قبل عدة سنوات وقعت في ورطة المطاعم اليابانية، وقبلها كنت أتجنب أي شيء ياباني، لأنه حسب تصوري أن كل شيء قادم من اليابان (ترانسستور ) صغير، فالشعب الياباني في المطلق أجسامهم ضئيلة طبعاً إذا استثنينا مصارعي (السومو) ذوو الأجساد الضخمة ، كما أن عيون اليابانيين ضيقة مثل نظرائهم الشعوب الصفراء في جنوب شرقي آسيا، وكما أن كل الصناعات اليابانية صغيرة، كذلك أطباق الطعام لديهم هي الأخرى قليلة وغير مشبعة للناس ( الفجعانين) زي حالاتي، أما مساكنهم فيقال أن هناك غرفاً صغيرة مثل علب الكبريت بالكاد تكفي الشخص الواحد، المهم حكايتي كانت مع المطعم الياباني ، وطيلة حياتي أخاف من الاقتراب من هذا المطعم رقم حبي للتجريب والمغامرة ، لأن المطعم الياباني في أي مكان في العالم يعتبر الأغلى من نوعه، وهم يتعزون بوجباتهم وخصوصاً (السوشي والتمبورا) وغيرهما من الوجبات ، المهم في إحدى الليالي داهمني بعض الأصدقاء الأعزاء جداً فبحثت عن قائمة المطاعم التي تفتح أبوابها حتى ساعة متأخرة من الليل، فلم أجد سوى بضعة منها، ومن هذه الأماكن مطعم (تمبورا) الياباني الذي اعتدت المرور بقربه مرور الكرام، وحينما استقبلت الضيوف في المطار (طلعت) بهم طوالي على مطعم (تمبورا)، وبعد استقبال حافل من العاملين في المطعم وانحناءات ( للحمامة ) أقصد انحناءات على الطريقة الشرقية، جلست والضيوف فطلبنا قائمة الطعام، فطلب كل ضيف طبقه أما صاحبكم العبد لله فأخذ يبحلق في القائمة، وأخيراً طلبت طبق (تمبورا) وكنت أظن أن مكونات الطبق من الجمبري وشرائح التونة التي يحبها أهل اليابان، ولكن حينما وضع (الجرسون) الطبق أمامي كان عبارة عن شوربة في (كورية) صغيرة وفي الشوربة كانت تعوم حبات صغيرة من الجمبري، فقلت في نفسي والله ناس اليابان ناس كرماء يقدمون أولاً الشوربة قبل تقديم المحمر والمشمر، ولكن خاب ظني حينما عرفت أن طبق (التمبورا) الذي يبلغ سعره أكثر من (30) دولار - أي والله - ثلاثون دولاراً هو كل الوجبة، فكتمت غيظي وحقدت على أهل اليابان، وبعدها أعلنت مقاطعتي لكل ما هو ياباني حتى الأجهزة الكهربائية اليابانية فقدت بريقها عندي، ولكن في النهاية اكتشفت أنني غلطان وستين غلطان، فالأجهزة اليابانية رغم أنها الأغلى من نوعها، إلا أنها تمثل قمة في دقة التصنيع وبمقارنة تلفزيون من نفس الماركة مصنوع أحدهما في الصين والآخر في اليابان، نجد أن السلعة اليابانية تعمر بينما نظيرتها الصينية تنكسر من قولة تيت تاني تجي الحفلة قال صيني قال.