هل شعرت بان القرار يقف من وراءه السياسيين؟؟ القرار كان قرار سياسيين ونجحوا في ذلك، فالعساكر في الحكومة كان ليس لهم دور. ويا أخي نحن ما جينا لأجل أن نتكالب على السلطة، نحن جئنا لأجل أن نعالج قضية الوطن والحمد لله. هناك من يقول أن مجلس قيادة الثورة كان متفق على حله في مواعيد معينة فهل تعتقد أنه لا زال باكراً على أن يحل؟؟ والله هذا الاتفاق لم أسمع به إلا إذا كان هذا مع أخونا عمر البشير ولكن الصورة كانت واضحة لنا في مجلس قيادة الثورة أن هؤلاء السياسيين لم يكونوا يرغبون فينا وثبت هذا الأمر الآن بما لا يدع مجالا للشك. هذا فيما يتعلق بموقفك وثورة الانقاذ ولكن ما هو رأيك فيما طرحته المذكرة الشبابية الإصلاحية وسط الإسلاميين قبل أيام قلائل ؟؟ أقول لك حاجة؛ طبيعة الأخوة الإسلاميين تدل على أنهم ليس لديهم وفاق مع بعض وهذه ليست أول مرة تظهر فيها مذكرة وليست أخر مرة ، فديدن الإسلاميين هو هذا النحو من التعامل مع الأشياء. ويمكن نقول أن بريق السلطة قد يعمي أبصار الناس لذلك يقوموا بالمقارنة مثل ماذا فعل الموجودون في السلطة ،حياتهم ورفاهيتهم ولكنهم نسوا شيئاً مهماً جداً وهو العدل والمساواة بين الناس وهذه بكل أمانة لو الانقاذ طبقتها والإنقاذ انتهت 1993م اعني المؤتمر الوطني (المجموعة الإسلامية) عدل وساوى بين الناس لا يوجد من ينازل المؤتمر الوطني في الحكم إطلاقا !! لكن طالما أن المؤتمر الوطني لا يعدل سيجد في كل يوم من يقوم عليه من الناس وتحديداً الذين لديهم شهوة الحكم. هل من مقارنة بين هذه المذكرة و تلك التي أطاحت بالترابي؟؟ وكيف ستتعامل الحكومة معها؟؟ والله انا بعيد جداً من أضابير الحكومة ولا أعرف ماذا تضمر الحكومة للتعامل معها » ودي دلوكة في بيت لا أعرف عنها شئ« قلت أن قصدكم في البداية كنتم تنوون إعطاء الأحزاب سانحة للتغيير ولكن هذا الاتجاه لم يكتمل، لماذا؟؟ لم يتكمل هذا الاتجاه لأنه وبمجرد أن أخذت الثورة مواقعها قام قائد المجلس عمر البشير بتقسيم الأعباء على أعضاء المجلس، الجيش كان مسئول منه البشير والزبير وبكري حسن صالح و ابراهيم شمس الدين وكانت التوجيهات لباقي اعضاء مجلس قيادة الثورة أنه لا علاقة لنا بالقوات المسلحة أبداً ولا التدخل في شئؤونها فهي مسئول عنها الأربعة المذكورين فقط. وكان هذا الأمر إبعاد بالنسبة لنا من الأول وهذا الأمر ليس من هؤلاء وإنما من السياسيين الذين رأوا بضرورة إبعادنا. يقال ان التكتيك بين الإسلاميين هو أن يذهب البشير الي القصر حاكماً ويذهب الترابي زعيمهم الي السجن لدرء الشبهة، ترى هل كنتم تعلمون بذلك؟؟ إطلاقا أنا شخصيا لم أكن اعلم بذلك وهذه الحقيقة أقولها عبركم. ماذا عن أول مهامك التنفيذية في حكومة ثورة الإنقاذ ؟؟ أول المهام لي كان جهاز أمن السودان. وكان أول يوم لنا تم استدعاؤنا أنا والسنوسي وطلب منا بعدم استيعاب بعض افراد المجموعة التي اكتملت معاينتها ودخلت للتدريب ، فقلنا له لماذا؟؟ وقلت له أيضا مدافعاً عن موقفي بأن هذه الدفعة إذا لم يتم استيعابها معنى ذلك أنكم لا تثقون فينا!! فسمحوا لتلك الدفعة بأن تدخل الجهاز وكان لها الفضل في تثبيت الثورة ونجاحها. المهمة الثانية كنت مستشاراً للأمن ولكن سلبت كل صلاحياتي كمستشار للجهاز وكان لا صلاحية للجهاز في توقيف او اعتقال أي كائن، لا رئيس الجهاز ولا مستشار الجهاز وقالوا لنا لا نعمل شيئاً دون ان نرجع إليهم، وهذا كان سلب لصلاحيات المستشار وللجهاز نفسه فكنت مستشاراً بدون صلاحيات. ولكن هناك حديث عن بيوت الأشباح واعتقالات زعماء الاحزاب وغيرهم ان لم تكونوا أنتم من يفعل ذلك، فمن الذي يقوم به؟؟ كان هنالك لجنة مكونة من أعضاء من الجهاز ومن الشرطة التي كان يمثلها منها العقيد محمد عثمان وهذه اللجنة هي التي تنظر في أمر الاعتقالات والمشبوهين من السياسيين الذين يناوؤن الحكومة وعندها أيضاً الصلاحية في اطلاق سراح المعتقلين أما قصة بيوت الأشباح هذه فهي قد أتت بعد أن تركت انا المستشارية. وكيف انتقلت الي وزارة الشباب والرياضة؟ استمريت في الجهاز الي بداية نوفمبر 1989م وفي هذا الشهر تحديداً استدعيت الي القصر الجمهوري من قبل أخونا الرئيس والأخ نائبه المرحوم المشير الزبير وبعد أن صلى بنا الزبير صلاة الظهر على ما أذكر قال لي البشير نحن عايزين الثورة تكون قوية زي ما كانت مايو قوية بطلائعها وكتائبها وشبابها والكلام هذا كان مقدمة لكلام آت، فقال لي نحن سوف ننشئ وزارة خاصة بالشباب والرياضة ولا يوجد فينا من له خبرة بهذا غيرك، لذلك سوف تتولى أنت مهام هذه الوزارة يا إبراهيم لم أجب أبداً بلا أو نعم والتزمت الصمت فقط، وعرفت أن هذا (زحلقة ) من الجهاز. ويوم 13/11 صدر القرار ويوم 14/11/1989م كنت في الوزارة وصار ليس لدي التزامات مع الأمن ولكن كنت اتفقدهم من حين لأخر بينما عملي التنفيذي كان في وزارة الشباب والرياضة. ولماذا تركت العمل في الوزارة ؟؟ أنا لم أترك العمل في الوزارة ولكن كان في إستراتيجية الاسلاميين أن الوقت قد حان لحل هذه الوزارة. وكونت لجنة، وأذكر فيها حيدر كبسون وبركات موسى الحواتي ومجموعة ،كلفوا بعمل استطلاع مع السادة الوزراء عن الوزارة . جاءتني هذه اللجنة وسألوني عن رأي حول إلغاء الوزارة أو إضافتها الي وزارة أخرى أو تبقى ويضاف إليها جزء أخر من وزارات أخرى ؟ فقلت لهم هذه الوزارة لا تلغى ولا تضاف ولا يضاف إليها ، وتبقى كما هي لأن هذه الوزارة تحرك المجتمع وتربط كل أجزاءه بمناشطها المختلفة. لكن هم في الأساس يعملون على ذهاب الوزارة واستشارتي تلك كانت عبارة عن » دعوة مراكبية« مع الاعتذار لأهلي المراكبية .وبعد ذلك أُلغيت الوزارة، وللأسف كانت قد بدأت وقتها في أخذ موقعها على الخارطة أصبحت تفعل المجتمع بمناشطها المختلفة في الداخل والخارج وكل ذلك لم يشفع لها. وهل كان ذلك يشير ذلك الي عدم اهتمام الدولة بالرياضة ام ماذا؟؟ الأمر لا يكمن في اهتمام الدولة بالوزارة او غيره ولكن دعني أقول لك بكل أمانة وكما تلاحظ الآن في وسائل الإعلام أن الشخص الوحيد الذي يتحدث عن الرياضة والشباب هو الرئيس اما بقية السياسيين فليس لديهم اية اهتمام بها ودولاب الدولة إطلاقا ليس له اهتمام بالرياضة وقالوها لي صراحة الإسلاميين »ان الرياضة ليست من أولوياتنا« ؟! في اجتماع ضمني وإياهم في منظمة الدعوة الإسلامية والوحيد الذي وقف الي جانبي هو الأستاذ احمد عبد الرحمن الإسلامي المعروف وكنت أقاتل إبان وجودي فيها ولم يقف معي إلا رئيس الجمهورية. واذكر في العام 1990م كان كل الاتحادات الفرعية السودانية والتي تنتمي للاتحاد الدولي لم تلتزم بدفع ما عليها من اشتراكات للفيفا فحرموا من حق التصويت والتحدث في اجتماعات الفيفا وقد وصلت جملة المبالغ المطلوبة من الاتحادات 496 ألف دولار . ومن هنا اشكر أخي الرئيس فقد قمنا بأخذ هذا المبلغ نقداً من بنك السودان وذهبنا به الي دورة الألعاب الأفريقية في مصر ودفعت كل الاتحادات ما عليها من متأخرات وشاهدي على ذلك كل رؤساء الاتحادات أنذاك وعلى رأس هؤلاء الدكتور كمال حامد شداد ومن ثم مارست هذه الاتحادات نشاطاتها ولا أعلم بعد ذلك هل دفعت هذه الاتحادات ما عليها من اشتراكات دولية ام لا ؟؟ وصورة أخرى أنظر الي عدم جدية الحكومة في التعاطي مع الرياضة والشباب في حادثة الوزير السابق حاج ماجد سوار عندما بدأ يبحث عن الفساد الذي أصاب المدينة الرياضية؛ أين هو الآن؟؟ ولكن لماذا تركت العمل التنفيذي من بعد؟؟ أنا لم أترك العمل التنفيذي ولكن ( الناس ديل ما عايزني) وخليني أقول ليك حاجة غريبة جداً ، أنا في وزارة الاتصالات والسياحة التي جئتها في يوم 17/7/1993م وخرجت منها في يوم 17/7/1994م ففي يوم 26/6/1994م حملت بعض الأوراق المهمة وذهبت لمقابلة الأخ الرئيس بقاعة الصداقة وأصررت على تسليمها للرئيس بنفسي فقابلته في نفس اليوم الذي ودع ضيوف الذكر والذاكرين و طلب مني أن يؤدي صلاة الظهر ثم بعد ذلك يجلس الي. وعقب انتهائه من صلاته جلست قبالة الرئيس وقد أطرق شاردا الذهن زهاء الخمس دقائق ، فقلت له : سيادتك، فأنتبه الي ؛ فقلت له أنا جئتك اليوم لأجل الأمر كذا وكذا وفضلت اني اقابلك شخصياً، فقال لي غريبة، فقلت له الغريب شنو يا سعادتك؟ فقال لي : الحقيقة أنا أرسلت لك وافتكرت الجماعة كلموك؟؟ فقلت له: والله (مافي زول كلمني)، فقال لي: الحقيقة هذا اليوم عندنا فيه تغيير وزاري طفيف و هذا التغيير يخصك، والخير فيما اختاره الله، فرددت له الخير فيما اختاره الله، ولكن أمنحني فقط أسبوع أجهز نفسي للتسليم والتسلم وأسلم الوزارة؛ وبالفعل تم ذلك وسلمت الوزارة ولم أرجع أبداً اليها فكان هذا هو الإبعاد الحقيقي لي من العمل التنفيذي، ونجح السياسيون في أن يبعدوني.