أكد وزير الخارجية علي كرتي أن الحكومة لم تفكِّر يوماً في خلق زعزعة بدولة جنوب السودان، وقال: لو فكرت فقط فإن الوسائل لا تحصى ولا تعدُّ. ودعا كرتي دولة الجنوب للانتباه لما تقوم به تجاه السودان، لافتاً إلى أنها ستحرق يدها قبل أن تحرق أيدي الآخرين.وأوضح كرتي في برنامج «مؤتمر إذاعي» أمس أن ما جرى منذ توقيع اتفاق السلام مع الجنوب، أريد به تغيير النظام في الخرطوم، واعتبر الحديث الآن عن محاولة لإنشاء مصفاة للنفط وتمديد خط أنابيب عبر كينيا مؤشر لمحاصرة السودان اقتصادياً ومحاولة لقطع الحبل السري، وزاد: من يظنون ذلك أغبياء، وأضاف أن الحكومة لن تموت. وأشار إلى أن القادة الأفارقة يعلمون أن لدى السودان كروتاً كثيرة ضد دولة الجنوب لم يستخدمها، ولفت إلى أن باقان أول من صرخ وقال إن حكومة السودان تمارس ضغوطاً على الجنوب، والجنوبيون يموتون.وأوضح كرتي: لدينا كروت كثيرة ضد الجنوب، وحكومة الجنوب حرقت كل ما لديها، ولم نستخدم كرتاً أمنياً واحداً للضغط عليها، وهذا الوقت الآن الذي يجب أن تنظر فيه الحكومة، وينبغي أن تكون الخطوة القادمة هي الخطة «ب».وقال كرتي إن المجموعات التي تدعم التمرد ضد السودان وخلفها الشركات والمؤسسات والأفراد لها أغراض سياسية واقتصادية في الجنوب، وقال إن مجموعة قليلة من المتنفذين في حكومة الجنوب يديرون ملف النفط، وتابع: هذه المجموعات هي التي تقدِّم الضمانات لحكومة جوبا والبدائل بهدف إيصال الأمور للهاوية في السودان ومن ثم ينتظرون الربيع. إلى ذلك قلل كرتي من قوة الولاياتالمتحدة، ووصفها بالضعيفة، وقال إنه أمر يدعو للضحك لأن سياستها تقوم على أشخاص يؤثر عليهم النشطاء والمنظمات، وكشف كرتي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اضطر لمهاتفة الرئيس عمر البشير، وقال: «خذلناكم عندما وقعتم على اتفاق السلام ولم نفِ بوعدنا برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات»، وأوضح أن الرئيس الأمريكي عندما تراجع راعى مصلحته أولاً، وليس مصلحة الولاياتالمتحدة. وفي السياق، أشار كرتي إلى أن الحكومة لن تصل لمرحلة التطبيع مع إسرائيل لحل قضاياها، لأنها تعلم وإن ألغت في الجواز السوداني «كل الدول عدا إسرائيل»، لأننا سندخل في أدوار ثانية ولن نصل لما نبتغيه، وقال: إذا كان لابد من الوقوع في الهاوية فسنقع فيها ونحن في حالة مواجهة واستعداد.