-1- { خلافاً لما زعم البعض.. وصفق وابتهج تصفيق القطيع، لم تكن هناك أية مفاجآت في التشكيل الوزاري الجديد سوى تعيين المهندس "إبراهيم محمود" محل البروفيسور "إبراهيم غندور"، وهذا منصب (حزبي) وليس ذا صلة مباشرة بمجلس الوزراء، فقد تمت إضافة صفة (مساعد رئيس) لمسؤول الحزب الحاكم قبل عدة سنوات، لتتيح له وجوداً في (القصر) قريباً من الحكومة، ولافتة (سيادية) يتحرك بها دبلوماسياً خارج البلاد ويلتقي بها السفراء والمبعوثين داخل البلاد، لكن (المساعد) غالباً ليس مكلفاً بإدارة ملفات (تنفيذية) مباشرة أو رئيساً لأي من قطاعات مجلس الوزراء. { أما تعيين الفريق أول "عبد الرحيم محمد حسين" والياً للخرطوم، فلم تكن هي المرة الأولى التي يتم ترشيحه فيها لهذا المنصب، فقد سبق وتم الدفع باسمه للولاية إبان المؤتمرات العامة، لكن البعض عدّها وقتذاك (مؤامرة) لإبعاد أحد أبرز رجال (الحرس القديم) عن كرسي وزارة الدفاع!! والحمد لله أنهم اعتمدوا الترشيح هذه المرة، دون أي إحساس بشبهة مؤامرة!! { أما ما تبقى من التشكيل فحسنته الوحيدة أنه أتى بأنجح (الولاة) على الإطلاق "محمد طاهر أيلا"- والناجحون كان الأوفق إبقاءهم في ولاياتهم كشأن "أحمد هارون" في شمال كردفان- أتى به والياً على الولاية (سُرّة السودان).. ولاية الجزيرة، فهنيئاً لأهل الجزيرة ب"أيلا" وهنيئاً ل"أيلا" بقيادة مركز السودان الاقتصادي، ونبعه الثقافي، وبوتقة قبائله ولحمة جهاته، المركز الذي تم إهماله عقوداً من زمان (الإنقاذ)، فتم تفكيك مشروعه وعموده الفقري.. أكبر مزرعة مروية في العالم (مشروع الجزيرة)!! { نوصيك يا "أيلا" بالمشروع خيراً، رغم علمنا بتبعيته للمركز، ولكن وزارة الزراعة بالولاية بالتأكيد لها (عودها) المعتبر في إعادة وجه الحياة للحقول الميتة والحواشات التي اندثرت، والمحالج والسكة الحديد التي بيعت، والمئات من المفتشين ومهندسي الري الذين تمت إحالتهم للصالح (العام)، ليروى المشروع عبر لجان مزارعين غير راغبين وغير متفرغين. { ادخل يا دكتور "أيلا" بيدك.. وقدمك اليمنيين في (المشروع)، فدولتنا هذه محكومة بالنفوذ و"كاريزما" الرجال وبعض النساء، وليست منظومة بلوائح وقوانين، والشواهد كثيرة أمامنا. { ثم إننا بأسماء وأرواح الملايين من سكان ولايات الوسط والشرق وليس الجزيرة وحدها، نسألك أن تضع اسمك الباهر في سجلات التاريخ بالشروع العاجل في توسعة وإنارة طريق (الخرطوم- مدني).. لا تنتظر وزارة النقل والطرق والجسور من مكتب الوزير "مكاوي" القادم حديثاً إلى وزير الدولة القديم "حامد وكيل"، فأنت أدرى بهذه الوزارة منا ومنهم، فقد كنت وزيراً عليها قبل نحو (15) عاماً. { استجلب تلك الشركات (المصرية) المؤهلة.. "المقاولون".. و"النصر" وغيرهما، التي جعلت شوارع "بورتسودان" سلاسل نضيدة من الأسفلت (الأسمنتي) الضاوي الذي لا