تابعت تنويهات للدكتور "فيصل القاسم" في صفحته على (الفيس بوك)، بشأن حلقة ب(قناة الجزيرة) لبرنامج (الاتجاه المعاكس) مخصصة للوضع بالسودان عقب خطاب السيد رئيس الجمهورية الأخير حيث من المفترض أن تشهد حلقة هذا الأسبوع، وقد راجت أنباء في الوسط الإعلامي عن مشاركة المحامي "كمال عمر" ممثلاً لتحالف المعارضة، فيما لم يتضح ممثل وجهة المؤتمر الوطني وقيل إن فلاناً اعتذر، ثم علمت أن الدعوة للمناظرة التلفزيونية لم تسلك مساراتها الإجرائية عبر أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني ومن ثم فلا مشارك والله أعلم. ولو أن لي رأياً فإنه من الصواب ألا يدفع (المؤتمر الوطني) بمناظر في هذه الحلقة، فإلى الآن المطلوب من الآخرين تقييم مواقفهم ووزن بيناتهم حول ما طرح في الإطار العام للوثيقة التي أعلنها مؤخراً، وليس مطلوباً منه الآن واللحظة الدخول في (تجاذبات) و(تهارش) إعلامي حول تفاسير بعض المعاني أو تقديم إضافات مكانها غرف الحوار والنقاش المباشرة مع الأحزاب الأخرى وليس استوديوهات التلفزيونات. كما أعتقد أن السيد "كمال عمر" لم يكن موفقاً ليتصدى لمهمة تمثيل وجهة النظر الأخرى، فحزب الرجل أبدى تفهماً ايجابياً للطرح الجديد في كامل قيادات الصف الأول، وبالتالي فإن مقصد مشاركته حال ثبوتها إنما يعني عندي أنه وظف من قبل بعض النشطاء بغرض معين يتمثل في الاندفاع بتهوره المعلوم إلى أقوال وإفادات (باسم المؤتمر الشعبي) تجهض اتجاهات التقارب الحالي. كان يمكن لتحالف المعارضة انتداب (سكرتيره) الأستاذ "فاروق أبو عيسى" أو "ساطع الحاج" أو أي متحدث وقيادي من القوى التي لم تحضر ولم تشارك ولها توجهات (مهجسة) مما يجري، ولكنهم تراجعوا وطالما أن لهم ممثل "كمال عمر" فإنه يغنيهم كما أنه كما أسلفت يحقق لهم دق إسفين حينما يدلي بدلوه، ولا يحتاج المرء لكبير عناء لتوقع إفاداته التي أنصح بسببها الدكتور "الترابي" بعدم مشاهدة الحلقة من سوء ما سيبشر به رجله والذي لست أدري هل يعتبر ممثلاً للحزب (الشعبي) أم أنه في هذا المنشط سيدخل بقبعة التحالف؟!، وإن كنت استبعد الأولى وأرجح الثانية فيما ستحسب أقواله بموجب الصفة الأولى ولن يأبه له بالثانية!! سيكون قراراً موفقاً وصائباً ثم حكيماً ألا تبعث الحكومة بممثل عنها وسيكون أكثر حكمة لو خفف (المؤتمر الوطني) والمتحدثون باسمه الحديث ولم ينجروا للتعليق على كل تصريح وإفادة من هنا وهناك من خلال انتظار كل تعليق ورأي في المبادرة والرد عليه، فهذا سيجر المبادرة ووثيقة الإصلاح إلى قضايا التعليقات الإنصرافية، فيما المطلوب إشاعة أكبر قدر من الهدوء والسكينة للتعاطي الجيد والايجابي مع ما هو مطروح الآن في طور (المفاهيم العامة) ويمكن الاحتفاظ بجهد عرض الحجج لمرحلة التفاهمات على الآليات وتنزيل المجمع عليها من الخطط والبرامج والسياسات بمشاركة الجميع وعبر حوار هادف وبناء و(Man to man)، حزب لحزب، بكامل الحرية والمسؤولية.