الخرطوم مي علي / فاطمة عوض شهدت ولايات البلاد المختلفة أمس (الاثنين) هدوءاً، فيما عاشت ولاية الخرطوم هدوءاً مشوباً بالحذر والترقب، على خلفية إقرار الحكومة للإصلاحات الاقتصادية وعلى رأسها رفع الدعم عن المحروقات ، وسط مخاوف من تفجر الأوضاع، ورصدت المجهر انتشاراً شرطياً وأمنياً واسعاً في محليات الولاية المختلفة خاصة مواقف المواصلات وأماكن التجمعات. وفي الأثناء خرج عدد من أحياء مدينة ود مدني بولاية الجزيرة في تظاهرات احتجاجية على زيادة أسعار المحروقات، أسفر عن إصابة (37) من عناصر الشرطة بينهم (5) إصابات جسيمة، حسبما نقلت الشرطة في بيان لها، وكشفت عن إلقائها القبض على عدد منهم وتدوين بلاغات فى مواجهتهم. وفيما سرت شائعات بوفاة شخصين في تظاهرات مدينة ود مدني، نفى الوالي بالإنابة ، ووزير الثقافة والإعلام "محمد الكامل فضل" بحسب المركز السوداني للخدمات الصحفية ، ما تردد ،وقال إنه لم يسقط أي قتلى في تلك الأحداث ،ونبه إلى أن الصور التي تبثها بعض المواقع عن حرق بعض المباني الحكومية، تعود لعامين)، وأنه لم تحرق أية عربة تتبع للشرطة. بدوره ، أكد وزير الإعلام «أحمد بلال عثمان» ، أن الحكومة لن تتعامل بالقوة مع المحتجين ضد قرارات رفع الدعم عن المحروقات بل بالإقناع ،لكنه استطرد : ما لم يكن هناك تعطيل لحركة الناس سيكون تعامل الحكومة حضارياً . وأقر الوزير فى تصريحات صحفية بمجلس الوزراء أمس (الاثنين )، بأن رفع الدعم عن المحروقات سيؤدي إلى زيادة الأسعار في السلع، وتوقع فى الوقت ذاته حدوث احتجاجات مناهضة للقرار، مشيرا إلى أن (الكي بالنار لا يستطيع الإنسان تحمله) ، لكنه أكد أن الحكومة لن تتعامل بالقوة مع المحتجين، بل بالإقناع باعتبار أن تحرير أسعار المواد البترولية كان آخر الخيارات الصعبة. وطالب "بلال" بضرورة مراقبة النشاط الطفيلي وسماسرة الأسواق ،لافتا إلى أنه من البديهي أن يرفض المواطنون الزيادات في أسعار الوقود . وقال شهود عيان ل (المجهر ) أمس إن أزمة حادة في المواصلات عاشتها ود مدني ، وأن الأمر قاد إلى رجوع أعداد كبيرة منهم إلى منازلهم سيراً على الأقدام، وأشاروا إلى أن عدداً من المواطنين بأحياء (الدباغة ، العشير ، بانت ، جبرونا ، ود كنان ) أغلقوا الطرقات وأحرقوا إطارات العربات . إلى ذلك أكد الوالي بالإنابة أنه ضبط (103) من المتورطين في أحداث الشغب وأشار إلى أنه فتحت في مواجهتهم بلاغات جنائية ،مبيناً أن (3) من الموقوفين أقروا بالتورط في إشعال حرائق في إثنين من محطات الوقود، مبيناً أن توجيهات قد صدرت لقوات الشرطة بالتعامل مع المتظاهرين فى إطار القانون وحماية الممتلكات الخاصة والعامة. وذكر الكامل أن مجموعة من المتشردين قاموا بافتعال تظاهرات في موقف المواصلات بود مدني، وتحركوا في مجموعات متفرقة حيث قاموا بتحطيم واجهات بعض البنوك ومحطات الوقود ومقر لشركة الكهرباء، والتي أشار إلى أنها عاودت أعمالها كالمعتاد. ووصف"الكامل" الأضرار التي لحقت بتلك المنشآت بالطفيفة، لافتاً إلى أن محاولات التخريب التى جرت لا أبعاد سياسية لها ، وأن المخربين استهدفوا واجهات المحال ولاذوا بالفرار .