علاقة له بأسفلت "الخرطوم" (البسكويتي)، لتبني (طريق الموت) من جديد، فيكون (شريان الحياة)، وفخر الطرق في بلادنا.. وأنت قادر على ذلك. { أما مجموعات الشقاق والتكتلات والمصالح في ولاية الجزيرة داخل هياكل (المؤتمر الوطني) أو خارجها، فإننا نطالبهم باسم المهملين والمهمشين في الجزيرة أن يكفوا أيديهم ويمسكوا عليهم ألسنتهم، فقد تطاولت بالولاية عهود الفشل وأنتم شركاء فيها، لن نسمح لكم بتعويق مسيرة التنمية القادمة، مرة باسم (مكتب قيادي) أو (مجلس تشريعي)، فماذا فعل المكتب المركزي لتفعلوا أنتم في مكتب "مدني"؟ { الجزيرة تريد تنمية ولا تريد (والٍ) ل(الفواتح) و(البكيات) وعقودات القران. { افعلها عزيزي "أيلا" بيد من حديد.. كما فعلتها في البحر الأحمر. { وأعان الله خلفك في "بورتسودان" الأخ "علي حامد"، فلا أدري سبباً يجعله خلفاً هناك، وفي ولايته السابقة (نهر النيل) قرية في عمق الهامش لا يعرف أهلها أبجديات الدين ونبي الرحمة "محمد" (صلى الله عليه وسلم)!! { بصفة عامة، تعيينات (ولاة) الولايات تبدو أفضل حالاً من تشكيلة الحكومة الاتحادية التي لا تحوي جديداً مفيداً، فقد شمل كشف الولاة تعيين رجال ذوي قدرات وإمكانيات وشعبية مثل الأعزاء.. الزعيم "عبد الحميد موسى كاشا" لولاية النيل الأبيض المظلومة، والفارس الشاب "أنس عمر" لشرق دارفور الجريحة النازفة بحرب القبائل، وشيخ العرب "محمد حامد البلة" لنهر النيل القريبة والمهملة، والشرتاي الحكيم "جعفر عبد الحكم" وسط أهله وبين جمهوره في وسط دارفور. -2- { تآمر (اتحاديو الدقير) على أنجح وأشجع وزيرة في الحكومة السابقة "إشراقة سيد محمود" فأخرجوها من الوزارة، بينما أبقوا على "أحمد بلال" و"حسن هلال"!! ما هي الحكمة والمنهج في عملية التغيير الاستهدافية؟! { يكفي "إشراقة" أنها الوزير الوحيد في الحكومة الذي قدم مفسدين للمحاكم.. لم ترتجف ولم تبال بالصراخ.. حدثوني عن قيادي أو وزير قدم لنا بياناً بالعمل محاربة للفساد دون حاجة لمفوضية، وأحال الملفات للقضاء ليحاكم (وكلاء) وزارات عملوا من تحته؟! { خرجت "إشراقة" وبقيت "سعاد عبد الرازق" وزير التعليم التي لوحت بالاستقالة بعد فضيحة مدرسة (الريان) ثم لم تستقل، وعادت للوزارة!! { وخرج "مصطفى عثمان" ولم يكن يمثل وحده (الحرس القديم)، فقد بقي بالسلطة من هم أقدم منه هنا وهناك. وخرج "علي كرتي" من الخارجية تبعاً لخروج "غندور" من الحزب ولا مكان أليق بمساعد الرئيس السابق غير الخارجية، خرج "كرتي" وهو في أوج نجاحاته والسودان في أزهى أيام انفتاحاته الخارجية..!! { احترمت "كرتي" الذي رفض وزارة الحكم الاتحادي وأية وزارة أخرى باعتباره (Demotion).. حسناً فعل بأن عاد لبيته وتجارته. { منهج إقالة كل من بقي (خمس) سنوات.. منهج مختل، فهناك من فشلوا من عامهم الأول، فلماذا يبقون على مقاعد الوزراء؟!