** طبعا صراع المتعافي والكودة حول موقف الخرطوم انتهى إلي حيث تم افتتاح الموقف وذهاب المتعافي وزيرا للزراعة وبقاء الكودة مواطنا مع عامة الناس حتى الساعات الأخيرة من مساء أمس ، ولاندرى ربما يتم تعيينه اليوم أو لاحقا في منصب ما ، الله أعلم ..المهم : خلافهما انتهى ..ولكن ما لم ينته هو أن بعضا من الذين لاناقة لهم ولاجمل في ذاك الخلاف لايزال يدفع الثمن إيقافا عن العمل ..فلجنة التحقيق التى تم تشكيلها لتقصي الحقائق في تلك القضية لم تتقصَ مع الكبار، بل تقصت مع بعض الصغار الذين من شاكلة ضابط إداري ، كاتب محلية ، موظف حسابات وما شاكل ذلك ، وبعضا من هؤلاء الصغار لايزال موقوفا عن العمل رغم تأكيد لجنة التحقيق براءتهم عما حدث كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ولكن قرار الايقاف لايزال ساريا .. قل : واحد..!! ** وهكذا أيضا انتهى سيناريو تقارير فساد حكومة جنوب كردفان الشهيرة ، أي تلك التقارير التى أعدها المستشار معاذ تنقو بعد مراجعة عطاءات الولاية ثم سلمها لوزارة العدل لإتخاذ ماتراه مناسبا تجاه محتوى التقارير وأبطاله الكبار، ولكن التقارير تسربت من الوزارة قبل أن يطلع عليها وزير العدل ، أو كما قال ..وبدلا من تركيز جهد التقصي في محتوى تلك التقارير ، تم تشكيل لجنة تحقيق لتبذل جهد التقصى مع معاذ تنقو وآخرين لمعرفة : كيف تسربت التقارير من وزارة العدل ..أي ، لم ينته السيناريو بالتحقيق مع محتوى التقارير ومحاسبة المذكورين فيها، بل انتهى بالتحقيق حول : من وكيف تسربت التقارير .. قل : اثنين .. !! ** أما النموذج الثالث و الراهن فى هذا النهج الغريب ، فهو مايحدث حاليا تجاه تلك التقارير التى كشفت تجاوزات بديوان المراجع العام ، والتى نشرتها الصحافة فغضب البعض في البرلمان ، وأعني بالغاضبين تحت قبة البرلمان العضو البرلماني محمد وداعة وآخرين ، حيث غضبوا وصرحوا حول نشر التقرير وليس حول محتوى التقرير ، وتصريحاتهم التى أتهمت الصحافة بمحاولة عرقلة عمل ديوان المراجع العام موثقة في الارشيف لمن يشاء الإطلاع .. ثم جهة ما كانت قد أعلنت عن تشكيل لجنة تقصي لمعرفة ما في تقرير التجاوزات ، وديوان المراجع رحب باللجنة ، ولكن اللجنة لم تظهر ولم تدخل الديوان ولم تطلع على تلك التقارير .. وهكذا كان يجب أن ينته السيناريو ، كما ..المعتاد ..!! ** ولكن ..يتواصل سيناريو الحدث حاليا بذات الوتيرة ، حيث شكل المراجع العام لجنة لتقصي الحقائق لا لتأكيد ما فى التقارير ولا لنفيها ، بل لمعرفة : من سرب التقارير للصحافة ..؟.. نعم ،الآن تباشر لجنة التقصي برئاسة الأستاذة درية عبد الوهاب - وعضوية أربعة آخرين - مهمتها بهمة ونشاط لمعرفة مسرب التقارير ثم لوضع ضوابط تمنع تسرب التقارير في المستقبل ..وحتى نهار البارحة أنهت اللجنة عملها مع أربعة مراجعين هم أعضاء اللجنة التى اوضحت تلك التجاوزات ، ثم مع موظفي المكتب التنفيذي والمراسلة و عامل سلطاته لاتتجاوز جلب الشاي والقهوة لسادة المكتب ..هؤلاء البسطاء الذين لاعلاقة لهم بتلك التجاوزات هم محور القضية الآن في ديوان المراجع ..واللجنة تسألهم أسئلة من شاكلة : طبعتو منها كم نسخة ، طبعتوها وين ، وزعتوها لمنو ، تفتكر منو البيكون سربها ..؟.. هكذا تسألهم لجنة التقصي .. وعليه أصبحت القضية : من سرب التقرير ..؟.. وليس كما يشتهي الناس والحياة والعدالة : ماذا في التقرير ..؟ .. ونأمل ألا ينتهي السيناريو بنظرية : يعملوها الكبار ويقعوا فيها الصغار .. أو هكذا حال النماذج .. أعلاه ..!! إليكم - الصحافة –الاثنين 01/06/2009 .العدد 5722