الإعلان عن التحضير لعقد المؤتمر العام لحزب الأمة يجدد سؤال الخلافة والتوريث * الفريق "صديق": ليس صحيحاً أن "عبد الرحمن" يجري إعداده ليخلف والده * "برمة ناصر": "مبارك الفاضل" ليس عضواً بالحزب ولا يحق له الترشح لرئاسته ! الخرطوم محمد جمال قندول أثارت تصريحات نائب رئيس حزب الأمة الفريق "صديق إسماعيل" ل(المجهر) في الأيام الماضية، عن شروعهم في التحضير لتكوين لجنة عليا لقيام المؤتمر العام، الكثير من التساؤلات التي أعادت مستقبل حزب الأمة إلى الواجهة مجدداً، خاصة في ظل عدم وجود من يخلف "الصادق المهدي" بصورة متفق عليها داخل الكيان الأنصاري العتيق. ويعيش حزب الأمة القومي حالة من عدم الاستقرار السياسي بوجود رئيسه "الصادق المهدي" خارج البلاد لأكثر من عام ونصف العام، منذ أن وقع على وثيقة نداء السودان في العاصمة الفرنسية "باريس"، مع مكونات الجبهة الثورية وعدد من القوى السياسية، بالإضافة إلى وجود خلافات أدت إلى انشقاق قيادات رفيعة وتكوينها لأحزاب أخرى، أبرزها "مبارك الفاضل المهدي" و"بابكر نهار" و"عبد الله مسار". أحد أهم الأسئلة التي تطرح نفسها من خلال الإعلان عن تكوين لجنة عليا لقيام مؤتمر الحزب العام يتعلق بالخلافة، بما إذا كان هنالك بديل للصادق المهدي سيخلفه على رئاسة الحزب، سواء قرر التنحي، طوعاً، لدواعي التجديد وإتاحة الفرصة لقيادات شابة، أو لم يعد بمقدوره القيام بأعمال القيادة وأعبائها بحكم عامل التقدم في السن، أم أنه سيقرر الاستمرار؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة حال قرر التنحي، ومن هم الأشخاص المحتملون لخلافته، وغير ذلك من الأسئلة . إعلان تشكيل لجنة عليا وبحسب الفريق "صديق إسماعيل" نائب رئيس حزب الأمة القومي، فإن هنالك خطوات حقيقية قد بدأت لتشكيل لجنة عليا لقيام المؤتمر العام، وتحديد تاريخه. وأضاف خلال حديث مع (المجهر) أنها قامت بخطوات في هذا الأمر، وقال إن الإمام "المهدي" لا يمانع بأن يكون هنالك مؤتمر عام، يأتي برئيس منتخب، خاصة وأن قيادات كثيرة داخل الأمة تستطيع أن تتولى منصب الرئاسة في الحزب. وأضاف الفريق "صديق" بأن "مبارك الفاضل المهدي" بإمكانه أن يترشح لرئاسة الحزب حال عاد للحزب، والتزم بدستوره، مشيراً إلى أن ما راج عن تسمية مساعد رئيس الجمهورية "عبد الرحمن الصادق المهدي"، لإعداده ليكون رئيساً للحزب خلفاً لوالده غير صحيح، ولم يحسم. وقال إن اختيار رئيس الحزب أمر يرجع لعضوية المؤتمر العام الذي يختار رئيسه، مشيراً إلى أن هنالك خطوات جادة تمضي في تشكيل لجنة عليا للمؤتمر العام ولم يحسم بعد من يكون ضمن أعضائها. توريث زعامة الحزب المحلل السياسي د."صلاح الدومة" يرى بأن القيادات الموجودة حالياً داخل كيان حزب الأمة جميعها ليست بمكانة وخبرة الإمام "الصادق"، ولا تتمتع بكاريزمته القيادية، وليست جديرة بأن تكون خليفة له خاصة وأن الرجل اكتسب مقدرات سياسية عالية من خلال ممارسته للسياسة لسنوات طويلة. ويضيف د."