بقلم – عادل عبده الأستاذ "سيد أحمد الحسين" الأمين العام ل(الاتحادي الديمقراطي الأصل)، يعتبر المعارض الأكثر شراسة للإنقاذ من بين جميع المعارضين للنظام وذلك من خلال جاذبية طاغية وإيقاعات موجعة، حيث ينطلق الرجل من قناعات راسخة ورؤى عميقة بأن السلطة الحاكمة لن تبدل النهج الذي تسير عليه مهما كانت قدسية العهود والوعود التي تلتزم بها، وقد أثبتت التجارب والاختبارات صدق حدسه ورجاحة توقعاته بالشواهد الدالة. مازالت بصمات "سيد أحمد الحسين" النضالية ماثلة للعيان في الأجواء ومازال دوره المتعاظم في الكفاح من أجل الديمقراطية والانفتاح والعدالة الاجتماعية محفوراً في ذاكرة جميع السودانيين. لقد تنادت بعض الأصوات في هذا الظرف العصيب بضرورة تنظيم احتفائية سياسية خلال الفترة المقبلة في سياق تكريم الأستاذ "سيد أحمد" على جلائل الأعمال التي قدمها للوطن وحزب الوسط الكبير. على المستوى الشخصي تدارست الأمر مع الكثيرين، حيث توصلنا إلى قناعات مشتركة بأن هذه الدعوة تحمل في طياتها عوامل الهدم والغموض والمثالب من خلال حراكها الابتدائي، فكان من الطبيعي إذكاء العديد من الملاحظات والتحوطات عليها حتى لا تحدث كارثة محققة في يوم تكريم الرجل المبجل الذي نكن له حباً وتقديراً لا يوصف. من نافلة القول أن الأستاذ "سيد أحمد الحسين" حفيد الحاج موساب الصالحين الذين أخرجوا تمساح الشايقية من البحر ميتاً ومهندس اتفاقية (الميرغني قرنق) ومؤسس الخط الوطني في الساحة السودانية خلال عهد الإنقاذ.. كيف يمكن أن تتبنى فكرة تكريمه مجموعة طرفية محدودة العلاقات تعاني من ويلات الفراغ؟ بل إن هذه المجموعة لم تقم عن قصد بإخطار المؤسسة الحزبية الرسمية بمقترح التكريم!! فهل هذا معقول؟ سيما وأن المحتفى به هو الأمين العام للحزب!.. وهل توافق قيادات (الاتحادي الأصل) على حضور احتفائية أمينهم العام وهم ضيوف في إطار مبادرة من مجموعة طرفية؟؟.. أليست هذه إهانة للأستاذ "سيد أحمد"؟.. بل ما هي الحكمة في عدم توصيل الفكرة مباشرة لمولانا "محمد عثمان الميرغني"؟ أليس هذا سوء كيل؟ هل يريد هؤلاء أن يعرف مولانا المعلومة من السابلة مثل أي شخص عادي!! الشاهد عندما شعرت تلك المجموعة بأن خطواتها متعثرة اتصلت ببعض الأخوان المرتبطين بالأستاذ "سيد أحمد" وهم الأساتذة "حسن حاج موسى" و"هشام الزين" و"عمر خلف الله" وقد شاركوا في بعض الاجتماعات من خلال جهود مقدرة وتصورات ذكية، حيث اتضح أن الموقف يحتاج الآن إلى إجراءات اسعافية في سبيل الوصول إلى الهدف المنشود تتمثل في إغراق الاجتماعات بدخول عناصر جديدة من القادرين والعارفين تتأطر في رموز الحزب وكتيبة الأستاذ "سيد أحمد" والشخصيات القومية على أن يتم إدخال مقومات التكريم على أسس علمية وموضوعية تشمل الإنجازات السياسية الهائلة للمحتفى به والزخم الإعلامي المدروس والدعوة العريضة الشاملة والبرامج العميقة التي تخطف الألباب والأبصار، وأيضاً هنالك تحوطات تحتاج للإفصاح عنها بلا مواربة ترتكز على ضرورة هيمنة المنصة وبرنامج التكريم من رموز الحزب وكتيبة الأستاذ "سيد أحمد" حتى يتم سحب البساط من النوايا الانتهازية. في السياق.. إذا حاولنا إضاءة المصابيح عن اللوحة الذهبية في سجل المحتفى به حيث نطالع "سيد أحمد الحسين" في الخلوة وانعكاسات الشجرة الممتدة إلى الشريف غلام الله الركابي، ثم علاقة الرجل ب(شركة أجيب) وكيف جمع أمواله بالحلال كمستشار قانوني ضليع تخصص الطائرة لترحاله.. وتنتقل الصورة الزاهية عن "سيد أحمد" في أدغال الجنوب ما بين "جونقلي" و"تركاكا" و"الير" و"انزارا" وكيف صار على صدارة الشخصيات الشمالية المحبوبة في قلوب الجنوبيين.. ثم يقلب الرجل الطاولة كالطود الشامخ في وجه التحالف الإيراني الليبي خلال الديمقراطية الثالثة.. وفي الصورة المقطعية يأبى "سيد أحمد" شق الحزب إلى نصفين في لحظة تاريخية رافضاً جميع النصائح التي قدمت له للقيام بهذه الخطوة!!.. ثم يحول داره إلى نشاط الحزب في الزمن الغليظ امتداداً طبيعياً لنهج "الأزهري" و"الشريف حسين" في مقاومة الشمولية.. وها هو "سيد أحمد" يمنح الحركة الاتحادية الأوزة الذهبية في ميادين الجامعات من خلال صورة غير مسبوقة.. وأخيراً هذا غيض من فيض!! من كرامات "سيد أحمد الحسين" أن الذين حاربوه والذين لا يعرفون بابه ولم يتعاملوا معه يريدون اليوم تكريمه.. ما أضيق الدنيا.. وما أعظم الدروس والعبر!!