بدأ العالم العربي بشقيه المحتل والمختل، يشهد تحولات سياسية واجتماعية عميقة خلال العقد الأخير، والمعروف ان ما يعرف بالوطن العربي هو في واقع الأمر زريبة ضخمة يديرها نفر يحسبون أن الحديث الشريف \"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته\" يعني- على حد قول الشاعر احمد مطر- ان الرعية أوالشعب \"بهائم\"، وفي الزريبة لابد ان يكون للحمار دور كبير يتناسب مع حجمه، فكان ان شهدنا من قبل اشتراك حمار في الهجوم الصاروخي على فندقي فلسطين وشيراتون في بغداد، ففي القوات المسلحة خارج الحظيرة العربية، هناك القوات المحمولة جوا وتلك المحمولة بحرا وهناك الصواريخ التي تطلق من الطائرات او من على الكتف او من الهليكوبترات، فجاءت الاضافة العربية \"الصواريخ الحميرية\"، وهل ننسى كيف تمكنت السلطات اليمنية من اعتقال حمار ارهابي بعد الاشتباه في حركاته المريبة، واتضح انه كان يحمل عشرة كيلوجرامات من المتفجرات،.. ولأنه حمار وابن حمار فقد وقع في الفخ، عندما تم استدراجه بعيدا عن وسط المدينة بالتلويح بحزمة برسيم، وظل الحمار يتابع البرسيم حتى وصل الى ارض خلاء، ثم اصيب بحالة زهج ونرفزة فهجم على الجنود الذين كانوا يحملون البرسيم، واثناء ركضه زلت أقدامه وارتطم بالارض وانفجر. وفي الساحة السودانية لعب الحمار دورا تاريخيا في حركة الطلبة، ولعلكم تذكرون اضراب طلاب جامعة بحر الغزال عن الدارسة، قبل بضع سنوات عندما لم توفر لهم كلية البيطرة حمارا يتدربون فيه على التشريح، وقد شهدت السنوات الاخيرة رد اعتبار الحمير في السودان بعد ان اوشكت على الانقراض، وربما يفسر هذا لماذا لم تهاجم برجيت باردو السودان قط، رغم تنديدها بكل الدول الاسلامية لأنها تقوم بذبح الخراف في عيد الأضحى من دون بنج، وللأجيال التي لا تعرف برجيت هذه أقول انها ممثلة فرنسية اشتهرت باسم بي بي، وياما سالت ريالة ابناء جيلي كلما ظهرت على الشاشة وهي لابسة من غير هدوم كما يقول عادل امام، وبعد ان صار جسمها غير صالح للعرض، تفرغت بي بي لرعاية الحمير الضالة، والأمل كبير في أن أنجح في إقناعها بان تتبناني بوصفي أكبر حمار في افريقيا، بدليل أنني ظللت حريصا على الإدلاء بصوتي في كل انتخابات، متوهما انني قادر على الاسهام في إحداث تحولات نحو الأفضل في زريبتنا، ونلت مقابل كل صوت ادليت به عشرين \"سوطا\" لأنني أهبل وأستاهل!! ورد الاعتبار للحمير في السودان جاء بعودتها الى شوارع المدن الكبرى وهي تجر الكارو الذي كان قد اختفى تماما من خارطة المواصلات في البلاد، وكان الكارو من قبل حكرا للحصين، ولكن وبعد الطفرات الاقتصادية الكبرى استطاع الحمار ان يقف موقف الندية في الشوارع مع اللاند كروزر والمرسيدس، ويسد عليها أحيانا الطرق عندما يتوقف ليعمل \"عَمْلته السوداء\"، بل وان بعض الحمير صاروا يركبون الكروزر والمرسيدس. ولعلي الأكثر سعادة بارتفاع اسهم الحمير في العالم العربي فقد تعرضت للكثير من التهكم لأنني تبجحت في مقالاتي بأنني كنت برجوازيا في المدرسة الابتدائية، لأن خالي كان قد اهداني حمارا اذهب به الى المدرسة، وكنت اربط حماري في نفس القرَّاش والباركِنق المخصص لحمير المدرسين وولد العمدة، ولكن -سبحان الله- نفس ابوالجعافر الذي تباهى بأنه كان يملك حمارا اكتشف لاحقا انه حمار ب (....) نظارات، واكتشف أيضا ان النظارات لا تؤدي بالضرورة الى تحسين القدرة على \"الرؤية والإبصار\"!! ولعلي أفضل حالا من غيري بعد ان \"عرفت ما بي وما علي\"، فكم عندنا من حمار لا يميز بين الكلينكس والدولار أخبار الخليج - زاوية غائمة [email protected]