لم احظى بفرصة الاستماع ب (روقة ومذاج) تتيح لي الحكم للفنانين الشباب أو عليهم، بعيدا عن التحيز ضد الجل والكيرلي والمشاط وسحر الطلّة الذي يؤدي لطلاق العروسات .. تقول الاعراب (تسمع عن المعيدي خيرا من ان تراه)، كدت اطبق هذا المثل على واقع الحال، حينما حظيت قبل ايام بفرصة الاستماع إلى امبراطور الشباب في حفل زواج لاقربائنا .. ما أن استقريت جلوسا مع العيال وبدأت ب (التكشف) حولي، حتى سقط بصري على المسرح الذي يعتليه الفنان الشاب .. بحلقت فيه جيدا قبل ان اميل على ابنتي واستوضحها: يا بت ده ما ياهو الامبراطور ؟ فاجابتني ب (ليس المسئول باعلم من السائل ولكن باقي لي ياهو) !! لم نتيقن من كونه ياهو الزول إلا قبيل نهاية الحفل عندما رفع المايك وقال (الجاب لي اخبارو)، فجاط المكان وارتفعت ايادي الراقصين قبل الراقصات على الحلبة ب (الشلوحة)، وارتفعت الحناجر بالصراخ لتكمل عنه شطر البيت (قال البكا ازى عيونو) .. حالة صعبة !! استرجعت حكمة (المعيدي) وكيف انه من الخير لك ان تسمع عنه من ان تسمع له، ولكن للحقيقة فقد علمت ان الامبراطور يومها كان مصاب ب (نزلة) شديدة ومنعه السعال من الاداء الجيد وبالتالي امتنعت عن التقيم حتى اتمكن من الاستماع اليه ضمن مجموعة أغاني وأغاني .. كل هذه التقدمة سقتها كمدخل ذو (تلاتة ضلف)، للتطرق لتكرر (حوادث) طلاق العروسات لاسباب اقل ما يمكن ان توصف به انها (هايفة)، مثل الاختلاف على الفنان الذي سيحيي الحفل، الاعجاب بآخر اخذ بتلابيب عروسة فاصرت على التسمر بجواره حتى اقتلعها العريس ب (زردية يمين الطلاق) ! بعدها قرأت خبر طريف عن ضرب سيدة سعودية شابة لابنها العريس في ليلة زفافه، وكانت العلقة بسبب فعلة خرقاء قام بها العريس الموكوس جلبت عليه غضبة أمه المضرية، وذلك لانه اتفق مع العروسة ان تدخل للقاعة وهي تلبس فردة حذاء واحدة فيقوم هو – يا عيني – بالباسها الفردة الثانية .. نظام رومانسية وكدة !! يبدو ان الفكرة كانت من رأس العروسة، أو كما تقول النكتة (ده كلو من شورتك المهببة) فلا ادرى من الذي أوحى للعروسين المترومسين أن التعامل مع الجزم يدخل في باب الرومانسية واظهار الحب ؟! ففي كل الثقافات العربية يختصر التعامل مع الجزم على فنيّات الاساءة .. فلان مخو جزمة .. أديهو على راسو بالجزمة .. وحبائبنا في الشمال يرمزون للحذاء ب (القديمة) فيقولون ابن الاديمة واديلك بالاديمة، كما ارتبط الخنوع والخضوع لشريك الحياة ب (سي السيد)، وما كانت تقوم به زوجته من الباسه للحذاء صباحا، وخلعه له ووضع اقدامه في الماء الدافئ بعد عودته الميمونة للبيت .. اذكر انني قرأت ايام الجهل (بمعنى الصغرة) في مجلة الموعد والتي كانت تهتم باخبار النجوم، عن قصة حياة ممثلة من الجيل الذهبي كانت تدعى (نعيمة عاكف) وهي تنتمي لاسرة تعمل في السيرك وترويض الحيوانات المفترسة .. كانت نعيمة تعتبر نجمة الشباك الاولى الى ان نافستها على المكانة شابة جميلة دخلت للوسط الفني بالعرض وتدعى (كاميليا) .. فكر احد المنتجين في جمع النجمتين في عمل واحد وكان له ذلك ولكنه عانى ما عانى من مشاكل الغيرة التي تنشب يوميا بين الاثنتين، ومن تلك المشاكل الطريفة أن (كامليا) كان لها باع طويل في فن المطاعنات فقد احضرت معها للاستديو خادمة صغيرة تدعى (نعيمة)، وما ان تحضر غريمتها للاستديو حتى تنادي صاحبتنا على خادمتها لتطلب منها طلبات مبطنة بالمطاعنة مثل: لبسيني الجزمة يا نعيمة .. قلعيني الجزمة يا نعيمة وو وبما ان نعيمة ست الاسم كان لها نصيب وافر من مهنة اهلها في ترويض الاسود فقد قامت بعد ان فاض بها الكيل بالفتك ب (كاميليا) وخادمتها وختتن لحم احمر حتى قالن الروب .. ذكرت هذه القصة التي ظلت عالقة بذاكرتي، للتدليل ان ثقافة التعامل مع الحذاء مربوطة بالاساءة، وهناك فرق شاسع بين اظهار المودة والتقدير وبين رومانسية (شترا) يمارسها شباب الاستلاب الحضاري بدون وعي، حين يقدمون على الزواج بتلك الروح السطحية التي لا تستوعب معاني الحياة والمشاركة وأمانة الاستخلاف وحقيقة أن الاسرة التي ستنتج عن هذا الزواج ستكون لبنة من لبنات بناء المستقبل لهم وللاجيال القادمة من بعدهم .. بالامس عانينا من (شرقة) الفتيات من المحيط للخليج برومانسية (مهند) .. حتى هنا على المستوى المحلي لم ينج البعض من شاباتنا من سطحية الانبهار بالنجوم، فواحدة تضحي بزواجها من اجل ان يحيي حفل زواجها فنانها المفضل، وأخرى تلتصق بسلسيون الاعجاب بجوار المسرح لتشبع من رؤية فنانها المفضل !! لا أدري هل هو صغرة سن هؤلاء العروسات الطائشات، أم قلة الخبرة بالحياة، أم قلة (الوصى) فقديما كانت الامهات تقوم بتوعية بناتهن قبل الزواج وتنبههن لعظم المسئولية التي يقبلن عليها فالامر أكبر من لباس الجزم وفنان الحفلة. منى سلمان [email protected]