ظهرت الدبابة لأول مرة في معركة السوم بفرنسا في سبتمبر 1916م وكان لظهورها أثر كبير مما جعلها القوة الضاربة وجعل الدول تفكر جديًا في اقتنائها وتطويرها واستخدمت الدروع في السودان لأول مرة في الحرب العالمية الثانية بمناطق كسلا والقلابات وكرن وكانت المركبات المدرعة الباك والتي ركب عليها المدفع الفكرز والمورتر هي التي استُخدمت في تلك المناطق، وفي عام 1956م ومع بزوغ فجر الاستقلال دخلت الخدمة دبابات Stiward &Stack Hound وعربات الاستكشاف Dimilar وكانت بمجملها نواة القوات المدرعة السودانية.. وفي 31 يناير 1957م ومع ذكرى الاستقلال الأولى تم تكوين سلاح الفرسان بقيادة القائمقام أ. ح حسين علي كرار. وفي عام 1958م تم تجميع أول مدرعة سودانية سميت «بالثورة» بواسطة النقل الميكانيكي وفي عام 1959م وبعد وصول المدرعات صلاح الدين والفرت أُعيد تنظيم سلاح الفرسان وسُمِّي بالآلاي المدرع ضمن حامية الخرطوم لإسناد عناصر المشاة وكان قائده القائمقام عثمان نصر عثمان. وبعد أن تمت إعادة تنظيم حامية الخرطوم انفصل الآلاي المدرع منها عام 1965م وسُمي بسلاح المدرعات وتم تعيين القائمقام أ.ح مبارك عثمان رحمة قائداً له وفي نفس العام وصلت المدرعات الحديثة الكماندو ف/100. وفي عام 1967م رفع سلاح المدرعات شعاره الحالي «النصر أو الشهادة» وشارك في عمليات الأمن الداخلي في جميع أنحاء القطر وفي جبهات القتال العربية في مصر ولبنان والكويت. وفي عام 1969م استلم قيادة سلاح المدرعات الرائد خالد حسن عباس وخلفه المقدم أ.ح أحمد عبد الحليم.. وفي نفس العام وصلت الدبابة الروسية ت 55 وحاملات الجنود المدرعة «توباز» والبيكي ومدرعات الاستطلاع البيردوم وتبعًا لذلك أُعيد تنظيم سلاح المدرعات ليشمل لواءين هما: أ اللواء الأول مدرع الذي تم تسليحه بالمدرعات صلاح الدين والفرت والكماندو ف/100. ب واللواء الثاني مدرع الذي سلح بالدبابات الروسية ت 55 والمعدات الشرقية. وفي عام 1971م بعض الدبابات الخفيفة ت 62 للسودان ونتيجة للتوسع والتطور الذي حدث تم تغيير اسم سلاح المدرعات إلى القوات المدرعة والتي شمل تنظيمها كلاً من اللواء الأول مدرع وسُلِّح بالدبابات الصينية ت 62 واللواء الثاني مدرع وسُلح بالدبابات الروسية ت 55 وتعاقب على قيادة سلاح المدرعات في تلك الفترة كلٌّ من العميد بشير محمد علي والعميد أ.ح عمر محمد الطيب والعميد أ.ح تاج السر أحمد المقبول. نتيجة لدخول هذه المركبات في الخدمة واتساع القدرات أُعيد النظر في تنظيم الدروع مرة أخرى فكونت الفرقة السابعة المدرعة في أغسطس 1976 وشمل تنظيمها اللواء الأول مدرع واللواء الثاني مدرع ومدرسة المدرعات وكتيبة الإدارة والشؤون الفنية وكتائب الدبابات المستقلة 209 و211 وسُلِّحت بالدبابات الصينية، وكتائب الاستطلاع 213/214 وسُلِّحت بالمدرعات الخفيفة صلاح الدين والفرت والكماندو. وفي عام 1982م وصلت الدبابة الأمريكية أم/60A3 والمدرعات أم/113 وأم/125 هاون والمدرعات الكماندو ف/150 كما وصلت المدرعات الفرنسية البنها رد ومنها حاملات الجنود المدرعة والمدرعات