كشف وزير الخارجية علي كرتي معلومات تنشر لأول مرة بشأن العلاقات السودانية الأمريكية، وقال إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اضطر لمهاتفة الرئيس عمر البشير، وقال: (خذلناكم عندما وقعتم على اتفاق السلام ولم نف بوعدنا برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات)، وأوضح أن الرئيس الأمريكي عندما تراجع راعى مصلحته أولاً وليس مصلحة أمريكا. وقال الوزير الذي كان يتحدث للإذاعة السودانية أمس الجمعة إن الحكومة لن تصل لمرحلة التطبيع مع إسرائيل لحل قضاياها، لأنها تعلم وإن ألغت في الجواز السوداني (كل الدول عدا إسرائيل)، أنها ستدخل في أدوار ثانية ولن تصل لما تبتغيه، وقال: «إذا كان لابد من الوقوع في الهاوية سنقع فيها ونحن في حالة مواجهة واستعداد». وقلل كرتي من قوة أمريكا، ووصفها بالضعيفة جداً، وقال إنه أمر يدعو للضحك لأن سياستها تقوم على أشخاص يؤثر عليهم النشطاء والمنظمات. وكشف كرتي عن خطة جديدة للتعامل مع دولة جنوب السودان، سماها الخطة (ب) وقال إن الوقت حان للاستعداد للنظر فيها والتعامل بها عقب توضيحها للقادة الأفارقة. وأكد كرتي أن الحكومة السودانية لن تقف مكتوفة الأيدي حيال موقف دولة الجنوب. وقال إن رغبتها أصبحت واضحة في إسقاط النظام عبر خنقه اقتصادياً بنقل البترول ليصدر عبر كينيا ودعم حركة التمرد في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال كرتي إن مواقف حكومة الجنوب تصدر وهما وغباء وضيق أفق. وأشار إلى اتجاه داخل الحكومة كان يرى أهمية ربط الاستفتاء بحل القضايا العالقة، لكنه اعتبره أمرا غير أخلاقي لا يجدر بالحكومة أن تسلكه. وأكد امتلاك الحكومة السودانية لكروت ضغط أمنية واجتماعية لم تستخدمها ضد حكومة الجنوب. وجدد كرتي تمسك الحكومة برفضها دخول منظمات الإغاثة إلى مناطق التمرد في الولايتين، وقال إنها لن تسمح بوصول الغذاء إلى مناطق التمرد وفتح شريان للحياة على غرار ما حدث إبان الحرب في جنوب السودان. وكشف كرتي عن تحديه للإدارة الأمريكية ما إذا كانت تستطيع إدخال المساعدات إلى مناطق التمرد بالقوة. واتهم أمريكا بأنها مدفوعة من جهات عدة للتدخل في الولايتين. وقال إنه أبلغ نائب السفير الأمريكي في أديس أبابا مؤخراً برفض الحكومة لدخول منظمات غير منظمات الأممالمتحدة، وأنها ستنظر ما إذا كانت أمريكا قادرة على ذلك بالقوة.