أظن أن رئيس رؤساء التحرير .. هو قارئ الصحف. والسبب، ببساطة، أن هذا القارئ هو الذي يتلقف الصحيفة .. باذلا لها من حر ماله الذي تناوشته النوب من كل صوب، فإما وجدها تعبر عن طموحه وأحلامه ومطالبه، فاستمر حفيا بها، وإما وجدها في واد آخر غير واديه، فتركها غير آسف ! لذلك كنت دوما مهتما بالقارئ، بل وكنت أوصي نفسي وزملائي في بلاط الصحافة بتدليل القارئ، وعدم تنفيره، والرفق به، والاقتراب منه .. إذا أرادوا أن تبقى صحفهم قادرة على الترحيب بهم شهريا في مكتب (الصرّاف) ! صويحبكم لم يترك الأمر للتنظير، بل قمت بإفراد يوم في الأسبوع هو الجمعة، ليكون يوما لأصدقاء الغيم، أستعرض فيه اسماء من اقتطعوا من وقتهم وجهدهم للتفاعل مع العمود، وأقترب منهم لتحويل أفكارهم من أسر المكان المحدود، إلى فضاء المنبر المتسع . وكنت، وما زلت، واثقا من أن يوما واحدا في الأسبوع قليل جدا على القراء، فهم يستحقون صفحات يومية تحتفي بنتاجهم، وتعكس نبضهم وأحلامهم بشكل مباشر .. لكن ظروف الصحف تغني عن السؤال، خصوصا في جوانب معاناتها من أزمة الورق وارتفاعات سعره، فلم يبق إلا الاجتهاد، والجود دوما من الموجود ! بالأمس أعدت قراءة قدر كبير من تعقيبات الأصدقاء، وتعليقاتهم، على ما يتم طرحه في عمود (تحت الغيم)، وكنت قد غبت عن استعراض مشاركات الأصدقاء، حيث استغرقني على مدى جمعتين متتاليتين الهم العام، لأفيق على مرور الأسبوعين وكأنهما ساعة أو بعض ساعة. وقد سررت بالوعي العالي لكل الأصدقاء، الذين ظلوا يحافظون على قدر سامق من الموضوعية، ويتحلون بروح متميزة من الوطنية .. معارضين ومؤيدين، وتلك لعمري لغة لو سادت .. لكنا في غنى عن دفع الكثير من الفواتير التي أنهكت كاهل الوطن والمواطن . كنت أود استعراض أسماء من تفضلوا بالتعقيب والتعليق على كل موضوعات (تحت الغيم)، لكن القائمة طالت كثيرا بعد مرور الأسبوعين، ما جعل الأمر صعبا، خصوصا وأن وسائط التواصل باتت سهلة متيسرة، والتفاعل مع ما ينشر لم يعد يحتاج لساعي البريد .. كي ينقل الافكار والآراء، ويوضح الطموحات والآمال. مر الأسبوعان سريعا، لكن الوعد لكل أهل الغيم، بأن يعود اللقاء أسبوعيا مع مشاركات القراء، إذا شاء المولى ذلك، ليأخذ قارئ الغيم .. قدرا يسيرا مما يستحقه، وهو الجدير بأن تفرد له الصفحات، بعطائه ومشاركاته وتفاعله واهتمامه بالوطن وهمومه . قبل الختام مغلق لمواد البناء، قام الأسبوع الماضي بعرض كميات كبيرة من مكيفات الكولر .. صنع السجانة، وهي من النوع المخصص للغرف الصغيرة . ويباع المكيف بحدود ألف جنيه .سألت صاحب المغلق إن كان قد غير مهنته لبائع أجهزة تبريد وتكييف، فنفى ذلك، وقال إن المسألة (تمشية حال)، فطالبو مواد البناء في انحسار، وتقارير الأجواء تقول إن رمضان سيكون ساخنا هذا العام، وبذلك فهو يتوقع أن تذهب أموال البناء في شراء اجهزة التكييف، لكي لا تتكالب على الناس وقت الصيام .. نار الأسعار .. ونار الصيف . اجتهاد معقول .. وشاطر يا ولد !