اعتلال المزاج لغة عالمية، لكن بعض الشعوب تمتلك كميات وافرة من هذا المنتج الإنساني البحت، نحن في السودان سادة لا يشق لنا غبار في مسألة اعتلال المزاج والتكشيرة المعتبرة، لأن ظروف الحياة تجعلنا معتلين مزاجياً ومكشرين على طول الخط، أو لأن الجينات الوراثية السودانية مفصلة على التكشيرة والمزاج المصاب بجرثومة الاعتلال اليومي.. بالمناسبة منظمة الصحة العالمية كشفت في آخر تقرير لها عن أن هناك (150) مليون مكتئب في العالم، وبدون لف ولا دوران أتصور أننا في السودان نمتلك ربع هذه الملايين من المكشرين من أصحاب (الطراريم) الكبيرة والوجوه التي لا يمكن أن تبتسم للرغيف الساخن.. على فكرة انتظروا صاحبكم العبد لله، فهو بصدد تأسيس شركة التكشيرة السودانية المحدودة، وهي شركة مساهمة تقبل الأعضاء من جميع الفئات،(مدنيون وعسكريون ورجال أمن ووزراء ونخب)، يعني من جميع أطياف المجتمع السوداني، إضافة إلى أصحابنا في التكشيرة وعدم الإتيكيت ناس الضرائب في عموم الوطن وخارجه، وفي السفارات والممثليات السودانية في البلدان كافة.. أقول قولي هذا لأن أصحابنا (الضربنجية) نسبة إلى الضرائب بحاجة ماسة إلى دورات في الإتيكيت وسماحة التعامل مع عباد الله، بعودة مرة أخرى إلى تكشيرتنا فائقة النكهة، فإن أحد إخواننا السودانيين حصل على الجائزة الأولى في التكشير وفاز بسيارة كامري (كارت).. حكاية صاحبنا المكشر المحظوظ حدثت في دولة خليجية، الحكاية من طقطق للسلام عليكم أن ثمة مؤسسة تعمل في مجال تطوير قدرات الذات أعلنت عن مسابقة لأبشع تكشيرة شارك فيها (10) مواطنين عرب وبعد فحص تكشيرة كل واحد منهم من قبل لجنة مكونة من عشرة (محكّمين) فاز أحد السودانيين بلقب صاحب أبشع تكشيرة.. الله يخرب عقلك، وبعد انتهاء فعاليات المسابقة أذكر أن واحداً من المحررين الاقتصاديين كان يتولى تغطية فعاليات مهرجان أبشع تكشيرة وبعد إعلان النتيجة هاتفني وهو يضحك أربعة وعشرين قيراط وأبلغني أن هناك (زول سوداني) فاز بنتيجة المسابقة، وعاتبني لأنني لم أشارك في تلك المسابقة الأولى من نوعها في الوطن العربي.. صدقوني إذا شارك صاحبكم في تلك المسابقة لكان الآن يحمل لقب صاحب أبشع تكشيرة في الوطن العربي من الأزرق إلى الأزرق، ولكن ماذا أفعل حتى حظ صاحبكم (هباب) في التكشير (يمه الليله الزول مالو)..