أواصل اليوم عرض فوائد التدخين بعد أن كشفت تقارير أن السجائر بها كراميل وكاكاو ونشادر وفواكه مجففة، ولهذا فليس من المفهوم أن تصدر حكوماتنا قوانين تعسفية، تمنع التدخين في المطارات وأماكن العمل والأماكن العامة، على الرغم من أن النشادر الذي في السجائر يؤدي الى توسيع الرئة وانفتاحها مما يعينها على مواكبة متطلبات العولمة والخصخصة، وإذا كان بيع السجائر يؤدي إلى إثراء منتجيها فإن العولمة تؤدي إلى إثراء أمريكا وصويحباتها، في حين أن الخصخصة تؤدي إلى إثراء التماسيح والهوامير (مفردها هامور وهي سمكة رائجة في منطقة الخليج تأكل صغار السمك) والقطط التي ترضى عنها الحكومة... أي حكومة. وهكذا عزيزي القارئ (هذا أمر لا يخص القارئات لأنه يفترض أنهن لا يدخنّ، ففي العالم العربي تعتبر المرأة المدخنة ماجنة، في حين أن الرجل المدخن يبقى فحلاً قويم الخلق).. هكذا كشفت لك النقاب اليوم عن المؤامرة التي تهدف إلى حرمانك من متعة حرق التبغ، لتظل تحرق البخور لأناس يستأهلون الحرق، ولحسن الحظ فإن البشرية بدأت تدفع ثمن محاربة التدخين، وعلى سبيل المثال، فبعد أن أصبح التدخين في أماكن العمل والمطاعم في أمريكا ممنوعاً، لجأ المدخنون إلى الغابات مما تسبب في إشعال الحرائق التي في غابات 11 ولاية أمريكية، والتي عجز بروس ويليس وسيلفستر ستالوني في إخمادها على الرغم من أنهما نجحا مراراً في إنقاذ كوكب الأرض من الدمار بتحويل مسار النيازك الضخمة، والتصدي للغزوات من قبل كائنات فضائية... وفي ولاية كاليفورنيا التي تكاد تتحول إلى صحراء جرداء، يمارس الأمريكان هوس مناطحة الطبيعة لأنهم يعتقدون في ما قال جيريمي كلاركسن في «الاندبندنت» مؤخراً، إن وكالة ناسا والحرس الوطني والمارينز قادرون على قهر قوى الطبيعة كافة بالطريقة الهوليوودية نفسها التي تجعل بروس ويليس منقذاً لكوكب الأرض، وسيلفستر ستالوني رجلاً خارقاً يملأ الأرض عدلاً وتسامحاً، ومن ثم فإنك تراهم يغرفون المياه من البحر بطائرات الهيلوكوبتر لسكبها على الغابات المشتعلة.. (وهم في ذلك كمن يحمي وجهه بجريدة في وجه إعصار النينو). وقد تناقلت الصحف مؤخراً حكاية رجل تم العثور عليه ميتاً في غابة أمريكية تم فيها إخماد حريق كان قد التهم القسم الأعظم منها، وكان الرجل يرتدي ملابس الغطس من زعانف ونظارات، واتضح لاحقاً أنه كان يعوم في البحر - في أمان الله - عندما غرفته هيلوكوبتر كانت تعمل في إطفاء الحريق ورمت به فوق الأشجار المشتعلة، وهكذا مات رجل كان لا يستبعد أن يموت غرقاً، بكسور في الرقبة والظهر في منطقة هي نقيض الماء (نار ويابسة). ويذكرني هذا بحكاية رجل أمريكي آخر لجأت إليه أخته هرباً من زوجها الذي كان يسيء معاملتها، فلما جاء الزوج طالباً عودة زوجته إلى بيت الزوجية رفضت ذلك، وأيدها أخوها في موقفها، فهاج الزوج وماج وأخرج مسدسه وأطلق النار في اتجاه شقيق زوجته، ولكن الطلقة أخطأته واستقرت في ساق شجرة صغيرة في حديقة البيت، واكتفى الزوج بالطلقة الطائشة وعاد من حيث أتى، وبعد ذلك بأكثر من عشرين سنة كان الرجل الذي أخطأته الرصاصة يقوم بقطع شجرة في حديقة بيته، بعد أن أصبحت مترهلة، ووجد صعوبة في ذلك لضخامة ساقها، فأتى بأصابع من الديناميت ولفها حول الساق وفجرها فانطلقت رصاصة صدئة كانت مغروسة في ساق تلك الشجرة وأصابت الرجل في قلبه فمات على التو. نعم كان هو الرجل المستهدف بالعيار الذي أطلقه شقيق زوجته قبل أكثر من 20 سنة، فاستقر في تلك الشجرة التي تضخمت وجاء يقطعها فقطعت أجله. كلما قلت أنني شخص مبروك واستحق لقب سي. دي. أي «سيدي» تكنولوجي، يقابل كلامي بالاستخفاف، ولكن كما نلت شعبية في دولة قطر بالهجوم المتواصل على دوار مدماك حتى تم تدميره وإنشاء جسور وأنفاق مكانه فإن بركاتي تجلت في أن ليليان التي قلت فيها ما لم يقله الأمريكان في طالبان، أصبحت في ذمة التاريخ، ولم يعد لها وجود على الشاشات.. إنها دعوة المظلوم الذي ظلت ليليان تتحرش به بإطلاق البوسات العابرة للقارات. [email protected]