الم/ط والمدفعية ذاتية الحركة أ/م/اكس/13 عيار 155مم، وكونت الكتيبة 411 دبابات وسلحت بالدبابات ام/60 وكتيبة أم/ط المسلحة بالمعدات الفرنسية. وفي العام 1987م أُعيد تنظيم الفرقة السابعة المدرعة وأُدخل نظام إدارة المدرعات التي ضمت الفرقة السابعة ومعهد المدرعات، والشؤون الفنية وكتيبة الإدارة وتم فصل وحدات الاستطلاع من إدارة المدرعات وكُوِّنت لها إدارة قائمة بذاتها وكان أول مدير لإدارة الاستطلاع اللواء أ.ح محمد عبد الله حامد. كان أول مدير لإدارة المدرعات اللواء أ.ح أحمد محمد علي وتعاقب على إدارتها كل من اللواء أ.ح عمر عبد العزيز الأمين واللواء أ.ح أحمد الزين إبراهيم والعميد أ.ح عمر الأمين الحاج واللواء أ.ح سيد أحمد حمد محمد سراج، وفي عام 1992م أُعيد النظر في تنظيم إدارة المدرعات وظهر سلاح المدرعات مرة أخرى والغيت إدارة الاستطلاع وضمت وحداتها مرة أخرى إلى سلاح المدرعات وعمل بنظام الأولوية المدرعة وقد شمل التنظيم سبعة ألوية «منها «4» ألوية دبابات و«2» لواء مشاة ميكانيكي و «1» لواء مدرع خفيف بالإضافة إلى مدرسة المدرعات والشؤون الفنية وكتيبة الإدارة، وكان أول قائد لسلاح المدرعات اللواء الركن سيد أحمد حمد محمد سراج وخلفه كلٌّ من اللواء الركن عمر الأمين الحاج واللواء الركن بصار عبد الله سليمان واللواء سعيد حسين سعيد واللواء الركن كمال الدين علي الأمين واللواء الركن عبد المنعم محمد خليفة واللواء أحمد عبد الجليل أحمد الأمين واللواء/ الفريق الركن محمد محمود محمد جامع واللواء الركن سر الختم عثمان بابكر ثم اللواء الركن صديق الفضل سيد أحمد. وخلال عامي 1996/1997 وصلت الدبابات الروسية ت 55 المعدلة وناقلات الجنود بي/ام/ بي/2 ذات التقنية العالية. وأيضاً من الوحدات التي أسهمت في تطوير المدرعات مدرسة المدرعات والتي كان لها القدح المعلى في تأهيل جميع ضباط وضباط صف القوات المدرعة فنياً وتعبوياً. ولقد شارك سلاح المدرعات في كل المعارك التي دارت في مختلف الجبهات بدون تمييز وكان لها الشرف أن تنال ثقة كل المقاتلين في ميادين القتال كما كان وسيظل أبداً إن شاء الله عند حسن ظن الجميع في كل الظروف. { معلومات مهمة: الدبابة منذ أول ظهور لها في ساحات القتال ظلت تمثل مكانًا مهمًا وحاسمًا في الحرب البرية وستظل تحتل المكان المهم والحاسم بالرغم من الصراع المستمر بين الدروع والأسلحة المضادة لها لأنها اكتسبت هذه الأهمية من كونها سلاحاً فعالاً يحقق المفاجأة بخفة الحركة وقابلية المناورة العالية بجانب تحقيق قوة الصدمة والقدرة النارية العالية. وأهمية الدبابة تبرز في سعي جميع الدول لامتلاك خاصية امتلاكها أو تجميعها أو تصنيعها. وعليه فإن الصناعة الحربية تسعى دومًا لتطوير الدبابات من النواحي القتالية الحديثة في أجهزة ومعدات الدبابة. ومن هنا لا بد من أن نقر ونعترف بأن دبابات القتال الرئيسة مازالت سيدة الحروب البرية، وندلل على ذلك بوقائع أحداث حربين في نهاية القرن الماضي «حرب أكتوبر 1973 عندما اقتحمت الدبابات المصرية أعتى خط دفاعي في العالم بعد