التقى أمير دولة قطر الدوحة وكالات التقى رئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" بفندق شيراتون بالدوحة أمس (الأحد)، بأمير دولة قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، وذلك على هامش انعقاد منتدى الدوحة السابع عشر. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية وآفاق تطويرها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة أبرز الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المنتدى. وحضر اللقاء عدد من المسؤولين بالدولتين، فيما التقى رئيس الجمهورية على هامش منتدى الدوحة السابع عشر، الشيخ "عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني" رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري، بحضور "أحمد بن عبد الله آل محمود" نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء القطري، حيث تمت مناقشة العلاقات الثنائية. وقال وزير الخارجية بروفيسور "إبراهيم غندور" في تصريح صحفي عقب اللقاء إن رئيس الوزراء القطري أكد أن قطر ستستمر في دعم السودان لتجاوز ظروفه الحالية. وأشار "غندور" إلى أن رئيس الجمهورية قدم شكره لقطر قيادة وشعباً على استضافة اتفاقية الدوحة والتي أدت إلى سلام دارفور. إلى ذلك قال رئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمنتدى قطر ال(17) بفندق شيراتون الدوحة أمس (الأحد)، إن عدد اللاجئين في البلاد تجاوز المليوني لاجئ وطالب لجوء، يتمتعون بكامل حقوقهم مثل حقوق المواطن نفسه، لافتاً إلى أن السودان هو أول دولة تسن قانوناً لتنظيم اللجوء مذ عام 1974. وأوضح "البشير" أن بلاده اتبعت ذلك بقوانين مماثلة عامي 2014 و2015، خاصة بمكافحة الاتجار بالبشر الذي يستهدف هذه الفئات الهشة، واعتبر تجربة السودان في هذا المجال رائدة بمعنى الكلمة، سيما وأنه تتاح للاجئين بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، فرصة الاعتماد على أنفسهم، فضلاً عن تنفيذ برامج للعودة الطوعية أو إعادة توطينهم في دول أخرى، وقال "البشير" إن الأعداد الكبيرة لظاهرة اللجوء في العالم، حيث وصل عدد اللاجئين اليوم نحو ربع مليار شخص، لها أثرها الواضح على استقرار المجتمعات وتنميتها في الدول المصدرة والمستقبلة لهم، وأضاف "البشير" "أن قضية اللجوء أصبحت اليوم من أهم القضايا على الساحة العالمية، واجتماعنا هنا يدل على حجم هذه الظاهرة التي تلازم الإنسان منذ فجر التاريخ"، وأكد أن استقبال السودان لأعداد هائلة وكبيرة من اللاجئين، ينبع من إيمانه الراسخ بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتقاليد أهله وبقناعات راسخة منه، في ظل ظروفه التي يتقاسم فيها موارده المتاحة مع اللاجئين إليه، وشدد على أن ذلك يأتي التزاماً بالمواثيق والقوانين الدولية الخاصة باللاجئين التي ظل ملتزماً بها لنحو نصف قرن من الزمان وحتى الآن جراء الأزمات في عدد من الدول المجاورة، ونوه لاهتمام منتدى الدوحة بقضايا الأمن والاستقرار في العالم وسعيه نحو إيجاد الحلول الفكرية والعلمية لها. وأعرب الرئيس عن الشكر الجزيل للدول الشقيقة التي تتعامل مع السودان في قضية اللاجئين وتقديم العون والمساعدة لهم، وقال إن دولة قطر الشقيقة تأتي في مقدمة هذه الدول، وأشاد الرئيس بدور الدوحة الرائد والمقدر في تحقيق السلام والاستقرار في دارفور عبر وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، مشدداً على أن إسهامات قطر في هذا المجال لا تخطئها عين، وهو ما أنهى الأزمة و"إفرازاتها" على الصعيد الداخلي والخارجي. واستعرض السبل الكفيلة للقضاء على مشاكل وظاهرة اللجوء والهجرة غير القانونية، ومن ذلك تحقيق الاستقرار والتنمية في الدول المصدرة لهم ومعالجة الأزمات ذات الصلة من جذورها، وطالب "البشير" المجتمع الدولي للقيام بدوره الإنساني في تقديم العون لهذه الفئة ومعالجة جذور الأزمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، مؤكداً أن السودان سيتعاون مع كل جهد إنساني يسعى لهذا الغرض.