المفاجئ شنو؟! أ م وضاح لفت نظري (أمس) خبر ما كان يجب أن يلفت نظري أو نظر سواي، إن كان يدخل في حيز الطبيعي والاعتباري، لأنه يفترض أن يكون طبيعياً واعتيادياً وليس استثنائياً يجد الاحتفاء أو يحصد علامات الدهشة والخبر، مفاده أن السيد والي "الخرطوم"، "عبد الرحيم محمد حسين" قد قام بزيارة مفاجئة إلى مستشفى الشعب، طاف خلالها على أقسام المستشفى، وقابل عدداً من المرضى والأطباء ومن إدارة المستشفى، وما إلى ذلك من هذه التفاصيل.. والغريبة أن الخبر موجود في عدد من الصحف وبذات الصياغة كما لو أنه بيان قُصد منه التباهي بهذه الزيارة المفاجئة. وبصراحة الخبر بهذا الشكل وهذا الاحتفاء استفزني جداً، لا سيما وأنني هذه الأيام أصبحت كثيرة الاستفزاز والحساسية من "عمايل" الحكومة، لكنني لو لم تكن لديَّ قابلية للاستفزاز فأكيد كنت سأستفز، لأن الزيارة ينبغي أن تكون هي الأصل والطبيعي في حراك الوالي وأدائه، بل يفترض أن تكون مكررة للمستشفى ولغيرها من المرافق الحيوية التي تحتاج للمراقبة والمتابعة اللصيقة، وعلى فكرة تصوير الزيارة بهذا الشكل (الهتافي) يمنحها طابع العمل الخرافي أو فعل السوبر مان!! وأن يزور السيد والي "الخرطوم" مستشفى هذا من صميم عمله وواجباته، ويفترض أن يكون هذا هو واجبه الأسبوعي إن لم يكن اليومي.. والوالي مطالب أن يكون حضوراً في الأسواق، وفي المدارس، وفي الشوارع، وحين أعمال صيانة الطرق والكباري هكذا بلا أخباريات ولا بطولات ولا تصوير، الموضوع وكأنه إنجاز، وعلى فكرة مثل هذه الزيارات لو أنها أصبحت سُنة راتبة ومتوقعة من الأخ الوالي في أي زمان ومكان ستجعل كثيراً ممن أدمنوا التسيب والاستهبال والحقارة بالخدمة المدنية يفتحون أعينهم قدر "الريال أب عشرة" لكن الإحساس بأن- والله- زيارات المسؤولين هي من شاكلة أغنية السيدة فيروز (زوروني كل سنة مرة)، فهي مدعاة ومحرض للتراخي والاستهبال في الإيفاء بحقوق المواطنين وتسيير أعمالهم.. طيب خلوني من حكاية مفاجئة واللا غير مفاجئة، ما هي القرارات التي أفرزتها هذه الزيارة في ما يخص وضع المستشفى، فلنفترض أن الوالي قد وجه وأوصى بتوفير كل احتياجات المستشفى ما هي الضمانات لأن تتنزل هذه التوصيات إلى أرض الواقع وتنفذ على الفور؟، لا سيما وأن الوالي وبعد خروجه من المستشفى سينشغل بقضية أخرى لا محالة في ذلك، ويطغى (عجاج) الزيارة المفاجئة على مخرجاتها والمطلوب منها ويظل الحال كما هو عليه.. في كل الأحوال أتمنى أن يمارس كل مسؤول شغله بشكل سلس وهادئ، ويكون حراكه اليومي والمعتاد في كل ما يلي الملفات التي تحت يده.. وخلونا من حكاية مفاجئة دي لأنه أصلاً بالنسبة لي أخشى أن يكون المتفاجئ الوحيد هو الوالي، (والشمار) وصل بسرعة البرق إلى المستشفى قبل أن يبارح مكتبه في حكومة الولاية. كلمة عزيزة دعاني (أمس) الأخوان المخرج "أبو بكر الشيخ"، والفنان الشاب "طه سليمان" لحضور جزء من كواليس تصوير مسلسل (وتر حساس)، الذي يقوم ببطولته "طه" وعدد من الممثلين على رأسهم الكوميديان "عوض شكسبير"، وبصراحة أقول إن الخطوة التي خطاها "طه" تعتبر تحدياً جديداً للشاب الذي اقتحم أكثر من مجال إعلامي وكأن "طه" لا ينافس إلا "طه"، وبالمناسبة لفتت نظري جماهيرية "طه" الطاغية، والشباب الذين حضروا التصوير من الجمهور كادوا أن يفسدوا اليوم بكثرة التزاحم وطلب التصوير مع النجم الكبير. عموماً "طه" خاض تجربة جديدة متأسياً بالنجوم العرب الذين مزجوا بين التجربة الغنائية وتجربة التمثيل، مثل "عمرو دياب"، و"محمد منير"، و"تامر حسني"، و"محمد فؤاد"، والجيل القديم من الفنانين العرب مثل "فريد الأطرش"، و"عبد الحليم حافظ" .. الخ، وهؤلاء جميعهم لم يجدوا شخصاً (يعيب) عليهم التجربة أو يقول.. "لأنهم فشلوا في الغناء اتجهوا للتمثيل" ونحن بالتأكيد في انتظار "طه" في رمضان لنحكم له أو عليه!! لكن المهم جداً أن أقول إنه ذكاء كبير من "طه" أن يضع تجربته الأولى في يدي مخرج اسمه "أبو بكر الشيخ"، وهذا الشاب اكتسب تجربة كبيرة من خلال مسلسل حكايات سودانية، الذي نافس فيه نفسه وأكد أن الدراما السودانية تستحق الإعجاب من حيث الحبكة الدرامية واللمسة الإخراجية، وأمثال "أبو بكر" يفترض أن يجدوا التشجيع والدعم لصناعة دراما سودانية ننافس بها الهجمة التي تأتينا عبر الفضائيات، وكادت أن تمحي هويتنا وثقافتنا!! كلمة أعز حاجة غريبة أن تذهب الوفود إلى "لندن" وإلى "القاهرة" (لتحنيس) السيدين للعودة للبلاد، وطائرة اتجهت إلى "لندن" وأخرى إلى "القاهرة"، هذا وضع معيب وغريب.. السودان يحكمه فقط الواطون على الجمرة يا هؤلاء!!