{ وأخيراً وجدت المعارضة شماعة تعلق عليها أجندتها العرجاء، لتقود من بعدها خطاً متعرجاً لزعزعة الاستقرار في السودان من خلال تحريض وتحريك إعلامي مدروس ومخطط للوصول إلى أهدافها ومراميها المعروفة مسبقاً. { ومواقع الانترنت تتسابق في نشر صور بعض المصابين من مدينة (أم دوم) يوم الجمعة، وتنهال بموجبها التعليقات المعارضة والمفهومة المعاني والمغزى، من أجل خلق رأي عام يبين أن الدوله تمارس الإرهاب على المواطنين وتنتزع حقوقهم وتهضم مستحقاتهم، والأيادي الطولى تتحرك بسرعة وتحاول تغبيش الحقائق وطمس الحقيقة من أجل أهداف معروفة المقاصد والمرامي.. والمحصلة، يضيع السودان ويترنح بواسطة بعض الأيادي المرتجفة المهمومة بذاتها. { والحقيقة تقول إن أراضي (أم دوم) مسجلة لأهالي المنطقة منذ العام 1973م، ضمن الخطة الإسكانية التي حددت في عهد الرئيس الأسبق الراحل "جعفر نميري"، مما يعني أن أهالي (أم دوم) أصحاب حق واضح وبيّن لا جدال فيه، والسماح للشركة العربية باستخدام تلك الأراضي لفترة لا يعني تنازل الأهالي عن حقوقهم والسماح ببيعها والاستثمار فيها. { احتج أهالي (أم دوم) حينما علموا أن الدولة قد باعت هذه المساحة لرجل الأعمال العربي "صالح الكامل".. ولعله حراك مكفول ولا جدال فيه، لكن المعالجة لا تتم بالطريقة التي تخدم أجندة المعارضة، فالتظاهر والاشتباك مع الشرطة لن يفيد القضية ولن يعيد الأراضي التي تصرفت فيها الدولة أو التي تنوي التصرف فيها، لأن المنطق يستدعي أن يتصدى رموز المنطقة لحل الإشكال من خلال إيصال رسالتهم إلى الجهات المسؤولة والتحاور معها بشكل إيجابي تسترجع بموجبه الأراضي لأهلها. { و(أم دوم) التي خرّجت أبرز نجوم المجتمع حري بأهلها أن يتفهموا القضية بصورة إيجابية، وأن يستوعبوا ما يدور بوعي كبير في إطار المعالجات المطروحة من قبل الدولة، لأن تنفيذ أجندة المعارضة سيعمّق المشكل ويوحي بإشارات قد تورط بعض العناصر التي خرجت بعد الصلاة لتبين أنها تحمل أجندة لمعارضة تستهدف زعزعة أمن البلاد وإباحة الأرواح من أجل إطلاق شرارة تحرق السودان في إطار مساعٍ معروفة من قبل بعض المجموعات التخريبية. { هذه اشتباكات غير موفقة وحراك غير مبرر.. لأن الأزمات لا تعالج بالدماء، أو إحداث خلل أمني واضح في منطقة ينبغي أن تكون قدوة في استيعاب المعطيات، بدلاً عن ثورات ال(فيس بوك) ومواقع المعارضة، ومن ثم الخروج إلى الشارع لإحداث توترات صارت حديث الناس. { وفي الجانب الآخر يمارس متمردو الجبهة الثورية عبثاً مختلفاً، يستهدف المواطن في المقام الأول، لأن الأرواح التي أزهقت في حراكهم وتنقلهم ما بين المناطق في كردفان يبين أن الجبهة لا علاقة لها بالمواطن، فمن يدمر المنشآت ويسرق البنوك ويغتال المواطنين ينبغي أن يكون الرد عليه بذات الوسيلة والمنطق، ودعونا من عبث التفاوض الذي حذرنا منه وكتبنا عن الرؤية المنطقية حوله. { ما حدث في كردفان بالأمس حريق جديد لابد أن يتم إغلاق التفاوض بموجبه، ومن ثم الاستعداد والاستنفار من أجل تلقينهم دروساً مجانية في العمل العسكري، لأن ما حدث من قبل هذه المجموعات يبين أن الردع هو الحل الوحيد ومن ثم التفرغ لمحاسبات طويلة تطال بعض المسؤولين، لأن السماح بهذا الحراك دون وجود حماية كافية دليل على تقصير لا شك فيه. { بيان العقيد "الصوارمي" لم يأت بجديد، ولكن الأهم ما كتبه مناصرو الحركات الثورية ودعوتهم للمواطنين بالخروج إلى الشارع والابتعاد من المناطق العسكرية في الأيام القادمة.. فما بين السطور أحاديث كثيرة، أرجو أن تتعامل معها الدولة بشكل جديد!!