(1) ما زال البعض يعمل على (تسطيح) فكرة رفض التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال.. يقول البعض إن الحكومة ارتضت التفاوض مع سلفاكير وباقان أموم ومن قبل جون قرنق، فلماذا يتم رفض التفاوض مع ياسر عرمان ومالك عقار وعبد العزيز الحلو؟.. سلفا وباقان يمثلون دولة أجنبية، بينما عرمان وصحبه يريدون أن يفاوضوا لأجل دولة داخل دولة.. تمرد النيل الأزرق وجنوب كردفان بسبب الالتفاف على اتفاقية السلام الذي سمي (شاملاً) زوراً وبهتاناً.. عرمان وصحبه رفضوا تنفيذ شق الترتيبات الأمنية في تلك الاتفاقية التي قيل لنا إنها محاطة ب(سياج) الرعاية الدولية.. أولئك تمردوا على اتفاقية دولية؛ فكيف لنا أن نضمن التزامهم بأي اتفاق جديد؟.. لماذا يتغاضى البعض عن حقيقة أن قطاع الشمال يريد أن يفرض رؤاه السياسية لأنه يحمل السلاح، مميزاً نفسه عن بقية القوى السياسية؟!.. ألا يكفي التفاوض مع باقان أموم عوضاً عن عرمان وصحبه؟.. هل هناك من يستطيع نفي أي صلة أو ارتباط لقطاع الشمال بالحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب؟!.. أولئك الكتاب دعاة الحرية والديمقراطية ربما اعتقدوا أن عرمان وصحبه ديمقراطيون ودعاة حرية.. العقيدة الشيوعية لياسر عرمان لا تقبل الديمقراطية ولا الحرية.. هل تذكرون تلك الوثيقة السّرية التي كتبها منصور خالد المستشار السياسي ومفكر الحركة الشعبية حينها.. المناسبة كانت ترشيح عرمان لرئاسة الجمهورية في آخر انتخابات في (2010).. الوثيقة السّرية جداً تضمنت تحليلاً للموقف الدعائي للمرشح ياسر عرمان وأكدت أن الرجل بضاعة انتخابية مزجاة وفرس رهان خاسر.. منصور خالد أشار في تلك الوثيقة بلغة شيخ القرية الحكيم الذي يرى نذر الشّر تتطاير في الأفق، وهو يقول إن عرمان مصنف شيوعياً.. ويمضي الرجل محذراً من أن وصف عضوية عرمان في الحركة بأنها تتبع للحزب الشيوعي كونت صورة لدى أذهان الناس خاصة وأن الشماليين محافظون.
(2) اليوم كل الصحفيين الغبش مدعوون لإفطارهم السنوي.. إفطار ليس مخملياً ولا خاص برؤساء التحرير وأصحابهم من علية القوم، الوزير الفلاني والمسؤول العلاني حيث الدعوة خاصة ومحدودة لا يقربها صغار الصحفيين وعامتهم.. حال اتحاد الصحفيين - رغم ملاحظات البعض - أفضل من حال الشاعر حين قال: (فإن تدنُ منك مودتي)، لأنه قال في الشطر الثاني: "وإن تنأ عني تلقني عنك نائيا".. فالاتحاد قريب من قاعدته سواء دنا منه البعض أو نأى عنه.. إفطارات السنوات الماضية شهدت حضوراً أنيقاً وكثيفاً ضاقت به الجنبات.. في تقديري الشخصي أن ذلك الحضور وكذلك حضور اليوم بإذن الله استفتاء وتأييد للاتحاد الذي قدم الكثير من الإنجازات والخدمات التي لا ينكرها إلا كل عُتلٍ جواظ مُستكبر.. لم يعد ما يجمع الصحفيين القلم والقرطاس فحسب، بل أضحى ظل الإسكان والتأمين الصحي يجمعهم ويروي ظمأهم للاستقرار والطمأنينة.. لقد أصبح هذا الإفطار منتدىً سنوياً يلتقي فيه زملاء المهنة، هذه المهنة الصعبة فضلاً عن عنتها وكبدها تضع الصحفيين في احتجاز قسري يمنعهم التواصل والتلاقي.. عشرات من الزملاء يلتقون في هذا الإفطار حيث يكون العناق عميقاً والدفء بديعاً فيزيل كثيراً من رهق العمل ومكابدة الأخبار والتقارير.. (سوداني) شركة وطنية بامتياز ترعى اليوم هذا الإفطار فلهم كل التجلة والثناء.. والشكر موصول كذلك لإدارة نادي الضباط. • آخر الكلام: يأتي إفطار هذا العام وزملاء صحفيون معتقلون على خلفية قضية الصحفية المصرية (شيماء عادل) التي احتواها الرئيس المصري (مرسي) بحنان وسلمها لذويها.. من يحتوي الزميلين محمد الأسباط ومروة التيجاني اللذين ما زالا معتقلين يكابدان وحشة الاعتقال.. نحن نناشد رئيس الجمهورية ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني إطلاق سراح الزميلين العزيزين.. قلبي أيضاً مع الزملاء في صحيفة (التيار) الموقوفة أو المعلقة أو المصادرة لا أدري.. إنها محنة كبيرة.. إنها مهنة المتاعب.