مرّ ت القوات المُسلحة السودانية في تطورها التنظيمي بعدة مراحل نوجزها في النقاط التالية : * المرحلة الأولى عام ( 1958م ) : كان لا بُدّ من السعي في تكوين القوة المُدرّعة ، والقوة الجويّة كخطوة أساسية لترفيع وتطوير القوات المسلحة ، لذا فقد شرع في تكوين هاتين الوحدتين وتم دمجهما ضمن حامية الخرطوم التي أُنشئت عقب جلاء القوات الإنجليزية ، وتم تكوينها بالنقل إليها من الوحدات السالفة الذكر ، وكان القصد من تكوين حامية الخرطوم حماية العاصمة المركزية ، وفي ذلك العام أُنشئت القيادة الشمالية في شندي على نمط القيادات السابقة ، مكونة من رئاسة كتيبتي مشاة ، وعليها يمكن أن نقول أن التطور الذي حدث في تلك الفترة تمثل في انشاء حامية الخرطوم ، القيادة الشمالية ، السلاح الجوي والذي بدأ بأربع طائرات تدريب مُهداة من الحكومة المصرية والقوات المُدرعة ، والتي بدأت ببعض العربات المُدرّعة المُهداة أيضا من مصر ،، زُوّدَتْ القوات المُدرعة بالعربات ( صلاح الدين ) و ( الكوماندو ) كما زُوّدَ السلاح الجوي بطائرات التدريب ( الجيت بروفوست) وأُنشِئَتْ ثلاث كتائب مُشاة أُلحقت إلى القيادات الموجودة ضمن خطة تكملتها إلى اللواء مشاة ، وفي هذه الفترة بلغت قوات الجيش السوداني حوالي 30 ألفا . * المرحلة الثانية ( 1962- 1960م ) : بدأت هذه المرحلة عقب توقيع الحكومة السودانية لأول اتفاقية تسليح مع بعض الدول الغربية ، وأُنشئت على ضوء ذلك ثلاث كتائب مشاة لكل لواء وأُنشئت في هذه الفترة النواة الأولى لسلاح البحرية . * المرحلة الثالثة (1969 - 1967م) : بعد نهاية حرب الخامس من حزيران 1967م اتجهت الأنظار لسوق السلاح الجديد ، وكان أن أبرمت اتفاقيات عدة مع الإتحاد السوفيتي ، زُوّد بمقتضاها الجيش السوداني بمعدات وأسلحة شرقية ، في مقدمتها الدبابات (ت 55 ) وكونت أول كتيبة مدرعات من القوات المدرعة كما شملت الإتفاقية الدفاع الجوي ومدفعية الميدان ، وتم تدريب عدد من الضباط الصف ليكونوا النواة لهذا المجال . * المرحلة الرابعة ( 1970 - 1969م) : وتعتبر هذه الفترة حقيقة هي فترة تطوير القوات المسلحة بأحدث المعدات تبع هذا التطور إعادة تنظيم القوات المسلحة من جديد ولأول مرة أدخلت التخصصات المختلفة ، كما تم تكوين القوات المسلحة وفقا لأسلحة المعارك الحديثة المشتركة التي شملت القوات البرية والبحرية والطيران والدفاع الجوي ، كما أعيد تنظيم القيادة العامة وأبرز سمات هذا التنظيم مايلي : - قُسّمت القيادة العامة لهيئات وأفرع مع تحديد المهام لكل هيئة ولكل فرع من إدارة وعمليات وتدريب . - اختصرت تسمية الجيش على المشاة والمدرعات وأسلحة الإسناد الأخرى والتي تم تنظيمها في شكل كتائب مدفعية وكتائب احتياطي القيادة العامة ، وقد زودت هذه الكتائب بالمدافع الهاوتزر 120 مم إضافة للمدفع 105م . - رفعت قوات المهندسين إلى اللواء وتم تزويدها بكل المعدات الحديثة . - زودت وحدات الإشارة بأحدث نظم الإتصال التي تؤمن الإتصال لكافة الوحدات في السلم والحرب ، وذلك من خلال الكتيبة الإستراتيجية ، أكملت مرتبات النقل إلى كتائب تعادل في قوتها اللواء . - أُنشئت وحدات الصيانة والإصلاح