الجزيرة القناة والتي وصفت بانها الوكيل الحصري للثورات العربية هي ليست كذلك انما هناك ثورات وحركات رفض لن تستطيع ان (تهوب ناحيتها) وهذا شئ طبيعي ومعلوم للكافة فلايمكنها ان تقول (بغم) في حق الراى الاخر في قطر الدولة الممولة لها وبدرجة اقل تتناول احوال الخليج من وجهة النظر الرسمية واحيانا تحاول شق عصا الطاعة ولكن بسرعة تردع ففي حالة البحرين ثبتت كاميراتها في دوار اللؤلؤة ثم سحبتها فيما بعد لابل اخذت تلهب ظهر المعارضة البحرينية وتصفها بالطائفية اما التدخل السعودي في البحرين كان من المسكوت عنه في الجزيرة انه لامر مستغرب من هذة القناة ذات اللسان الطويل ان تسكت عن امر كهذا ولكن رغم ذلك فان ميزان حسنات الجزيرة راجح بالكثير من الاعمال الجليلة فدعمها للثورات في تونس ومصر وعكسها للواقع في اليمن وتوليها امر الثورة الليبية كله يحسب لها قناة العربية الممولة سعوديا بالطبع مضربة اضرابا كاملا عن ذكر اي راى اخر في السعودية لابل في الخليج عامة واستقلالية العربية عن السياسة الخارجية السعودية اقل من استقلالية الجزيرة عن السياسة الخارجية القطرية فالقطريين مدوا الحبل للجزيرة لدرجة معقولة مما حسن وجهها . اما قناة الجماهيرية فلم تترك للنظام القطري (صفحة يرقد عليها) وهي هذة الايام تبث في اليوم كذا مرة معلومات قد تكون مبالغ فيها ولكن فيها درجة من الصدق عن الانظمة الخليجية بصفة عامة وقطر بصفة خاصة فهي تعتبر الجزيرة المحرك الاول للثورة ضد القذافي . قناة العالم المحسوبة على ايران هي تولت حصريا امر الثورة البحرينية وكشفت التدخل السعودي للاخر كما انها تناوش بقية دول الخليج مع غض الطرف نهائيا عن اي امر يحدث في ايران او يمس الثورة الايرانية وهي تقف بقوة مع الثورات العربية التي اندلعت والتي في طور الاعداد اذن ياجماعة الخير يمكن ومن خلال القنوات الناطقة بالعربية اعلاه يمكن للمتابع للشان العربي ان يعرف كل مايجري في المنطقة فقط عليه ان يرهق نفسه قليلا بتحريك الريموت كنترول باصبع من اصابع اليد الواحدة وصرف زمن اكثر فتعدد القنوات نعمة كبيرة اذ جعل كل الدول العربية مكشوفة لاتخفى عن الناظر خافية من خفاياها .ولكن رغم هذا يظل البحث عن قناة واحدة موضوعية تقدم كل هذة الوجبات الاعلامية في (صينية) اقصد نشرة واحدة مطلوبا ولعلنا لانجافي الحقيقة كثيرا اذا قلنا ان قناة واذاعة البي بي سي هي الاقرب الي هذا هذا الوسيط . نعم انها لا تخلو من شبهة الانحياز لسياسات الممول ولكن العاملين فيها لديهم قدر وافر من الاستقلالية تتيحها الليبرالية البريطانية فكم هو كبير بين الديمقراطية الغربية والديمقراطية العربية (هذا اذا وجدت) فيادكتور كمال عبيد من غير المعقول ان تحرم وزارتكم المواطن السوداني العادي من الاف ام لاذاعة البي بي سي. ان اخبار السودان حكومة ومعارضة ملقاة على قارعة الطريق فالجزيرة لاتخلو من شبهة الانحياز للحكومة والعربية هي الاقرب للمعارضة. اها فضل شنو؟ اذاعة البي بي سي مقارنة مع الاف ام المسموعة الان في الشارع السوداني هي التي تنشرش للغة العربية السليمة هي التي تبث البرامج التثقيفية هي التي توسع مدراك وافق السامع انها الاقل غناء وليس فيها اي ( هيشك بشك) والسامع السوداني يدرك هذا بدليل انه قبل اغلاقها تجدها في كل مكان في البيت في الشارع في الحافلة في الامجاد في المقهى في الدكان في سوق الناقة في سوق تنبول في سوق المواسير يسمعها المثقف ويسمعها الذي لايفك الخط اليس هذا استفتاء لهذة الاذاعة؟ ان حرمان المتلقي السوداني من هذة الاذاعة يرقى لدرجة الوصف بالتعذيب فيادكتور كمال عبيد , الله يرضى عليك افتح هذا الانبوب التنويري واطرح هلاويس وهواجس السياسة جانبا حاطب ليل [email protected]