شكا مولانا "أحمد إبراهيم الطاهر" رئيس المجلس الوطني الأسبوع الماضي من عدم حضور عدد كبير من النواب إلى جلسة البرلمان؛ الأمر الذي أدى إلى تأجيل مناقشة الميزانية فمولانا "أحمد إبراهيم الطاهر" يمتاز بالهدوء والطيبة، والنواب دائماً نجدهم مشغولين بقضاياهم الخاصة منها التجارية ومنها بعض الصفقات مع جهات مختلفة علها تعود عليهم بالمال الوفير، ولذلك يعاني البرلمان أو المجلس الوطني من انتظام النواب في الجلسات وهذه تؤثر عند مناقشة القضايا المهمة التي تتطلب الإجازة، على الرغم من أن معظم أعضاء البرلمان أو (99%) من أعضائه من المؤتمر الوطني، ولكن حتى تكون الصورة جميلة لبعض المخرجات ينبغي أن يحضر الجميع إلى الجلسات، ونحن نعلم أن النواب الذين انتخبهم الشعب وصوَّت لهم ليكونوا نصيراً له في قضاياه، ولكن للأسف نجد أن معظم النواب يعملون ضد إرادة الشعب، وهناك كثير من القضايا التي تتطلب وقفة منهم تجاه قضايا المواطنين نجدهم يصوتون لمصالحهم الخاصة، فلا ندري هل انتخاب النائب من جانب الشعب من أجل مصلحة هذا النائب أم من أجل مصلحة المواطن المسكين والغلبان؟، ففي الفترة الماضية لم يقف نواب المجلس ضد الزيادات التي مررها الجهاز التنفيذي والمتعلقة بالمحروقات، ولولا الصحافة وطرحها الرافض لتلك الزيادات لمرت مرور الكرام على النواب الذين يستمتعون بالجلوس تحت قبة البرلمان وتناول الوجبات الشهية من (كافتريته)، وهناك كثير من النواب لم نسمع لهم صوتاً بالاحتجاج على القضايا التي إن تمت إجازتها يكون فيها ضرر على المواطن، صحيح أن بعض النواب وقفوا الآن ضد الزيادات المفروضة على ترخيص السيارات حتى أجبروا وزارة المالية على سحبها، ولكن ما هو موقف النواب من الغلاء المستشري، هل تقدم أحد النواب بمسألة مستعجلة يطالب فيها وزير التجارة أو الصناعة أو إدارة الجمارك حول تلك الزيادات المتصاعدة؟. في كل برلمانات الدنيا نجد صراعات واشتباكات بالأيدي وبالأحذية حول بعض القضايا التي تكون فيها مصالح الأمة وربما أحياناً لخلافات حول التيارات المختلفة. البرلمان هو الذي تلجأ له الأمة باعتبارها المسئولة عن إيصال هذا النائب إلى قبة البرلمان ليقف إلى جانبها ويدافع عن حقوقها، وهو الأمين والحارس لها، وأحياناً يخشى النواب سطوة الرئيس وإن كان الرئيس مولانا "أحمد إبراهيم الطاهر" ليس متسلطاً أو متجبراً أو متغطرساً، ولكن النواب أحياناً يخشونه ليس بغرض الفصل ولكن بغرض المخصصات والجميع يسعى للحفاظ على مخصصاته حتى ولو لم يداوم على الحضور فأهم شيء المرتب والبدلات والسيارة وغيرها من المخصصات التي يتطلع لها النائب. كثير من القضايا المهمة والمستعجلة لا تناقش بالشفافية داخل قبة البرلمان، كثير من القضايا المهمة إذا تمت مناقشتها لم تشفِ الغليل، نسمع أن البرلمان استدعى وزير المالية أو وزير الدفاع أو زير الخارجية حول قضايا مهمة ، ولكن لم نسمع إجابات أو استيضاح من النواب حول المسألة المستعجلة وكانت الإجابة شافية ومقنعة. لا ندري هل الديمقراطية أو الانتخابات الديمقراطية التي جاءت بهؤلاء النواب حقاً يمارسون الديمقراطية الحقيقية لقد شهدنا البرلمانات السابقة إن كانت في ظل حكومة الإنقاذ قبل المفاصلة أو في الديمقراطية الثالثة كيف كان النواب يزرزرون الوزراء، لذا لابد أن يمارس النواب دورهم الحقيقي داخل قبة البرلمان بعيداً عن هيمنة الحزب أو إرضاء الآخرين.