مبطلاتٌ أخرى ....! مصطفى أبوالعزائم أفسح مساحة زاوية "بعدٌ..مسافة" اليوم لمقال جميل يستوقف من يقرأه بعث به إلينا وإلى قراء هذه الزاوية الشيخ الأستاذ "مبارك الكودة" من مهجره الاختياري، ولا نريد إفساد المقال بالشرح والتفسير..بل ندفع به كاملاً مع ترك الحكم للقارئ الكريم مع دعواتنا للجميع في هذا اليوم العظيم . هنالك أيضاً مبطلات أخرى
الزيدية مذهب شيعي لا يختلف عن مذاهب أهل السنة والجماعة اختلافاً جوهرياً مثل بعض مذاهب التشيع الأخرى، فهم متفقون معنا تقريباً بشكل تام في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة في الفروع وعندهم مثلاً من مبطلات الوضوء النميمة والغيبة باعتبارهما نجاسة معنوية بينما نظن ( نحن) أهل السنة والجماعة أنهما لا يبطلان الوضوء، لأنهما لم يُدوّنا في قانون ( مبطلات الوضوء) والذي لوقت قريب كنت أظنه قانوناً لا يحتاج إلى أي إضافة أو حذف باعتباره قولاً فصلاً ، بينما دوّن القانون السني خروج الريح كواحدة من مبطلات الوضوء ، والمعلوم بالضرورة عند السنيين وعند الزيديين افتراض الحس والمعنى، وإذا نظرنا للنميمة والغيبة من الناحية المعنوية مقارنة بخروج الريح فإن نجاستهما لا تعادلها نجاسة، إذ يقول المولى عز وجل واصفاً من يغتب ويمشي بالنميمة بين الناس كالذي يأكل لحم أخيه ميتاً ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا. وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيم ) ويقول : ( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) 0 قال بعض العارفين: ورد في هذه الآيات ذِكر النَّمَّام بأبشع صوره حيث إنه كثير الحلف لعِلمه بكذبه وهو كذلك مَهين لا يَحترم نفسَه ومعنى ﴿هَمَّازٍ﴾ يمشي بين الناس بما يُفسِد قلوبهم وعلاقاتهم، أما قوله: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ فهو الفاحش اللئيم أو الغليظ الجاف. ومن نِعْم الله على عباده ثورة الاتصالات الهائلة التي ربطت العالم ومثال لهذه الثورة وسيلة التواصل الشعبية الواسعة في العدد والمساحة (الواتس آب) فيمكن لمجموعة من الناس منتشرون في كل بقاع الدنيا أرضاً وبحراً وجواً يتم بينهم تواصل حي بالكلمة المكتوبة والصوت المسموع والصورة المتحركة، وهذا بلا شك نعيمٌ نحن عنه مساءلون ولتُسألن يومئذٍ عن النعيم ) (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا). هذه الثورة (النعمة) ينبغي أن تُسخر لصالح مشروع الرسالة الخاتمة ، الرسالة العالمية ( وما أرسلناك إلا كافة للعالمين ) وبهذه الوسائط نضع اللبنة التي هي رسالة المصطفى ( إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بِنَاءً فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يطوفون بِهِ فَيَقُولُونَ : مَا رَأَيْنَا بِنَاءً أَحْسَنَ مِنْ هَذَا إِلا مَوْضِعَ هَذِهِ اللَّبِنَةِ ، أَلا وَكُنْتُ أَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةَ) وهذه اللبنة التي تحتاجها الإنسانية اليوم أجملها (ص) في حديثه (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ومن مكارم الأخلاق كثيراً عن المعنى اللغوي، فمعنى الغيبة شرعاً هو ذِكرُ المؤمن حال غيابه بما فيه ومما يكرهه من الأوصاف الموجودة في خِلقَته أو خُلُقِه، أو ذِكرُ ما يتعلق به من القوم والعشيرة واللون واللباس والمهنة وغيرها من الأمور لدى غيره من الناس، مما يُعَّدُ تنقيصاً له ولشأنه ومكانته، وتتحقق الغِيبَة بذِكْرِهِ بالكلام والكتابة والإشارة وغيرها، كنشر صوته، أو صورته، أو وثائقه الخاصة به، رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: (دَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ، فَلَمَّا وَلَّتْ أَوْمَأْتُ بِيَدِي إشارة إلى أنها قصيرة فَقَالَ (ص) اغْتَبْتِيهَا كما قال: لا يدخل الجنة نمام. والحمد لله القائل: ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) مبارك الكودة أوستن / 11/4/2017م مصحح- أحمد