خط ماجينو والتي تم فيها تحرير سيناء/ ثم حرب الخليج الثانية عندما أقدمت أعتى مؤسسة عسكرية في العالم على اقتحام العراب بريًا، بعد أن نفذت القوات الجوية واجباتها تحاشياً للاصطدام بالتشكيلات المدرعة العراقية. وحقيقة فإن امتلاك دبابات حديثة وفعّالة هو امتلاك للسيادة وللقرار ولعزة وسلامة هذه الأرض الطاهرة والغالية. من المفيد أن نذكر هنا، أن من الأمور الشائعة أن يتم تصنيف الدبابات أو المدرعات عموماً استناداً إلى وزنها كأن يقال «خفيفة، متوسطة، ثقيلة» وأحياناً يتم التصنيف على أساس حركتها على جنزير أو عجل «مدولبة» وهذه التصفيات الشائعة ليست مضرة أحياناً بل قد تحتاج إلى معرفتها ولكن الضرورة العلمية تقتضي أن يتم تصنيف المدرعات طبقاً للواجب الذي تقوم به، والمصممة أصلاً لتأديته ولا يحتاج عن كونه إما استطلاعاً دون التورط بقتال أو نقلاً للجنود أو قتالاً، إذن من هذه المهام تبرز الحاجة لأربعة أنواع من المركبات المدرعة ويمكن تفصيلها كالآتي: أ/ عربة مدرعة: وهي التي تمتاز بقابلية الحركة الجيدة والاتصالات اللا سلكية الكفؤة أما الحماية والتسليح فيأتيان بالدرجة الثانية؛ لأن واجب هذه المركبة المدرعة هو الاستطلاع والحصول على المعلومات دون التورط بالقتال كلما أمكن ذلك وتزود بتسليح يمكنها من الاشتباك السريع إذا اضطرت والتملص، ومن أمثلتها صلاح الدين Fox، وفرت، بنهارد، A.M.L. ب/عربة القتال المدرعة: وتمتاز بقابلية حركة جيدة، مجهزة بسلاح ضد الدبابات لذلك يمكنها تنفيذ الاستطلاع بالقوة «أي بالقتال» لجلب المعلومات. ج/ ناقلة الجنود المدرعة: بالتدريع النسبي وخفة الحركة والاتصالات الجيدة والمقدرة على نقل قوات المشاة إلى الهدف أو بالقرب منه أو خلفه، وتسلح برشاشات يمكن أن تساهم في تكثيف النيران على الهدف وتغطية تحرك المشاة أو حماية الأجناب وتأمين خط الابتداء ومن أمثلتها «التوباز». د/ دبابة المعركة الرئيسة: وهي المركبة ذات التسليح القوي ومدفع رشاش موازٍ ورشاش السائق ورشاش مضاد للطائرة وقواذف دخان، هذا بجانب الحماية الكافية التي يوفرها التدريع المتين وقابلية الحركة والمناورة العالية، رغم النيران التقليدية والنووية نسبياً وهي مصممة لخوض القتال الحاسم في كل الظروف مع إمكانات تقنية عالية من دائرة للوقاية من الضربة الذرية وأخرى لإطفاء الحريق ذاتياً ودائرة ستارات الدخان واتصالات كفؤة بين أفراد الطاقة داخل الدبابة وبين رئاستها ومدايات عمل واسعة ومقدرة على عبور الموانع المائية وتسلق الانحدارات حتى 20 درجة رغم وزنها الذي قد يتجاوز الثلاثين طنًا مع سهولة التشغيل والاستخدام للطاقم الذي لا يتعدى أربعة أفراد «سائق + معمر + رامي + حكمدار» وفي بعض الدبابات الجديدة يتكون الطاقم من ثلاثة أفراد للاستغناء عن المعمر بالتعمير الآلي هذا إذا أضفنا التقنية العالية في أجهزة الرمي التي تستخدم الحاسوب والأشعة تحت الحمراء في تقدير المسافات وإعطاء بيانات الرمي بجانب أجهزة الرؤية الليلية المتيسرة للسائق والرامي والحكمدار من خلال بواعث الأشعة تحت الحمراء أو المكشفات.