تحصلت (المجهر) على مذكرة الاختصاصيين المعنونة لوالي الخرطوم الدكتور "عبد الرحمن الخضر"، التي تطالب بإعفاء وزير الصحة بالولاية "مامون حميدة" من منصبه، بسبب ما سمَّته بالتردي المريع الذي حاق بالقطاع الصحي والخدمات العلاجية، وطالبت الوالي بالتدخل العاجل لتصحيح الأوضاع الصحية "حتى لا تكون الأمانة التي في أعناقكم يوم القيامة خزياً وندامة". وأوردت المذكرة أن القطاع الصحي شهد تدهوراً شديداً، تمثل في انعدام أبسط معينات العمل بالمرافق الصحية ما انعكس سلباً على أداء العاملين و"فقدت أرواح بريئة نتيجة انعدام الأساسيات مثل الأكسجين والخيوط الجراحية والشاش والأدوية المنقذة للحياة ولم نلمس من الإدارة الحالية أي سعي جاد لإصلاح الحال أو أي خطة للتعامل مع هذا الوضع الذي يزداد سوءاً". وقالت إن ادارة الشأن الصحي تتعامل بسياسة رزق اليوم باليوم بعدما ألغت المجالس الاستشارية للإختصاصيين، وأفادت المذكرة بوجود إحباط وسط العاملين في الحقل الصحي "فنزفت البلاد خيرة كوادرها لدول الجوار" وقالت نرجو ألا يكون التبرير هو الوضع المالي الأحسن فإن كثيراً من الذين يهاجرون والذين ينوون الهجرة يكسبون في السودان أضعاف العروض التي يتلقونها في الخارج لكنهم يذهبون فراراً بجلودهم من هذه البيئه الطاردة وبعض المغادرين اليوم كوادر كانت قد عادت من المهجر لتؤدي ضريبة الوطن فإذا بالوطن يدير ظهره لهم". وأشارت المذكرة الي غياب أي أمل للإصلاح في المدى المنظور ما يؤدي إلى تغيب المؤسسية وتسود الإشاعة ويخشى الناس على مصائرهم إن جهروا بالحق نسبة لغياب معايير الاختيار والتكليف أو الإعفاء والتشريد. وزادت "في مثل هذه الأجواء يسود المتسلقون والوصوليون ويهرب الأنقياء الأتقياء بجلودهم". وقال الاختصاصيون في مذكرتهم "نحن لا نذهب مذهب الذين اعتنقوا نظرية المؤامرة الذين يعتقدون أن قيادة صحة الخرطوم جاءت لتقطيع أوصال النظام الصحي وهدم ما كان موجوداً لتعارض ذلك مع مصالحها الخاصه أو لتصفية حساباتها مع منافسين قدامى أو جدد، لكننا نحسن الظن بهم ونقول ببساطة إنهم حاولوا الإصلاح بمفهومهم وقدراتهم وفشلوا فشلاً ذريعاً".