مزاج القراءة يكون أعلى يوم الجمعة، ولذلك تحرص الصحف على تمرير بعض المواد التي تحتاج لانتباه القارئ المتعمق، وإتاحة الفرصة لها في عدد الجمعة (يوم الإجازة)، وكذلك يوم السبت .. بعد انضمامه للإجازة الأسبوعية . في البدء، لم اكتشف ميزة الجمعة للصحف، فقد كنت أعتقد أن أيام العمل هي التي تكون أكثر حيوية في القراءة، وكنت أتفادى أن يتم نشر المواد التي أعدها في أيام الجمع . وقد زاد من قناعتي تلك، أن الصحف التي يتم توزيعها في دواوين الحكومة .. تغيب عن قارئيها في المكاتب كل جمعة، ما يجعل الفاقد في عدد القراء غير مريح .. لمن يريد الوصول لقارئه . لكنني اكتشفت بعد مرور الزمن، أن انكماش عدد القراء يوم الجمعة إن كان هذا يحدث يستصحب قدرا عاليا من نهم القراء في نفس اليوم، بمعنى أن القارئ لعدد الجمعة .. يمكن أن يقرأ معظم الصحيفة من صفحتها الأولى حتى الأخيرة، في حين أن نفس القارئ .. قد يكتفي ببعض الأخبار هنا وهناك، مع قليل من الأعمدة اليومية وغيرها .. في بقية أيام الأسبوع . بل اكتشفت أن قارئ الجمعة .. لا يشتري في معظم الأحيان صحيفته من أجل المواد الصغيرة والخفيفة فحسب، لكنه يبحث عن مواد يستزيد منها بشكل جدي، ولذلك تجده صبورا على المقالات الطويلة المتعمقة، وعلى الصفحات ذات الأهتمام بالأمور الدينية والثقافية والصحية وغيرها، وهي ميزة تزيد من مقروئية الصحيفة .. بغض النظر عن كمية المبيع منها حسب أرقام التوزيع . ملاحظة أيضا اقترنت بيوم الجمعة والإجازات، وهي أن الصحيفة تكون موجودة في البيوت، بمعنى أن مساحة المطلعين عليها تكون متسعة جدا، حيث تتنقل بين أفراد الأسرة، فيقرأها أربعة أشخاص أو خمسة، وهو ما لا يمكن ضمانه في بقية الأسبوع، حيث تكثر احتمالية عدم وصول الصحيفة لأفراد الأسرة بالبيت، ويتقلص وقت الناس بالمنزل حيث يقضونه في الراحة وغيرها من شؤون الحياة . من تلك القناعة .. بدأ اهتمامي يزداد تدريجيا بقارئ الجمعة، وكنت من المنافحين عن صدور الصحف التي عملت فيها أيام الجمعة، ووقفت دائما في صف المعارضين لاحتجاب الصحف أيام الجمع والإجازات الرسمية، فالإجازات تكون للقراء من العمل .. أما الصحف فلا بد أن تكون في خدمة هؤلاء القراء وإمتاعهم بالمواد المتنوعة في يوم إجازتهم. ومن تلك القناعة أيضا، كان هاجسي دائما أن احتفي بقارئ (تحت الغيم) بشكل أكثر خصوصية في يوم الجمعة، ولذلك حرصت على أن يكون عمود الجمعة خاصا بهذا القارئ، مستعرضا لمداخلاته وتعليقاته واهتماماته، والتي أعتبرها تفوق في أهميتها ما أطرحه في العمود، باعتبار تنوعها وثرائها وتعدد المنتوج العقلي الوارد فيها . لكن بعض الظروف حالت خلال أسبوعين دون استعراض المداخلات والتعقيبات، ووردت إلى بريدي الألكتروني أفكار من بعض الأصدقاء حول (الجمعة) تحديدا، كما أن بعض الأصدقاء قدموا أفكارا باهرة حول الموضوع، من خلال مداخلاتهم الألكترونية على العمود في الفيس بوك. الآن كل الأفكار قيد الدراسة . فشكرا لكل الأصدقاء، وشكرا لمتابعاتهم ومداخلاتهم .. وإلى لقاء يتجدد بحول الله وقوته .