حقيقة كان من المفترض أن أتناول موضوعاً عن إحتفالات زيجة لأخ لنا هو كير مجاك فيوك، حدثت إحتفالاتها في شهر ديسمبر الماضي حدثت فيها اشياء تستحق التوثيق لأهميتها الزمانية والمكانية خاصة في سلوك أجيال اليوم.لكن بعض الظروف حالت دون فعلي ذلك، حتى وجدت نفسي مسبوقاً بأخ عزيز وكريم هو الأخ دمبيك ياي كوال الموجود حالياً بزامبيا بسفارتنا هناك وهو يتناول موضوعاً عن الزواج عند الدينكا في المنبر العام لسودانيز اونلاين، وزاد الأمر روعة المقدرة والمعلومات الوفيرة التي جاء بها الإخوة شول اشوانق وزكريا جوزيف اللذان زادا الألق وهجاً. * آخر نقاش زواج حضرته هذا العام، ولا اقول حفل زواج، فهناك فرق كبير بين نقاش زواج وحفل زواج، كان يوم الجمعة الماضي 16 يناير 2009 م بالفتيحاب أقيم بمناسبة الأخت أدوت دينق أنييث.وأما آخر حفل زواج فقد كان، يوم الخميس 15 يناير 2009 م، بنادي الدبلوماسي بالخرطوم بمناسبة زواج الأخ جوك دومبيك. * قد تستغربون جداً في الفقرة اعلاه لتفريقي بين إحتفال الزواج الذي هو الحفل النهائي ونقاش الزواج، وهذا يعود إلى أن نقاش الزواج عند الدينكا يمثل الشهادة الأخيرة والنهاية الخاتمة القانونية التي به تكون كل الأشياء المتعلقة بالحقوق والواجبات على اي من الأسرتين قد تم حسمها والنقاش حسب العرف والقانون والمبادئ سابق للحفل. والنقاش مسؤولية الكبار. أما الحفل فهو الفرح الذي يعقب النتائح أو الخلاصة وهنا نجد الشباب والنساء والأطفال هم الغالبية فيه وإذا وجد فيها الكبار فهم يقومون بدور المراقبة لمنع الإحتكاكات التي يمكن أن تحدث بين الشباب. * بإختصار ساتناول ما حدث في زيجة الأخ كير مجاك فيوك، خاصة الإحتفال بإكتمال جميع المراسم.وكما هو سائد عند الدينكا عند تمام الإتفاق على المهر المطلوب عند طلب يد فتاة، فإنه يتم تحديد رقم معين يتم به التسليم إذ ليس المطلوب الرقم الذي تم الإعلان عنه فهناك إعلان آخر للتسليم، فمثلاً يمكن لأهل الفتاة القول بأن زواج الفتاة مطلوب لها (150) رأسا ويتم التسليم ب(60 -80) راسا. وهنا النقاش الذي يتم بمثابة طلب شهادة من الحضور حتى إذا حدث اي أمر يؤدي إلى خلاف بين أسرة المتزوج أو بين أسرة الفتاة أو بين الأسرتين يكون الغرباء الذين كانوا حضوراً شهودا يدلون بما لديهم من معلومات، وهذا الإتفاق الذي يتم أمام الناس خاصة الغرباء يعتبر أكبر عهد يجب الإلتزام به فلا يمكن لأسرة كاملة التنصل عن واقعة حدثت أمام عشرات الحضور. * على ما تقدم فقد كانت الأمور بين العريس كير مجاك وأسرة عروسته تسير على ما يرام. وإكتملت حتى تم تحديد يوم تسليم العروس، ومن الأشياء المهمة التي جعلتني أهتم بالقصة أكثر هو أن والد الفتاة لم يصعب الأمور فهو تولى بنفسه موضوع زواج كريمته وبحكم أنه مسلم وكذلك العريس فقد تم الإتفاق على إكتمال العقد بالمسجد القريب. لويل كودو - السوداني-العدد رقم 1143- 2009-1-19