قال وفد الحركة الاتحادية المعارض، الذي وقع على مذكرة تفاهم مع قيادات (الجبهة الثورية) في كمبالا الأسبوع الماضي، إنه شرع في تنفيذ بنود المذكرة وأنه أجرى اتصالات مع القوى السياسية، وأطلع قوى المعارضة على بنود المذكرة التي تخضع للنقاش حالياً، وشدد على أنه يسعى للإطاحة بالنظام وفق برنامج المعارضة، وبالمقابل سخر المؤتمر الوطني الحاكم من الخطوة واعتبرها غير مقبولة للشعب السوداني ومجرد مضيعة للوقت وليس لها معنى. وكان وفد من الحركة الاتحادية بقيادة "الشريف صديق الهندي"، الدكتور "عمر عثمان"، "مواهب التوم" و "أبو الحسن فرح"، زار كمبالا الأسبوع المنصرم بدعوة من الجبهة الثورية، والتقى الوفد المجلس القيادي للجبهة الثورية ورئيس ونواب الرئيس، وبحث اللقاء الذي امتد لثلاثة أيام السبل الكفيلة بإجراء التغيير وتحقيق السلام والديمقراطية، وإعادة هيكلة بناء الدولة ووقع الوفد معها اتفاقاً للإطاحة بنظام المؤتمر الوطني. وقال القيادي في الحركة الاتحادية "أبو الحسن فرح"، في مؤتمر صحفي أمس (الثلاثاء) بدار الخريجين في أم درمان، إن المذكرة عرضت على القوى السياسية وهي تخضع للنقاش حالياً. وأضاف أن الحركة الشعبية قطاع الشمال والجبهة الثورية أبلغت الوفد بأن حل منطقتي النزاع في النيل الأزرق وجنوب كردفان، لن يحل مشكلات السودان، ورفض أن يكون الوفد وسيطاً بين الحكومة والجبهة الثورية قائلاً: (نحن لسنا وسطاء بل أصلاء مع الجبهة الثورية)، وتابع أن الاتفاق يمثل خطوة لضمان توحيد القوى السياسية الداخلية والخارجية . ونصت المذكرة، التي تلقت (المجهر) نسخة منها، بين الطرفين وفد الحركة الاتحادية والجبهة الثورية، على أن يقوم وفد الحركة الاتحادية بنقل رسالة الجبهة الثورية لتوحيد العمل المعارض لقوى الإجماع الوطني، وبقية القوى السياسية، كما نصت على شرط وضمانة تغيير النظام "الذي يتطلب اتفاقاً على برنامج سياسي بديل بين قوى المعارضة" واتفق الطرفان على تعزيز الاتصالات التي أجرتها القوى السياسية المعارضة الراغبة في إحداث التغيير الشامل، بجانب العمل على عقد اجتماع عاجل وشامل لأطراف العمل المعارض كافة. بيد أن المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني د. "بدر الدين أحمد إبراهيم" قال ل(المجهر): "إن الأجواء الموجودة حالياً في السودان، هي أجواء تصالح بعد اتفاق السلام مع دولة الجنوب"، وأضاف أن المنطق حالياً يشير إلى تعزيز الاتفاق مع الجنوب ومن ثم الالتفات إلى القضايا الداخلية. وقال إنه من حق القوى السياسية أن تطالب بتغيير النظام وفقاً للدستور والقوانين، وعليها أن تستعد للانتخابات التي لم يتبقَّ لها أكثر من عامين وأن لا تضيع وقتها في ترتيبات ليس لها معنى إلا عبر طريق صناديق الانتخابات، وشدد أن أي رؤية بخلاف ذلك تعد مضيعة للوقت، وتابع: "إن الشعب السوداني الآن روحه مع القضايا الكلية والسلام ووقف الاقتتال أكثر من التفكير في الخيارات العسكرية وتغيير النظام"