لأول مرة في القوات المسلحة كما أُضيفت لها المعدات والآليات وأخذت مكانها ضمن القوات المسلحة مركزاً وفي الميدان . - القوات الجوية وسعت وزودت بالطائرات الإعتراضية وأعيد تنظيمها إلى نقل ومقاتلات بالأسراب ووحدات نقل تكتيكي وطائرات هيليكُبْتر . - الدفاع الجوي نُظّم لتحقيق الأهداف الحيوية والإستراتيجية وزود بأحدث أجهزة الإنذار والتوجيه . * المرحلة الخامسة ( 1983 - 1971م ) : في العام 1972م وعلى أثر تحسّن العلاقات مع الغرب تمت إعادة التنظيم بإدخال تنظيم الصيانة والإصلاح والخدمة الوطنية و التي كانت تسمى التجنيد الإجباري ، وفي 1977م ، أُعيد التنظيم مرة أخرى لبعض التشكيلات ، وصدر قرار بفصل قوات الجوي لتكون قوة رابعة للقوات المسلحة ، وفي العام 1982م تم تفعيل فرع الإحصاء العسكري بإدخال نظام الحاسوب ، وفي العام 1983م تم تكوين كتائب مستقلة للعمليات عاكف ، وأخيرا عُرفت بكتائب حرس البترول . * المرحلة السادسة ( 1989 - 1985م ) : تمت مراجعة تنظيم القوات المسلحة بغرض التطوير وإزالة التشوهات وأوجه القصور وأدخلت بعض التشكيلات والإدارات الجديدة ، شهدت هذه الفترة مولد كل من إدارة المرافق الإستراتيجية ، المساحة العسكرية وإدارة المتاحف العسكرية . * المرحلة السابعة ( 2004 - 1989 ) : في هذه الفترة عملت القيادة على تلافي سلبيات الفترات السابقة المتمثلة في ضعف التسليح والإمداد وقلة العدد وعدم الإهتمام الكافي بأمور القوات المسلحة وابرز ما تم انجازه تمثل في الآتي : - تم انشاء هيئتين جديدتين بالإضافة لهيئات القيادة العامة الموجودة أصلا وهما هيئتا التدريب والتوجيه . - تم ترفيع إدارة الإستخبارات العسكرية إلى هيئة الإستخبارات . - شهدت الفترة من 1997- 1990م إنشاء عدد (66) لواء مشاة وفني وحوالي (8) فرق مشاة . - تكوين لواء راجمات لأول مرة بالسودان . - تم انشاء العديد من الأفرع والإدارات الجديدة التي تتبع للقيادة العامة مثل فرع المعاهد والكليات . - عام 1998م أُعيد النظر في مواقع انفتاح التشكيلات واستخدام نظام العمل بالمناطق ، وأُنشئت مناطق جديدة مثل منطقة المُجلد وغرب النوير . - تم التصديق بإنشاء الكتائب الطبية التي تتبع للمناطق العسكرية ، وكذلك مراكز المناطق والفرق مثل مركز تدريب الديسة . - تحديث قاعدة كوستي النهرية وتبعيتها للقوات البحرية . - في مجال الإهتمام وترقية التدريب ، تم إنشاء الكلية الحربية ، كلية الدفاع الجوي وأكاديمية كرري للتقانة ، كما تم اعادة وتأهيل مدرسة ضُبّاط الصف بجَبيت ، بالإضافة لذلك ترفيع كلية القادة والأركان ، وتسميتها إلى كلية القادة والأركان وأصبحت لها أجنحة متخصصة برية وجوية وبحرية ودفاع جوي . - تم انشاء بعض الشركات المُتخصصة لإمداد القوات بالإحتياجات التموينية الضرورية وظهرت المصانع المختلفة سواء في مجال الأغذية، المُهمات ، الأدوية ، و التصنيع الحربي . . لم يكن دور القوات المسلحة مقتصرا على الجانب الحربي فقط ، ولكنه تعدى ذلك إلى ارساء مبدأ السلام والتنمية في المناطق الإستوائية المتمردة على مدى عقود من الزمان ذلك ما سيتضمنه مقالي التالي بإذن الله . هنادي محمد عبد المجيد [email protected]