بما أن العلم الحديث أثبت أن أبا الجعافر، يتحلى بذكاء نادر، وأن الاستماع إلى موسيقى موزار يزيد معدل الذكاء، وبما أنني شاهدت فيلم «أماديوس» الذي يدور حول قصة حياة موزار ويضم العشرات من معزوفاته، عشر مرات في سنة واحدة، فإنه - أي أبوالجعافر - فريد من نوعه في العالم العربي، حيث الأذكياء مغمورون والأغبياء «غامرون»، أي أنه من الكائنات النادرة المهددة بالانقراض، وعلى العرب التسابق لتوفير الحماية له، بل العمل على استنساخه نكاية بمحمد الفايد صاحب محلات هارودز اللندنية (سابقا)، الذي كان أول من أبدى رغبة في استنساخ نفسه، رغم أن معدل ذكاء أبوالجعافر أعلى من معدل ذكائه، بدليل أنه (أي الفايد) مازال يعتقد أن غاية المنى هي الحصول على جواز سفر بريطاني. وأحسب أنني في وضع يجعلني قادراً على إسداء النصح إلى الراغبين في اكتساب المزيد من الذكاء والانضمام إلى رابطة الأذكياء العالمية منسا ASNEM، المسألة في منتهى البساطة، هي أنه إذا كانت موسيقى موزار تسهم في إنعاش الدماغ، فإن معظم المطربات والمطربين العرب يسببون للمستمعين متلازمة فقدان الذكاء المكتسب «أليس» emordnyS ecnegilletnI fo ssoL deriuqcA «SILA»، وأعتقد أن أبلغ دليل على ذكائي هو أن الأغاني العربية تستفزني، لذا فإنني لا أستمع إليها عمداً قط، وتستوي في نظري الأغاني العربية والأوبرا، تلك البلطجة الصوتية التي أشاعها الطليان في العالم الغربي، والتي يعد أبرز رموزها المدعو بافاروتي، والأوبرا الوحيدة التي أتابعها هي أوبرا وينفري، تلك السوداء الأمريكية التي ظلت على مدى ربع قرن تقدم برنامجاً حياً شيقاً، يطرح قضايا عامة ويعالج المشكلات الإنسانية، وهي صاحبة أعلى راتب في مجال التلفزيون في العالم، (قدمت آخر حلقة من برنامجها يوم الأربعاء 25 مايو 2011، وقد أنشأت فضائية خاصة بها) وبما أن أوبرا منا وفينا، أي بلدياتي بحكم أصولها الإفريقية، فإنني أفكر جدياً في صرف النظر عن الزواج بوزيرة الخارجية السوداء السابقة كوندوليسا رايس، وطلب يد أوبرا وينفري، لأضع يدي على ثروتها وأشتري القنوات الفضائية العربية المسؤولة عن تفشي الحمى الخلاعية في العالم العربي، وأوقع عقود احتكار مع جميع المطربات اللواتي يغنين بالاستعانة بالصدور والأرداف، وأنقل استوديوهاتها إلى القطب الجنوبي ثم أقوم بتفنيش، أي إنهاء خدمات العاملين بها، من النساء من دون تزويدهن بتذاكر سفر حتى تصاب أطرافهن التي تستفز رجولتنا بالتيبس، فأتحمل نفقات شراء أطراف صناعية لهن... كما أفكر في استغلال ثروة أوبرا، لشراء صمت نحو 70 مطربا ومطربة، أدفع لهم ولهن الملايين نظير ألا يغني أحد منهم/منهن حتى في الحمام، رغم أن غناءهم لا يصلح أصلاً إلا في الحمامات التي تفتقر إلى نظام تصريف كفء. ولأن الأقربين أولى بالمعروف، فسأعمل على إقناع المطربة والراقصة السودانية جواهر بأن تتقاضى مني مائة ألف دولار نظير كل أغنية لا تغنيها، ولضمان اعتزالها المايكروفون إلى الأبد فسأقنعها بالعيش في الريف الفنلندي الجميل على أمل أن تصاب بالتهاب دائم في الأذن والأنف والحنجرة، وروماتيزم يمنعها من ممارسة هزة الرأس البلهاء التي سرقتها من الرقص الهندي، حتى وهي أمام المرآة بمفردها. ويسعدني كثيراً أن عيالي ورثوا عني الذكاء فقد كان أصغر صبيتي يتحدث عن المواصفات التي يطلبها في زوجة المستقبل: تكون بيضاء وليست سوداء مثل بابا.. ووجهها «منور» وذات حس موسيقي وتحفظ وتلقي النكات ولا تغادر البيت في الأمسيات فقالت له أخته مروة، يعني حتتزوج التلفزيون. . [email protected]