وصل الحال بالمجلس القومي لمجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية أن أصبح مثار (استخفاف) و(تندر)، فهو محل اتهام على الدوام بالضعف والسلبية تجاه اختصاصاته.. فوضى التحريض والسباب والسجال البذيء في بعض الصحف الرياضية، أثار النسر الجريح محاولاً الرفض في زمن التصاغر.. غضبة متأخرة جداً وصيحة غير مدوية في وادي الصمت أطلقها البروفيسور "علي شمو" رئيس المجلس ضد عدد من الصحف الرياضية.. كاد السّفح يُمِت شعور النسر الجريح، ويوهِن كبرياءَه.. غضبة البروف ذكرتني بقصيدة خالدة للشاعر السوري الراحل "عمر أبو ريشة" يقول في مطلعها: أصبح السفح ملعبًا للنسور**فاغضبي يا ذرى الجبال وثوري غضب "شمو" جاء بعد حالات الشحن التي مارستها بعض الصحف الرياضية خلال الأيام التي سبقت آخر مباراة بين العملاقين "الهلال" والمريخ".. لولا أن لطف الله ورحمته التي حالت دون أن تتحول تلك المباراة إلى أسوأ احداث عنف رياضي يشهده السودان.. كادت أن تتكرر أحداث استاد بورسعيد في مصر مطلع هذا العام، حين لقي أكثر من سبعين شخص مصرعهم وإصابة أكثر من ألف في أحداث اللقاء الدامي بين فريق "البورسعيدي" و"الأهلي".. الشحن جعل جماهير بورسعيدية تندفع غاضبة نحو الملعب وتجاه مدرجات جمهور "الأهلي" وحدث ما حدث. في الحوار الذي أجرته "السوداني" مع النسر الجريح البروف "شمو" يقول: (بعض الصحف الرياضية لا يشير محتواه لأي شيء رياضي بل تجدها موغلة في الشتائم بلغة واسلوب غير محترم واهتمامات شخصية وأحياناً تنشر بها أشياء لا يمكن قراءتها، وفي بعض الأحيان لا نستطيع أن نقرأ مخالفتها في اجتماعات المجلس خاصة في ظل وجود أعضاء من النساء، فنمررها مكتوبة، وقد ظللنا طوال الفترة الماضية نحاول أن نخيف الصحف).. إخافة "شمو" والمجلس للصحف المتفلتة لم تنجح والسبب حسب "شمو": (العقوبات التي لدينا محدودة جداً، فهي لا تتعدى التوبيخ والإنذار والنشر والإيقاف لمدة لا تتجاوز الثلاثة أيام، وحتى هذه قابلة للطعن أمام المحكمة، وهذا كله فعلناه).. يقول النسر الجريح: (بعد فشل كل محاولات الإصلاح كان لزاماً علينا كمسؤولين اتخاذ خطوة أخرى عبر الذهاب للمحكمة وإحالة الصحف والصحفيين المتورطين إلى المحاكم المختصة وفقا للمادة (35) من قانون الصحافة والمطبوعات الصحفية، والتي تنص على سحب السجل الصحفي للصحفيين وإيقاف الصدور للإصدارات الصحفية وفقاً لما تقرره المحكمة المختصة بناءً على طلب المجلس).. إذن لسان حال "شمو" يقول مهدداً متمثلاً قول "أبو ريشة": إنّ للجرح صيحةً فابعثيها**في سماع الدنا فحيح سعير لملمي يا ذرى الجبال بقايا النسر**وارمي بها صدور العصور خمس صحف، وثمانية صحفيين سيسطلون بنيران غضب "شمو" إلا إذا (...)،؟! والاستثناء الذي يشير إليه "شمو" هو الأجاويد والوساطات غير الحميدة.. يقول "شمو" إن سرطان الوساطات تدخل من قبل قبلَ أن تُكمل المحاكم عملها، ونقول للبروف (برضو انتو المسؤولين عن هذا الحال المايل).. المجلس هو الذي يعطي الرخصة لرؤساء التحرير وكثير منهم ضاربٌ للدف ولذا شيمة كثير من محرريهم وصحفييهم (الرقصُ).. المدهش أن البروف يوافقني في ذلك، ويعلم العلة لكن إرادة تغيير الحال غير متوفرة بل أن رؤساء التحرير الذين يكتوي من (شرهم) المجلس بل المجتمع كله قد أخذوا رخصة (رئيس تحرير) من ذات المجلس.. يقول البروف: (لو قدر لرؤساء التحرير ممارسة أدوارهم بفعالية، وهذا ينطبق على كل الصحف لانصلح الحال؛ لأن معظم هذه المخالفات ذات طابع إداري).. عندما سأله محرر (السوداني): هل يعني ذلك أن رؤساء التحرير لا يقومون بدورهم كما يجب؟، قال "شمو": (نعم إما إنهم غير قادرين على القيام بدورهم على الوجه الأكمل، أو إنهم لا يملكون وقتاً لذلك، أو إنهم متورطون في الأمر).. النسر الجريح وعدنا ب(سينات) كثيرة و(س) هي التي تسبق الفعل المرتجى فعله.. سننتظر (سينات) البروف، فقد قال الرجل ب(س) قوية: (إن مسألة ملكية الصحف ستكون محل إعادة نظر).. مضيفاً: (سيتم مراجعة العديد من الإجراءات على مستوى الملكية وسلطات المجلس خاصة فيما يتعلق بسحب اعتماد رؤساء التحرير). • آخر الكلام: انفض مولد (أديس) وأصبحنا نراقب (الكديس).