(1) قيل أن "سلفا كير" رئيس الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا، أعلن مفتخراً أنه سيدشن إعادة ضخ البترول للتصدير عبر (بورتسودان) الأسبوع المقبل؟!، لا أدري على أي أساس بنى "سلفا" ثقته في إعادة الضخ؟، هل سيضخ الرجل بتروله عبر السودان (كدا حمرة عين) أم أن مسؤولينا يضحكون علينا؟، ما نعلمه أنه لم يحدث شيء بخصوص الترتيبات الأمنية، وفشل أول اجتماعات اللجنة الأمنية العسكرية ليس في تحقيق أي تقدم فحسب، بل في تحديد موعدٍ للاجتماع المقبل، يعني لا فك ارتباط بما يعرف ب(قطاع الشمال) ولا يحزنون. الرئيس "البشير" أكد أنه بدون انفاذ الترتيبات الأمنية لا مجال لأي تعاون في أي مجال، بما في ذلك بالطبع تصدير النفط الجنوبي عبر أراضي السودان، وأكد ذات الأمر وزير النفط "عوض الجاز" أمام مجلس الولايات، يعني بالواضح (كدا) الملف الأمني أولاً، إذاً "سلفا" إما واقع تحت تأثير (أحلام زلوط)، أو أنه سيقوم بالتصدير عنوة و(حمرة عين)، أو أن اتفاق إذعان سرياً وقّع تحت الطاولة بهذا الخصوص، وهذا ما نستبعده عقلاً ومنطقاً. (2) فيما يواصل والي الخرطوم "عبد الرحمن الخضر" حله وترحاله بين العواصم العالمية، تتفاقم أزمة المواصلات داخل ولايته، وتعود بالناس الذاكرة القهقري لأيام خلت كانت فيها المواصلات معضلة المعضلات، هل فشلت الولاية تماماً في حل المشكلة؟ وماذا يفعل الوالي متنقلاً بين العواصم الخالية من أزمة المواصلات؟، سيكون أكبر فشل لولاية الخرطوم اهمالها لقضية المواصلات التي تنعكس سلباً على مجمل دولاب العمل في العاصمة، الطلاب يتأخرون عن مدارسهم، والموظفون يقضون جل ساعات العمل لاهثين في الشمس الحارقة لأجل مقعد في ذهابهم وإيابهم، عُد أيها الرجل وألزم الجابرة، وأبحث هذه المشكلة ووفر لها الحلول الجذرية لا الترقيعية. (3) الهيئة العجوز تتداعى تحت ضربات الفضائح الجنسية لقياداتها، استقالت مديرة الإعلام في هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "هيلين بودن"، غداة استقالة المدير العام "جورج انتويسل" اثر فضيحة مزدوجة متصلة بالاعتداء جنسياً على أطفال، وفق ما ذكرت الهيئة بنفسها. الهيئة العجوز التي ظلت تحدثنا سنوات وسنوات عبر العقود الماضية عن الحرية الإعلامية وقدسية الخبر والتحقيق الصحفي، تنتظر نتائج تحقيق حول الأسباب التي حملت الهيئة التابعة لوزارة الخارجية البريطانية على إلغاء تحقيق من جدول برامجها أواخر العام 2011م كان معداً لبرنامج "نيوز نايت" يتحدث فيه أشخاص هم من ضحايا "جيمي سافيل" مقدم البرامج اللامع بالهيئة، وهو متهم بالتعدي جنسياً على (300) طفل وفتى على مدى أربعة عقود، بعض منهم في مكاتب ال"بي بي سي". قرار سيادي اتخذه السودان من قبل قائم على مبررات موضوعية قضى بتعليق الاتفاقية الموقعة بين هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) والهيئة القومية للاذاعة، هذا القرار فتح باب (الردح) وذرف دموع التماسيح على حرية الإعلام في السودان، سبب التعليق قيام ال(بي.بي.سي) بأفعال تخالف نصوص الاتفاقية وانتهاك حرمة القوانين الوطنية، كيف تم ذلك؟ فهذه إجابة محيرة ومثيرة للدهشة. أسباب الإيقاف لا تتعلق إطلاقاً بالخدمة الخبرية التي تقدمها الهيئة، وإنما بعدم مراعاة قواعد ونظم العلاقات الدولية في مثل هذه الحالات، هل تصدقون أن الهيئة (المحترمة) قامت بإدخال أجهزة ومعدات بث تلفزيوني مباشر (إس إن جي) عن طريق الحقيبة الدبلوماسية للسفارة البريطانية ب(الخرطوم) بطريقة غير شرعية؟!. عندما تسمع ال(بي.بي.سي) تتحدث عن احترام القوانين الدولية، تظن أن الكون كله يعزف نشيداً. ال(بي.بي.سي) دائماً ما تدس السم في عسل تقاريرها وخدمتها الإخبارية المدثرة بالموضوعية. يصبح التوظيف السياسي للإعلام جريمة عندما تستند النوايا السياسية إلى أهداف استعمارية. إن الدعاوى الغربية باستقلالية الإعلام وحيادية الطروحات لم تعد تنطلي على الكثيرين - على الأقل المثقفين منهم - ولا يزايد على ذلك، إلا من كان متمرداً على قيمه الثقافية والحضارية. • آخر الكلام: الحركة الإسلامية تزخر بكوادر تتمتع بقدرة نفسية عالية، قادرة على تغيير كيمياء التكلس والفشل، لكن عليها أن تتقدم الصفوف.