بحري منى ميرغني أكملت النيابة المختصة تحرياتها في حادثة مقتل أمين مخزن مستشفى (أحمد قاسم) "محمد علي الأمين" وأحالت البلاغ إلى محكمة بحري الجنائية التي حددت جلسة (الثلاثاء) المقبل لبدء محاكمة المتهمين في مقتله. وتشير التفاصيل الكاملة للحادثة- حسب ما روته أسرة القتيل "محمد علي الأمين" (المجهر)- إلى أن المجني عليه شغل عدة مناصب بوزارة الصحة كأمين مخزن وعمل بثلاثة مستشفيات، وأخيراً انتقل إلى العمل بمستشفى (أحمد قاسم) بضاحية بحري وشغل فيه منصب أمين مخزن انحصرت مسؤوليته في صرف أكياس النفايات وبعض المنظفات والملاءات. ولضرورة العمل ظل "محمد" يعمل داخل المستشفى (24) ساعة دون انقطاع واضطره ذلك للسكن في غرفة مهيأة (بها تلفزيون وسرير) داخل المستشفى. وقالت السيدة "محاسن محمد حسين" خالة المجني عليه إن "محمد" ظل على تلك الحال يواصل عمله، ويتفقدهم في العطلات الرسمية. وأرجعت "محاسن" ذاكرتها شهراً للوراء تقريباً عندما وردها اتصال من المستشفى بدخول ابنهم "محمد" في حالة غيبوبة مفاجئة وطلب منها الحضور فوراً، وكانت أول من وصل المستشفى فوجدته داخل غرفة العناية المكثفة وعندما استفسرت عما أصابه ذكروا لها أنه سقط على الأرض فجأة، وواصلت "محاسن" بأن الأمين العام للمستشفى أبلغها بأن "محمد" قد تناول جرعات من (الميثانول) وأن هنالك محاولات تجري لإنقاذه، وطلب منهم إحضار حقنة وعندما ذهب زوجها لإحضار روشتة باسم الحقنة تباطأ الأطباء في كتابته إلى أن فارق "محمد" الحياة. وكشفت "محاسن" عن أن ابن شقيقتها استخرجت له شهادتان وفاة إحداهما سبب الوفاة فيها (انفجار في المعدة) والأخر (توقف القلب لتعاطيه مادة الميثانول). وقالت حول تفاصيل كتابة الشهادتين إن زوجها ذهب لاستخراج شهادة الوفاة فطلب من الطبيبة المناوبة كتابة تقرير باسم المتوفى، وذكر لها أن اسمه "محمد علي الأمين أبو زين" وهو لقبه فتشاورت مع طبيبة أخرى في كتابة سبب وفاة للحالة، فطلب منها التوقف لحظة للتأكد من اسم المتوفى كاملاً وعند عودته وجد أن التقرير الأول استخرج ب(انفجار في المعدة)، وعندما أخبرها بأن المتوفى هو "محمد علي الأمين محمد خير" استخرجت له الشهادة الثانية. { الدفن تحت فلاشات الإسعاف وواصلت "محاسن" إفاداتها ل(المجهر) قائلة: (بالرغم من أن اليوم الذي حدثت فيه الوفاة كان يوم عطلة "الجمعة" إلا أن الأمين العام للمستشفى وبعض العاملين رافقوا الجثمان إلى المنزل وقاموا بغسله وتكفينه ودفنه ليلاً تحت فلاشات الإسعاف). وأضافت: (في أثناء عملية التكفين شاهد زوجها شامة سواد على صدر المتوفى لم تكن موجودة في صغره، إلا أنهم لم يكترثوا لهذا الأمر). { شبهة جنائية وروت "محاسن" تفاصيل اكتشاف وجود شبهة جنائية حول وفاة ابن شقيقتها عندما ذهبت شقيقته إلى المستشفى لمراجعة إذا كانت هنالك ديون على شقيقها أم لا، وبعد التأكد من أنه لا ديون عليه، وقد همت بمغادرة المستشفى، انهارت إحدى الموظفات وظل تبكي وهي تطالب الجميع بكشف حقيقة الأمر.. فكانت المفاجأة المذهلة بأن "محمد" كان قد تعرض للضرب على أيدي أفراد وحدة أمن المستشفى ودخل بعدها في حالة غيبوبة.. فلم تتمالك شقيقته "إشراقة" نفسها من هول ما سمعت وظلت تبكي إلى أن وصلت القسم الأوسط بحري وحررت محضراً بالواقعة، فكانت التحريات مع الأمين العام للمستشفى الذي جرى توقيفه بتهمة التستر، فيما أوقفت الطبيبة التي حررت شهادتي وفاة لاعتبارات الزمالة، وحبس فرد الأمن الذي قام بضرب المتوفى، وبعد أن جمعت الشرطة كل تحرياتها تمت الموافقة على أمر نبش الجثة لمعرفة سبب الوفاة الحقيقي، حيث أكد الطبيب الشرعي عند نبشه جثة "محمد علي الأمين" أمين مخزن مستشفى (أحمد قاسم) بمقابر (أم ضريوة)، وجود كسور في الضلوع، وكسر في فقرتي الرقبة، إضافة إلى تهشم في الجمجمة ونزيف في الرأس، وبيّن أن سبب الوفاة النزيف الحاد.