(1 ( تعرضنا في يونيو من العام 2009م إلى (لخمة) ودعاية كبيرة، وهي أن السودان يتقدم ليصبح دولة (إيثانولية).. في ذلك الشهر افتتح رئيس الجمهورية مصنع غاز الإيثانول بكنانة، لإنتاج (65) مليون لتر من الإيثانول.. قيل لنا أيضاً إن الإنتاج سيبلغ خلال عامين (200) مليون لتر، وهو أول مصنع في أفريقيا من نوعه.. تذكرت (اللخمة) الإيثانولية وأنا أقرأ أمس خبر إحباط السلطات لمحاولة تدمير إنتاج سكر كنانة.. حينذاك تغنى المغنون وصدحوا بعد أن تحقق حلم السودان كدولة بترولية، فاليوم يتحقق حلم السودان ك(دولة إيثانولية).. دعونا نسأل اليوم وبعد مرور أكثر من (3) أعوام و(الزنقة) حاصلة أين هو الإيثانول الموعود؟ أين المغنون الذين لا تحِسُّ منهم من أَحدٍ أَو تَسمعُ لهم رِكزاً؟؟ العلاقة بين البترول والإيثانول، هي أن الإيثانول طاقة متجددة بحكم كون مصدره محاصيل زراعية مثل قصب السكر، عكس البترول باعتباره طاقة ستنضب يوماً ما.. الإيثانول سائل لا لون له، يتميز بسرعة اشتعال كبيرة، ويتخذ هيئتين، الأولى: هي الإيثانول أو الوقود الحيوي، ويتم استخراجه من النباتات مثل: قصب السكر، أو الحبوب: كالذرة والقمح، ويضاف إلى البنزين الخالي من الرصاص، والشكل الثاني هو الديزل الحيوي المستخرج من الحبوب الزيتية أو زيت النخيل.. نعم أصبح الإيثانول اليوم سلعة إستراتيجية وأحد بدائل النفط، وتعدّ البرازيل أكبر دولة منتجة لهذا النوع من الوقود؛ حيث يمثل إنتاجها من الإيثانول مع الولاياتالمتحدة (70%) من الإنتاج العالمي.. الولاياتالمتحدةالأمريكية سعت في عهد الرئيس "جورج بوش" مع البرازيل لتشكيل منظمة للدول المصدرة للإيثانول على غرار منظمة (أوبيك)، في محاولة لتطبيق إستراتيجية جديدة تقوم على تقليل الاعتماد على النفط المستورد بنسبة تصل إلى (75%) بحلول عام 2015م.. لم يخل التحرك الأمريكي من الأبعاد السياسية، خاصة وأن الطاقة تمثل أمراً حيوياً.. ليس من مصلحة أمريكا أن تتركز مصادر الطاقة في دول معينة مثلما هو الحال بالنسبة للبترول وفي ذاكرتها استخدام العرب للبترول كسلاح.. واشنطن تستشعر أن يكون الإيثانول يوماً ما مورداً مهماً يستطيع أن يؤدي أدواراً تُخلّ بموازين القوة التي تميل لصالح أمريكا والغرب وبالتالي لصالح (إسرائيل).. نشير إلى أن عائدات تصدير الإيثانول في البرازيل تتعدى أكثر من ملياري دولار في العام، هذا مع العلم أن حجم الاستهلاك المحلي يبلغ نحو (12) مليار لتر سنوياً. (2 ( ليل الأزمة السورية يطول، والخفافيش تنشط في هذا الليل البهيم بينما العرب والمسلمون نائمون.. الولاياتالمتحدة قامت مؤخراً بنقل ثلاثة آلاف من جنودها المرابطين في الكويت إلى العراق.. الأسابيع الأخيرة شهدت نشاطاً غير مسبوق للأكراد السوريين الذين يسيطرون على المناطق الشمالية الشرقية من سوريا.. الأكراد باشروا بتشكيل جيش خاص بهم.. رئيس المجلس الوطني الكردستاني في سوريا "شيركو عباس" أكد أن الهدف الأساسي من تشكيل جيش كردي هو حماية أراضي (كردستان سوريا) من أي تدخل، سواء أكان من قبل قوات الأسد أو من قبل الجماعات الإسلامية (الأصولية)!! الخطوة الكردية حظيت بمباركة أمريكا والغرب و(إسرائيل) بالضرورة.. الجميع أعلنوا موافقتهم على دعم الجيش الكردي الوليد فنياً ومادياً، لمنع انتشار الإسلام (الراديكالي) في سوريا.. في العراق بعد الاحتلال الأمريكي أصبح للأكراد دولة غير معلنة في الشمال.. مخطط كبير يجري لنقل اليهود الأكراد من (إسرائيل) إلى مدينة الموصل ومحافظة نينوى في شمال العراق تحت ستار زيارة البعثات الدينية والمزارات اليهودية القديمة.. المخطط الصهيوني يهدف إلى توطين اليهود الأكراد محل الكلدان والآشوريين برعاية أمريكية. • آخر الكلام: لن تغير الحركة الشعبية، سواء أكانت (قطاعاً) مقطوعاً أو أصلاً مشؤوماً، جلدها وتصبح شريكاً في أي سلام، حتى (ولو انطبق الأخشبان)، والأخشبان هما: جبل أبي قبيس، وجبل الأحمر بمكة المكرمة، وكان عرب قريش يستخدمون هذا التعبير للتدليل على استحالة حدوث أمر ما.