المؤتمر الوطني في تكوينه مدارس منها مدرسة الشفافية والوضوح وطرح كل الأوراق في رابعة النهار والصدع بها ما لم يكن هناك ما يضر بالأمن القومي في مختلف محاوره ذات الصلة، ويبدو أن والي القضارف كرم الله عباس الشيخ من ذات المدرسة، فالصراحة والشفافية التي يتصف بها والي القضارف ويلتزمها منهجاً مع التزامه التنظيمي الذي لم يكبله ويكمم فمه عن قول الحقائق مجردة دون تغليف خلقت له أعداء كثرًا وصوبت تجاحه انتقادات لاذاعة لما يراه من اضطراب في السياسات المركزية لبعض المؤسسات، حيث صوب انتقادات لاذاعة لوزارة الداخلية وهشاشة بعض مؤسساتها بالولاية وتلكؤ وزارة المالية في سداد ما قيمته «3.19» مليون جنيه من نصيب الولاية الخاصة بأوامر الدفع المستديم والتي تم سدادها لجميع الولايات عدا ولاية القضارف، عموماً فإن هذه السجالات جعلت من القضارف الولاية الأكثر تمدداً علي مستوي وسائل الإعلام، يأتي كل هذا متزامناً مع إعلان حكومة الولاية المكونة من «34» أربعة وثلاثين دستوريًا يغلب عليها عنصر الشباب الأمر الذي دفع أمانة شباب المؤتمر الوطني لتنظيم لقاء حاشد بصالة أمانة حكومة الولاية الجديدة لتقديم الشكر لوالي القضارف على إفساح المجال للعناصر الشبابية للمشاركة، ليؤكد والي القضارف خلال حديثه لشباب الوطني أن حكومة الولاية ماضية في تنفيذ مشروعاتها التنموية التي التزمت ووعدت بها خلال فترة الانتخابات، وجدد الدعوة لوزارة المالية الاتحادية بضرورة إنفاذ التزاماتها القطعية تجاه الولاية فيما يتعلق بأوامر الدفع المستديم، وكشف والي القضارف أنه أطلع رئيس الجمهورية ونائبيه بالظلم الذي لحق بالولاية جراء مماطلة المالية عن السداد ليشكل ذلك عائقاً أمام استكمال مشروعات النهضة التنموية بالولاية، وتابع الشيخ أن الولاية قد فرغت من إعداد مذكرة للدفع بها لمجلس الولايات يتم فيها توضيح الحقائق بعدم استلام الولاية لمستحقاتها من الدعم الاتحادي من وزارة المالية منذ مايو من العام 2007م من الدعم المخصص وغير المخصص، وذهب والي القضارف إلى أن ما صرح به لوسائل الإعلام ليس خروجاً على السلطة وإنما هو حق كفله الدستور في الممارسة، وشدد على تمسكه بالمؤسسية وخط الحزب، وقال إن هذه المديونية لم يكن السبب فيها وزير المالية الحالي علي محمود وحده بل شارك فيها عوض الجاز والزبير أحمد الحسن إبان توليهما حقيبة الوزارة، وقال إن بعض وسائل الإعلام تناقلت تلك التصريحات وحرّفت مسارها لتقع في المحظور ربما بغير قصد، مؤكداً استمراره في سياسة التغيير والتمكين للشباب بتدريبهم وتأهيلهم وصقل مواهبهم لتهيئتهم لقيادة الولاية والإسهام في نهضتها، وقال إن شريحة الشباب تمثل قوة دفع ميكنيكية لإحداث الحراك السياسي داخل أروقة الحزب الأمر الذي من شأنه تحقيق الأهداف الكلية للحزب بتفعيل أماناته المتخصصة في أعقاب تجديد الدماء لها ورفدها بالكوادر الشبابية، فيما أبدى نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية علي أحمداي الطاهر تأييده المطلق لرئيس الحزب كرم الله عباس فيما يتعلق بالقرارات التي اتخذها الوالي حيال هذه القضايا وإدارته لشؤون الولاية بشفافية مطلقة وسياسة راشدة دفاعاً عن حقوق الولاية المسلوبة وهموم وأشواق مواطنيها التنموية وفق رؤية ثاقبة في مختلف القضايا، من جانبه أكد أمين الشباب بالوطني بالقضارف محمد عبد العزيز وقوفهم مع رئيس الحزب وأداءهم لقسم الولاء، محذراً من سمّاهم بالمتفلتين من تخذيل مجتمع الولاية تجاه قضاياه العادلة ببث الشائعات المغرضة، اللقاء في مجمله حمل إشارات قوية مساندة للوالي ويعطي قوة دفع كبرى عن رضى عام لسياسات الوالي ويعزز من ثقته بخيارته التنفيذية وهيكله التنظيمي داخل الحزب، ويضمن له قطع الطريق أمام المناوئين له، ويعطي قوة دفع أخرى للكوادر الشبابية في المحورين السياسي والتنفيذي بإخراج مخزونهم المعرفي والعلمي للإسهام في نهضة الولاية وتطويرها وإثبات أحقيتهم بتلك المناصب على حساب الحرس القديم، ولكن على عباس الشيخ ضرورة إعادة ترتيب أوراقه داخل أروقة الحزب خاصة في أعقاب الأهداف والنقاط الإيجابية التي أحرزها في شباك الخصوم تمكن من خلالها من استصحاب بعضهم في سفينته التنفيذية والسياسية وتحييد الآخرين، ومراجعة أسباب الصفعة الموجعة التي لم تكن في الحسبان باستقالة نائب رئيس الحزب ببلدية القضارف صديق الماحي وعدم استجابته لضغوط الجالسين على الرصيف لإحداث تكتلات ضد عباس الشيخ وتمسكه بوحدة الحزب ورفضه الصريح لإحداث أي شرخ في الحزب ويشهد له القاصي والداني بمجاهداته لبناء الحزب وإسهاماته الفاعلة في البناء التنظيمي من القواعد حتى صار واحداً من رموز الحزب منذ 12 عاماً خلت من عمر الزمان المديد، بجانب مواصلة الرسم البياني لخط التصالحات مع المناوئين الحاليين خاصة وأن الروح الإيجابية والتصالحية التي يتمتع بها والي القضارف كفيلة بتحقيق ذلك، والطرح المسؤول الذي دفعه لكل القوى السياسية واستعداده للحوار معهم بما فيهم أحزاب المعارضة فحريٌ بالحزب أن يضمد جراحه وعلى المعسكر الآخر استثمار فرصة التقارب وإخلاص النوايا في التصالح بتقديم مصلحة الحزب على الذات والترفع عن الصغائر، ساعتها يأمن والي القضارف من المكايدات ويحوذ على رضا جميع أهل الولاية الشرفاء من العامة والخاصة ليتفرغ الكل للبناء والتنمية المتوازنة.