صلاح" بأن هنالك نية مبيتة داخل الحزب لتوريث زعامة الحزب لأبناء "الصادق المهدي"، حال قضت الظروف بتنحيه أو الإتيان برئيس جديد مستذكراً بتنصيب ابنته "مريم الصادق" كنائبة للرئيس، واستنكار عدد كبير من الأنصار بأن تكون إمامة عليهم. ولا يستبعد "صلاح" استقدام مساعد رئيس الجمهورية الحالي ونجل "الصادق" "عبد الرحمن" ليكون رئيساً لحزب الأمة، وذلك من خلال تلميع والده له ورضا الحزب الحاكم عنه، ولكنه عاد وأشار إلى أنه لا يمكن أن يكون بذات الكاريزما التي ظل ويظل يتمتع بها الإمام "الصادق". ويرى "الدومة" بأن "مبارك الفاضل" هو رجل يمتلك خبرة عالية بالسياسة، ولكنه في ذات الوقت سياسي تقليدي وغير مبدع في ذاته. ويختتم "الدومة" حديثه بأنه حال تنحي "الصادق" أو فكر في ذلك فإن هنالك عواصف من الخلافات ستهدم استقرار الحزب، لأن الجميع حينها سيطمعون في خلافة "المهدي" في رئاسة أحد أعرق الأحزاب السياسية . رئاسة الحزب أزمة حقيقية .! وبحسب خبراء سياسيين فإن رئاسة الحزب ستشكل أزمة حقيقية ستجر معها عاصفة من الخلافات مستقبلاً لحزب الأمة القومي، خاصة في ظل عدم وجود خليفة متفق عليه من قبل الأنصار. أما استبعاد إمكانية تولي "مريم" رئاسة الحزب رغم محاولات "الصادق المهدي" لإيجاد مساحات لابنته "مريم" بالعمل السياسي داخل كابينة القيادة، فإنها محاولات ليست ذات جدوى، وذلك لطبيعة الأحزاب التقليدية مثل أحزاب الاتحاديين والأنصار الذين يرفضون مجرد التفكير -ناهيك عن التنفيذ - بأن تكون هنالك امرأة تتزعمهم وتكون رئيسة عليهم. لذلك فإن هنالك شخصيتين فقط ستتنافسان على الرئاسة بديلاً للصادق المهدي وهما ابنه "عبد الرحمن المهدي" والذي يشغل حالياً منصب مساعد الرئيس كممثل لواحدة من أكبر الطوائف بالبلاد داخل القصر، ويتدرب من خلال هذا المنصب على أن يترأس الحزب مستقبلاً من خلال تلميعه وتأهيله جيداً، والمرشح الآخر هو "مبارك الفاضل المهدي" كونه قيادياً يمتلك خبرة كبيرة بالعمل السياسي بالإضافة إلى أنه من "آل المهدي" وهي واحدة من أهم الشروط الضرورية للترشيح لقيادة حزب مثل الأمة الذي تهيمن عليه أسرة "المهدي" التي تدين لها طائفة الأنصار بالولاء. هناك أيضاً، "الصديق الصادق المهدي"، غير أنه لا يبدي أي طموح سياسي، وكذلك "بشرى". غير أن الفريق "صديق إسماعيل" استبعد في أكثر من سانحة بأن تكون هنالك نية لتوريث القيادة ل آل المهدي. وقال في حوار سابق مع (المجهر) بأن أمر اختيار رئيس لحزب الأمة القومي يقرره المؤتمر العام للحزب، وبشكل ديمقراطي، عن طريق الانتخاب. حديث "صديق" ينفي تلك التكهنات التي تتحدث عن خلافات كبيرة داخل كيان الأنصار غير مرئية للإعلام، حول من يكون خليفة الإمام "الصادق" على مستوى الحزب، الذي يرأسه منذ أكثر من أربعة عقود. خاصة، وأن الرجل بلغ من العمر 83 عاماً، الى جانب المتغيرات الحالية للساحة السياسية، والتي قد تتطلب تجديداً في الحزب وأجهزته القيادية . مرتكزات المؤتمر العام في وقت أكد فيه نائب رئيس حزب الأمة القومي اللواء (م) "فضل الله برمة ناصر" في حديث ل(المجهر) صحة ما ذهب إليه الفريق "صديق"، أكد بأن هنالك خطوات تجري هذه الأيام لتشكيل لجنة عليا لقيام المؤتمر العام. واعتبر أن الأمر ليس سهلاً ويتطلب وقتاً للتجهيز وعقد المؤتمرات القاعدية، مشيراً إلى أن رئاسة الحزب ستقرره مؤسسات المؤتمر العام للحزب. واعتبر "برمة" بأن "مبارك الفاضل" لا يحق له الترشح، لأنه ليس عضواً بالحزب ويمارس نشاطاته السياسة خارجه. ونفى "برمة" في الوقت ذاته بأن تكون هنالك أي نية لتوريث أبناء "الصادق" خلافته برئاسة الحزب. وقال إن المؤتمر العام للحزب يقرر إجازة الدستور واختيار رئيسه بكل ديمقراطية.