قول ليهو لا يا يابا ! هاتفتني إحدى صديقات اللطائف تعودت بين الحين والآخر على التواصل معي، لتعكس لي مشكلة تعاني منها صديقة من صديقاتها، فحكت أن والد صديقتها يصر على إجبارها على الزواج من عريس تقدم لخطبتها من أقربائه، ولكنّها لا تحب هذا القريب ولا ترغب في الزواج منه، لأن في حياتها شخصا آخر هو من إختاره قلبها لتبدأ معه مشوار (المليون شكلة ونص) وهذا هو العدد التقريبي للشكلات التي تندلع بين الأزواج منذ دخولهم لبيت العدل، وحتى يفرّقهم هادم اللذات ومفرق الجماعات .. ولكن والد تلك الشابة – حالف بالتقطعوا – بأن لا يزوجها إلا ممن إختاره هو دون مبررات كافية تقنع تلك المسكينة بالسبب في حرمانها من إختيار قلبها ! تسببت القصة في حيرة شاويشي فسألت صديقة اللطائف: في الزمن العلينا ده .. لسه في بنات بيغصبوهم على العرس غصب ؟!! فأجابتني ب جرة نفس طويلة: إيييك .. كتااار .. وأنا واحدة منّهم تزويج البنت قسراً لأحد أقربائها خاصة ابن عمها، ، حتى وإن تفاوتا في السن أو تمايزا في المؤهلات التعليمية والمادية أو حتى في درجة الإلتزام الديني، عادة قديمة، بل كان من حق ابن العم أن يحجر على ابنة عمه، فإن شاء تزوجها أو زوّجها ممن يرغب، وإن شاء (علّقها) فلا تتزوج أبدا إلا بإذنه أو تبور بورة الصِح .. تلك العادة القديمة قدم رحط حبوبتي، كنت أحسب أنها اندثرت مع المشاط والشلوخ والرحط والقرقاب، ولكن يبدوا أنها تحسن التتدثر والكمون وراء مسميات وأشكال تحتمي بها من الإندثار، حتى تأتيها اللحظة المناسبة فتطل برأسها القبيح مرة أخرى .. عندما أصر والد إحدى البنات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، على تزويجها ممن لا تحب، رفعت دعوى على أبيها عند النبي عليه الصلاة والسلام قالت فيها، أن أباها زوّجها من فلان ليرفع بها خسيسته، فبين لها النبي عليه الصلاة والسلام أن أمرها بيدها ما دامت تزوجت بغير رضاها، ورغم أن الفتاة أمضت زواج والدها ورضيت به، إلا أنها أحبت تعليم بنات جنسها أن ليس لأولياء أمورهن من الأمر شيء. ولكن زواج (رفع الخسيسة) عاد ليطل برأسه من خلف مسببات بعض زيجات الغصب في هذا الزمن، لأن بعض الآباء قد يرغبون في إمتطاء ظهور بناتهم للهروب من زنقات الظروف الضيقة، وإن أحسنّا بهم الظن لقلنا أنهم يعتقدون بأن سعادة بناتهم مع صاحب المال، متناسين مقولة (السعادة دي ماها في المال .. السعادة في راحة البال يا يابا) التي ظل يتغنى بها المغني حتى بح صوته !! أبائي الأعزاء .. هو العرس وكت الزول يكون دايرو وكايس ليهو كواسة .. بيآمن بعد يغرق في برميل الزفت ويبقى في مفارقات سوء الإختيار .. خلي الواحدة وكت يغصبوها غصب ويجروها عليهو من نخرتا !! البْبحّت بتلاقيهو العقارب ! جمعتني مناسبة اجتماعية بسيدة شابة من صديقات اللطائف .. بعد أن تقدمت للتعرف بي، طلبت مني بلطف أن أسمح لها بفرصة للتحدث معي في موضوع خاص بعيدا عن آذان وشمارات المدعوات في المناسبة، فإتخذنا لنا ركن زاوية وكمان ضلمة وجلسنا لتبدأ في الفت الشفيف .. حكت لي بلوعة وحزن عن سر ظلت تكتمه في صدرها واخفته عن أقرب الأقربين إليها، خوفا على استقرار بيتها وحفاظا على ابنائها السبعة، ولكنها قررت أن تشركني في حل معضلته لثقتها في رجاحة عقلي .. بالله شوف ! انتقل إلي إحساس مبهم بالقلق من هيئة المرأة الشابة وعمق إحساسها بالأسى الباين من نبرات صوتها، كما إنتابني خوف من عظم المسئولية والثقة التي وضعتها في شخصي الضعيف الذي لا يستحي أن يعلن على الملأ في كل مناسبة، عدم معرفته ل (كوعو من بوعو) !! وعندما حكت انزاح شيء من همي، فقد اتضح لي أن مشكلتها هي مشكلة تعاني منها الكثيرات في صمت، وذلك أنها بينما كانت تتحدث بموبايل زوجها دخلت عليه مكالمة من شابة، ما أن سمعت صوتها وهي تجيب نيابة عن زوجها حتى سارعت باغلاق الخط .. وبعد متابعة لصيقة استعملت فيها السيدة الشابة المتاح من تقنيات (جيمس بوند) و(الجاسوسات) وحركات (ماتا هاري)، اتضح لها أن جناب حضرة البيه زوجها غارق لشوشته في علاقة غرامية غير متكافئة بالمرّة .... و ان شاء الله بكره نواصل مشوار الهموم لطائف - صحيفة حكايات [email protected]