مسلسل الفوضى!! ا م وضاح التصريحات المفاجئة والصادمة التي أدلى بها وزير الإعلام "أحمد بلال" أمس الأول، أكدت صدق ما ظللنا نقوله أكثر من مرة، إننا لسنا دولة مؤسسات وإن خطابنا السياسي والإعلامي ملئ بالتخبط والهرجلة وسوء التفكير والتنفيذ، والسيد "بلال" لا أظنه كانت تنقصه الحصافة أو الكياسة أو الدبلوماسية في أن ينأى بنفسه عن الدخول في هذا المأزق وهذا الفخ الذي أوقع نفسه فيه، ليس بدهاء من الآخرين ولكن للأسف بسوء تقدير وتسرع لا يليق برجل يجلس على سدة أهم وزارة، إلا إن كان للسادة في الحكومة رأي آخر وفهم فوق مستوى الفهم الطبيعي ودكتور "بلال" هذه ليست أول مرة يدخل فيها الموقف الرسمي في (حيص بيص) وقد سبق له أيام وجود الرئيس بجنوب أفريقيا ومطالبات الجنائية لها بالغدر به أن صرح بتصريحات متسرعة ومتضاربة عن وصول طائرة الرئيس، منحت الموقف كله قدراً من الضبابية والشك والريبة حتى انقشع الأمر بوصول الرئيس إلى مطار الخرطوم سالماً غانماً. الآن يطبظا وزير الإعلام بحديث ما عنده أي لازمة في وقت صعب وخطير التزم فيه السودان بموقف حيادي مسؤول من الأزمة الخليجية، بحديثه هذا سيجعل الحكومة مضطرة أن تقول ما لم يكن مطلوباً منها أن تقوله من قبل، ومش كده وبس الرجل طبظا مع أثيوبيا وقال حديثاً يسر الجانب المصري الذي سوق له في معظم برامج التووك شو أمس، ناسياً أنه لا يتحدث في (قعدة عرب) وإنما لقاء صحفي لا تفوت عن حاضريه شاردة أو واردة، وكل ما يقال قابل للتفسير والتحليل والرجل كفاهم عن كل ذلك وفك آخره على بلاطة. لكل ذلك أقول إن حديث "بلال" غير المسؤول هو عينة من فشل كثير من المسؤولين الوزراء في ما يليهم من مسؤوليات، فقط "بلال" قدره أن يفضحه منطوق لسانه، لأن الملفات التي تليه مكانها الهواء الطلق أمام الكاميرات والمايكرفونات والآخرون ملفاتهم مدسوسة ومستورة وغير متاحة إلا لمن بحث ونقب وفتش وراءها، فيا حكومتنا الموقرة لا أظن أن تصريح "بلال" هو تصريح عابر لا يستحق الوقوف عنده، ولو كنا بالفعل دولة ذات مؤسسات ومرجعيات، فإن (هترشة) "بلال" كافية لإعفائه من المنصب الوزاري اللهم إلا إن كان الرجل تقويه صفته الحزبية وتبقيه المحاصصة التي هي أشد بؤساً من التمكين الودانا في ستمائة داهية. }كلمة عزيزة لا أتخيل أن الهوان وصل بنا للحد الذي تتجرأ فيه قناة فضائية باستيضاح رئيس الوزراء السوداني شخصياً عن تصريحات أحد الوزراء كما فعل مكتب الجزيرة وهو يطلب استيضاحاً من مكتب الفريق أول ركن "بكري" عن حديث وزير الإعلام الذي يخص قناة الجزيرة التي يبدو أنها مركبة ماكينة حكومة على الأقل لحكومة السودان، لأنها لا تتجرأ أن تفعل ذلك في أي بلد من بلاد العالم، ويكفي أن مراسليها في مصر القريبة دي تعرضوا للاعتقال ولم تفعل أكثر من التنديد والشجب، لكن الجزيرة التي يبدو أنها صدقت وهم أنها من صنعت الربيع العربي، فاتت حدودها بهذا الاستيضاح الذي تعدى كل الخطوط الحمراء للبروتوكول والعرف والتقاليد الرسمية، وخاطبت عبر مدير مكتبها رئيس مجلس الوزراء شخصياً، لكن تستاهلوا لأن الكبكبة والرجفة التي وجدها "أحمد منصور" في زيارته للسودان، والبجاحة التي كانت عنوان حواره مع الرئيس، كافية أن تضخم من القناة، لتظن نفسها راس براس مع رئيس الوزراء. }كلمة أعز "أحمد بلال" نكر حديثه حطب الذي أدلى به سابقاً عن رئيس مصر وجامل للأسف المصريين على حساب شعبه ونفسه وهيبة المنصب الذي يتقلده.