ساذج من يستجب لدعوة حزب المؤتمر الوطنى ويقع فى فخ ما يسمى بالحكومة القومية، فلا هي ستكون حكومة، ولا هي ستكون قومية، وإنما إحدى أجهزة المؤتمر الوطني التي سيواصل بها اغتصاب حقوق وأموال الشعب، ويجمل صورته الفاشية القبيحة باسم الديمقراطية والقومية، بالإضافة إلى البحث عن (كبش فداء) يحمل عنه جريمة الصفقة التي عقدها مع الحركة الشعبية بتدبير خارجي لفصل الجنوب وتفتيت البلاد، وبقية الجرائم الأخرى التى ارتكبها .. والتاريخ لن يرحم!! * إذا لم تكن هذه الجرائم واضحة للذين يسيل لعابهم من مجرد التلويح بعظمة (كما فى تجربة العالم الروسي الشهير بافلوف)، عليهم أن يجيلوا النظر حولهم ليرتد إليهم خاسئاً مثقلاً بالجرائم والأزمات والمشاكل التي لن تجدي معها حكومة الغرض منها تجميل المؤتمر الوطني وحمل أخطائه!! * بعد أقل من ثمانية أشهر فقط سيواجه السودان مصيراً غامضاً وصعباً بالاستفتاء لتقرير مصير الجنوب، وسواء انتهى هذا الاستفتاء بقرار الانفصال أو الوحدة ستكون نتيجته الحرب الأهلية للأسف الشديد، فالجنوبيون لن يقبلوا بقرار الوحدة الذى سيجهض حلم دولتهم المستقلة، والشماليون الذين يعيشون فى الجنوب أو فى تخوم الجنوب سيواجهون ظروفاً صعبة جداً إذا وقع الانفصال، ربما تشعل حرب طاحنة، كما أن قبيلة المسيرية لن ترضى أبداً بانفصال يأخذ معه حقوقهم التاريخية في الأرض التي ورثوها عن أجدادهم، ولقد قالوا ذلك أكثر من مرة وهم يستعدون الآن لمواجهة قد تقود إلى حرب كبيرة تشمل كل المناطق المتاخمة للجنوب التي تتوق لمصير الجنوب مثل جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. * ولو افترضنا أن الانفصال سيحدث بسلاسة ولن يؤدي لوقوع فوضى ومشاكل، فإن البلاد ستكون مواجهة بأزمة اقتصادية طاحنة جداً، أسوأ من أية أزمة أخرى مرت بها، فالمورد الوحيد الذي بقي للسودان بعد انهيار الزراعة وانعدام أسواق ثابتة للثروة الحيوانية الضخمة المهملة على يد الإنقاذ وقرب نفاذ بترول هجليج، هو بترول الجنوب الذى سيذهب مع رياح الانفصال!! * عدا ذلك، هنالك أزمة دارفور .. هنالك المحكمة الجنائية الدولية بكل تعقيداتها الخطيرة.. هنالك الصراع بين السودان وبعض جيرانه .. هنالك أزمة اتفاقية مياه النيل مع دول المنبع .. هنالك الصراع الشديد داخل المؤتمر الوطني وغيره .. هنالك الصراع بين المؤتمر والأحزاب الأخرى .. هنالك الخلايا الإرهابية الصاحية والنائمة .. وهنالك الغبن الداخلي من ممارسات المؤتمر الوطنى وغيرها .. وهنالك الضائقة المعيشية الخانقة التي يعيشها المواطن!! * باختصار شديد، هنالك وضع مثالي لحدوث فوضى عارمة .. وساذج من يعتقد أن المؤتمر الوطني الذي صنع هذا الوضع سيكون جاداً فى مواجهته .. بحكومة (خروف الضحية) التى ينوي تشكيلها!! مناظير - صحيفة السوداني [email protected] 18 أبريل 2010