السودان بلد متنوع يمتاز بتعدُّد الثقافات والتراث والمناخات والموارد الطبيعية كافة، زادته إبداعًا اللمسات الجمالية التي نتجت من تطوُّر المعمار والهندسة التي صاغت أشكالاً من البناء لبعض المدن التي ازدادت جمالاً، بورتسودان على سبيل المثال، وصنفت منظمة السياحة العالمية السودان من أول البلدان السياحية، ومع وجود كل هذا الجمال نواجِه مشكلة كبيرة في كيفية رفع الوعي بأهمية العمل السياحي والذي يعاني إهمالاً مريعًا وصل لحد أن الوزارة المعنية بالسياحة اتحادية كانت أم ولائية لا ميزانية لها في الموازنة العامة، وفي المقابل هنالك بلدان كثيرة في العالم تعتمد على السياحة بوصفها أعلى مردود مادي وعائدات تصب في اقتصادياتها وتنميتها، وفي لقاء جمعني وعددًا من الإعلاميين مع مدير عام وزارة السياحة بولاية الخرطوم السفير سليمان عبد التواب قبل فترة اشتكى الرجل مُر الشكوى من إهمال قطاع السياحة من الدولة بما له من خبرة طويلة في السفر والترحال من بلد لآخر خلال سني عمله سفيرًا للبلاد ومشاهدته لبلدان عماد اقتصادها السياحة، فهو أتى للمنصب لتطبيق خبراته المكتسبة في تطوير العمل وتغيير المفاهيم القديمة التي يتعامل بها الناس مع السياحة لوجود المقومات والجماليات المتعددة التي تتميّز بها بلادنا ولكن تهزم تلك الأفكار عدم وجود ميزانية لتسيير العمل بجانب ضعف البنية التحتية لجذب السياح والاستفادة من الإمكانات المتاحة لتعظيم المردود السياحي والشركات السياحية الكبرى للترويج، فبدا الإحباط واضحًا من خلال كلماته التي عبَّرت بحق عن مدى حسرته على ضعف الإيمان بقضايا العمل السياحي والذي طورته أقرب الدول جوارًا للسودان وعلى رأسها مصر التي لا تملك ولو قليلاً من مواردنا وإمكاناتنا أو معالمنا السياحية، واستشهد بعض الحضور بمقولة لأحد المصريين قال: (الحمد الله إنو السودانيين لسه نايمين في مجال السياحة وإلا كان بيتنا اتخرب)، وهذا الحديث يدل فعلاً على أننا ننام في غفلة واضحة دولة وهيئات ومؤسسات وشركات ومواطن عن أهمية السياحة وكيفية التعامل معها لجهلنا التام بها في ذات نفسها أو مردودها المادي والاقتصادي والذي ربما يغيِّر بصورة كبيرة الخارطة الاقتصادية للبلاد وتعويض جزء كبير من الفاقد في الإيرادات خاصة بعد الانفصال ومشكلاته المصاحبة في العائدات النفطية.. حاولت أن أعكس في هذه الزاوية ملامح بسيطة من جلسة امتدت لزمن طويل حاولنا فيها التدارس حول السياحة ومشكلاتها وكيفية تطوير ورفع الوعي بالثقافة السياحية. ولنا عودة..