بتوجيه من المجلس العسكري الانتقالي، أوقف بنك السودان المركزي السحب من حسابات (32) جهة اعتبرها واجهة لحزب المؤتمر الوطني . القرار فعلاً مهم لكنه تأخر قليلا .. لكن هناك واجهات أخرى غير معلنة وغير معروفة ،تختبئ وراء لافتات لا تثير الشك والريبة . وهي التي يجب البحث والتنقيب حولها من خلال المستندات المتداولة في الجمارك والحسابات في البنوك وعبر المسجل التجاري ، قد يكون عملا شاقا لكنه غير مستحيل ..لا شك عندي ان الأجهزة الرسمية ستكتشف اين هي أموال السودان المنهوبة. دعونا نشير إلى جهة معروفة لدى الجميع وتعمل في وضح النهار بسجلات واضحة وتعاملات مكشوفة ، لكن أصبحت من الجهات التي تثير تساؤلات عديدة بما لها من مركز قوة وتمدد في كافة الأنشطة . وأعني هنا الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي ..جهة حكومية لها واجهة ضخمة تطل على شارع عبيد ختم.. الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي أنشئ العام 2004 بقرار جمهوري .. مستقل لا علاقة لوزارة المالية به . تحت تبرير تطوير نظم الحماية الاجتماعية .. آلت اليه استثمارات صندوقي المعاشات والتأمين الاجتماعي ليتولى إدارتها بشكل مستقل عن اية وزارة أو جهة تنفيذية حكومية .. مسؤوليته تقع تحت مهام مجلس الإدارة. الجهاز الاستثماري وبحجة المحافظة على أموال المعاشيين من التآكل، أصبح أكبر تاجر تحت بصر وسمع الحكومة السابقة . وحتى إدارتها العليا منذ إنشائها لم تتغير غير ثلاث مرات، كان عثمان سلمان القيادي المعروف بالمؤتمر الوطني صاحب المدة الأطول كما انه أكثر المديرين نفوذاً وقوة وسلطة ، وفي عهده تمدد الجهاز الاستثماري وأصبح دولة داخل دولة. الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي، يمتلك شركات متعددة في مجال الطرق والكباري ، ونشاطات تجارية في قطاع الاتصالات والبنوك والسياحة والفنادق والقطاع الزراعي والصناعي والبريد .. كما يمتلك مساحات واسعة من الأراضي ، ويعتبر أكبر مضارب في سوق الأراضي .. أنشأ أكبر أبراج سكنية وتجارية في ولاية الخرطوم والولايات الأخرى، منها أبراج الصافات واللؤلؤة ، عروس الرمال. مخططات سبأ المنشية ، المصورات ،النيليم ، درة اللامباب غزة ،المعارج. في عهد إيلا تمت إقالة المدير .لكن ظل الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي ينتظر قراراً حاسماً للمراجعة المالية والإدارية، فهل ينتبه إليه القوم؟