(1) صحيح أن مذاق الحرب هو مذاق علقمي؛ لكن مذاق الذل والهوان هو الأكثر (علقمية).. إن كان السلام المزعوم مع المتمردين "ملك عقار" و"ياسر عرمان" و"عبد العزيز الحلو" هو طريق الانكسار، فالحرب تصبح افتخاراً.. ثم من قال إن أولئك يريدون السلام حقاً؟!.. ساذج من يعتقد أن قطاع الشمال يسعى للسلام في النيل الأزرق وجنوب كردفان.. أيها الانبطاحيون لا تخذلوا وتدعون إلى سلام كاذب ومفاوضات عبثية.. نفس الذين روجوا لقرار مجلس الأمن (الماسورة) رقم (2046) وحاولوا (سمكرته) والترويج له، هم الذين اليوم يروجون للانبطاح أمام "عرمان" و"عقار" و"الحلو" بدعوى أن السلام معقود على نواصي أولئك المتمردين.. ماذا يقول أولئك في كلام د."كمال عبيد"، رئيس وفد الحكومة للمفاوضات مع الحركة الشعبية (قطاع الشمال)؟.. "عبيد" يقول بعد أن حط رحاله في أديس أن هذا (القطاع) غير جاد وليس لديه رغبة في الوصول إلى سلام واستقرار.. الورقة التفاوضية للقطاع الذي عمل له الانبطاحيون (شنّة ورنّة) تتضمن (15%) فقط عن مشاكل النيل الأزرق وجنوب كردفان المزعومة، بينما تتحدث بنسبة (85%) عن العلاقة بين الشمال والجنوب.. "كمال عبيد" المحبط يقول إن الحركة تريد إنتاج (نيفاشا) ثانية، مستغلة قضايا أهل جبال النوبة والنيل الأزرق!!.. الورقة التفاوضية تضمنت أيضا بشكل مدهش مطالبة بتكوين لجان لمعالجة ما ادعته مظالم مناطق دارفور، شرق السودان، (السدود)، شمال كردفان ومشروع الجزيرة؟!.. هل يريد هؤلاء سلام؟ بل هم في حاجة ماسة ليضربوا ب(...). (2) السحر أو ما يعرف ب(العمل) من الممارسات المخزية في مجتمعنا، والتي أضحت أكثر ضراوة في حاضرنا المنكوب.. انتشار مراكز العلاج بالقرآن يشير إلى وعي المجتمع بحتمية البعد عن علاج السحر بالسحر، لكن في نفس الوقت يشير هذا الانتشار إلى ازدياد هذه الممارسة غير الأخلاقية التي تنم عن نفس خبيثة.. الإسلام وقف من السحر موقفاً حاسماً، فسدّ كل طريق يؤدي إليه، وحرّم تعلمه وتعليمه وممارسته، منعاً لضرره.. فالسحر كما أخبر الله عنه طريق للفساد وسبب للضرر بين الناس، وهو فوق ذلك كله سبب للكفر بالله سبحانه والخروج عن دينه وشرعه والعياذ بالله.. عالم الجن والشياطين عالم غيبي، لا نراه ولا نسمعه، بيد أن من يتعامل مع تلك العوالم لاشك فيه خصلة تنم عن الجبن والخسة الناتجة عن سوء تربية الإنسان لنفسه.. فهذا العالم يشكل العدو الخفي والأشد ضراوة على الانسان، فهو لا يفتأ يفسد أخلاقه وعقيدته، ويورث بينهم العداوة والبغضاء، لذلك فلا غرو أن تتواتر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في بيان خطر هذا العدو، وسبل إضلاله وإفساده، حتى يحذره الناس، ويكونوا في مأمن من مكره وشره.. رغم تفاقم المشكلة، إلا أن حركة التثقيف والتوجيه لا تتناسب مع يقتضيه من معالجة وحماية للمجتمع. فالمسؤولية مشتركة بين وزارتي الإرشاد والرعاية الاجتماعية فضلاً على دور منظمات المجتمع المدني. (3) قناة الجزيرة الفضائية أداة سياسية بامتياز.. نموذج الثورة في مصر يؤكد الدور المفصلي الذي قامت به القناة.. البعض يستغرب كيف أن دولة مستصغرة مثل قطر استطاعت أن تحدث عبر الجزيرة تغييراً دراماتيكياً في مصر.. كان النقل المباشر على مدار الساعة لأحداث ميدان التحرير وقوداً حيوياً للتحريض على الثورة، وليس النقل فحسب، وإنما كانت طريقة المعالجة والشعارات المطروحة بين ثنايا برامجها ونشراتها تدفع بقوة نحو التغيير. ففي الوقت الذي كانت تركز فيه قناة العربية على صور (التخريب) واستخدام مصطلح (البلطجية) على المتظاهرين كانت الجزيرة تركز على صور القتلى والجرحى في المستشفيات.. قناعتي أن قناة الجزيرة مشروع سياسي بالدرجة الأولى، قبل أن يكون إعلامياً.. لقد أظهرت (الجزيرة) قطر باعتبارها الدولة الأبرز سياسياً من بين الدول العربية على الأقل.. بمعالجات إخبارية ذكية حققت (الجزيرة) لقطر الكثير من الاحترام والتقدير.. "توماس فريدمان" أحد أشهر الكتاب الأمريكيين بصحيفة نيويورك تايمز يقول: (إن قناة الجزيرة لا تمثّل فقط ظاهرة إعلامية في العالم العربي منذ ظهور التلفزيون بل هي تُعد أكبر ظاهرة سياسية). • آخر الكلام: مازلتُ أوقِدُ غربةً، بطريقتي** أصحو، فتوقَدُ وحشةُ الغرباءِ