الأخ الأستاذ / محمد كامل وعبر عمودكم المميز (كرات عكسية) ومن خلال (المجهر السياسي) الغراء،، نرجو السماح لنا بالحديث عن حدث الساعة وهو مأساة الكرة السودانية في البطولة الكونفدرالية وبعد أن تجرع الشعب السوداني الصابر والجمهور الرياضي على وجه الخصوص مرارة الخروج (الداوي) لممثلي السودان ولا نقول (قمة) الكرة السودانية من السباق نحو نهائي الكونفدرالية.. المريخ على أرضه أمام ليوبارد الكنغولي وهو يفشل في تسجيل هدف واحد كان كفيلاً لبلوغه النهائيات، والهلال بعد خروجه بطريقه دراماتيكية وهو يخسر بركلات الترجيح .. وإذا عدنا بالذاكرة للوراء قليلاً نجد أن ذات السيناريو قد تكرر بالكربون في السنوات القليلة الماضية.. انتصارات في المراحل الأولى وتضخيم وتهويل إعلامى وجماهيري كبير، ثم استباق للنتائج في الخطوة قبل المباراة النهائية وبعدها السقوط الداوي في (بحر) الهزائم.. ويحق لنا أن نطرح الأسئلة الكبيرة ؟ ما هي أسباب السقوط المتكرر ؟ لماذا دائماً نعيد إنتاج الأزمة ونفشل في الوصول للغايات الكبرى ؟ ماذا يعني إرساء (أدب) الشماتة وثقافة التغني الإعلامي والجماهيري لخروج هذا الفريق أو ذاك وهو يلعب باسم السودان؟ * يبدو أننا نمارس خداع النفس وتضخيم الذات فقد علمتنا التجارب أن اللاعب السوداني (هش) التكوين وثقافته الكروية ضعيفة وتتدنى لديه اللياقة الذهنية للدرجة التي تجعله لا يقوى على الصمود في المواجهات الحاسمة، ومن هنا فإن هناك حاجة ماسة لتغيير أسلوب وطريقة تكوين اللاعب السوداني من المراحل الأولى ووضع (ضوابط) صارمة في حركة تسجيلات وانتقالات اللاعبين السنوية وخاصة لفريقي الهلال والمريخ حتى لا تتسرب هذه العناصر التي أدمنت الفشل في المحكات الخارجية.. * أما ظاهرة خروج جماهير الفريقين في (مواكب) الفرح عقب الخروج الحزين لكلا الفريقين فلا شك أنها ظاهرة تستدعي وقفة من علماء النفس وأهل التربية والتعليم وعلماء الاجتماع والثقافة السودانية، ذلك أنها تنذر بضعف في الانتماء الوطني أو القومي وهي تحتاج لوقفة كذلك من القيادات السياسية لتتأمل في هذا الواقع البائس.. ولكن الذي لا يختلف عليه اثنان أن الإعلام الرياضي قد لعب للأسف الشديد دوراً سلبياً في تعميق النعرات الضيقة وترسيخ (الطائفية) الرياضية على حساب الوطنية السودانية التي تعلو ولا يُعلى عليها ولكن من يطالع كتابات الصحف الرياضية يجدها تمارس السقوط في (امتحان) الوطنية. * أما تكرار وإدمان الفشل فلا شك أن مرده لعدم الاستفادة من تجارب الماضى القريب والبعيد وعدم اتباع المنهج العلمي في إدارة رياضة كرة القدم بالبلاد وكذلك فإن الدولة مطالبة بأن تتدخل ليس في الشأن الفني لكرة القدم، ولكنها مطالبة بالدعم الكامل للبنيات التحتية وتشييد ملاعب واستادات حديثة تساعد في تطوير كرة القدم والاهتمام بدعم مدخلات الرياضة وإعفائها من الضرائب، ثم السعي لدعوة الفرق الأجنبية ذات الحضور العالمي لمزيد من التجارب والاحتكاك.. ختاماً: سيكون من غير المعقول أو المقبول أن يعود الهلال والمريخ مرة أخرى لامتصاص آثار الهزائم بافتعال المعارك الوهمية في تسجيلات اللاعبين أو العودة للحديث عن لقاء القمة في نهائي كأس السودان وكأن شيئاً لم يكن.. نعم المطلوب أن يكون الإخفاق السوداني في الكونفدرالية الأفريقية لهذا العام محطة بناء جديد في جدار الكرة السودانية المتداعي. . الرشيد أمبدى أبوبكر أمدرمان