفض العرض لأنه ضد سياسة الدولة { ولأنه لا مركز دراسات.. فإن كل أحد يخطط أضخم المشروعات ويقبل ويرفض بطرف عصاه التي تحسب على الرمال. (3) { .. وفي مسرحية ممتعة السفير الأجنبي يدخل على ملك السودان ويقول له : ياااه - بلدك واسعة بشكل!! تتصور يا مولاي - دخلت بلدك من الحدود بي قطر.. ما وصلتك إلا بالصامولة دي!! { .. والمياه التي يجري تسخينها بهدوء حول الضفدع تجعل الوالي في ولاية كذا يقضم قضمة من كل مشروع يمر به.. وهو يحسب أن الأمر بسيط { ثم جندي المرور.. ثم ضرائب الطرق.. ثم رسوم المحليات.. ثم ثم... وكل أحد حتى المخلصين يظن أنها ... بسيطة .. بسيطة { والمشروع الذي يدخل وهو قطار كامل لا يصل الخرطوم إلا وهو صامولة { ... و... و... (4) { .. ونحن مثل الآخرين لا نزعم أننا نعلم شيئًا { .. لكن المريض لا يحتاج إلى مجلدات الطب ليشعر أنه مريض { .. ووزارة المالية ترفض بعنف أن نتهمها بشيء { لكن الأعرابي في العصر العباسي ينظر إلى أحد العلماء وهو جالس يحدث الناس حديثاً رائعاً. { والأعرابي يقلب بصره بين حديث الرجل المخبت الرائع وبين يده المقطوعة. { وبصراحة الأعرابي يقول الأعرابي للرجل : والله إن حديثك ليعجبني : وإن يدك لتريبني { يعني أنها قُطعت في السرقة { ونحن يعجبنا حديث المالية.. { وتريبنا يدها { .. والأحاديث المرتبكة تتحدث الآن عن مليارات اختفت.. أو لعلها ذهبت (للصالح العام)؟!! { .. والسيد فتحي.. أمين عام ديوان الضرائب يكتب إلى السيد محافظ بنك السودان (16/ أكتوبر2011) ليقول إنه: { بتاريخ 10/10/2011م تم سحب (5.255.568) جنيهًا (خمسة ملايين ومئتين وخمسة وخمسين ألفًا وخمسمائة وثمانية وستين جنيهًا) وهذا بعد أن أصبح (المليار) يسمى (مليون)... { .. الرجل يكمل سطره عن السحب هذا ليقول إن السحب هذا تم (دون توجيه من الأمين العام لديوان الضرائب كما أن الأخ وزير المالية والاقتصاد الوطني لا علم له بهذا الموضوع). { ثم يقول: (إضافة إلى أن توقيعات موظفي الديوان للسحب من الحساب هذا لم يتم إرسالها لكم. { نرجو إفادتنا حول الكيفية التي تم بها سحب المبلغ المذكور). { انتهى خطاب السيد فتحي عن مدير الديوان إلى بنك السودان { .. ومليارات خمسة.. تابعة لديوان الضرائب الذي هو جزء من الشبكة الواحدة التي تدير ميزانية السودان. { والمليارات هذه يخطر لمواطن كان يعبر الطريق أن يذهب ويطلبها من البنك. { .. والبنك يقوم بتسلميه { حيث إن توقيعات من يحق لهم الصرف لم ترسل إلى البنك { الفهم (الأخرق) هذا هو ما عندنا.. كل ماعندنا. { ونحدِّث غداً عن (تجنيب) لأموال غريبة حيث التجنيب موقوف بأمر رئاسي... و... (5) { وتتصور يا مولاي.. دخلت بلدك دي بي قطر.. { ماوصلتك إلاّ بالصامولة دي... { محظوظ هذا الرجل فقد وصل بصامولة كاملة..